بعد حصولي على فيزا فرنسا كنت قد قررت عدم الرجوع إلى المغرب حتى ولو كانت الظروف صعبة في أوروبا. مرت أواخر رمضان وكنت احاول ان اقضي اغلب وقت الفراغ مع العائلة وحين علمهم انني لن ارجع  الى المغرب رغم بعض الحزن الا ان الجميع يعلم انني استحق الافضل. المهم بدأت الوالدة في تلك الأيام بالتعامل معي كأنني طفل صغير وكانت تحضر افضل الوجبات التي أحب والطريقة التي احب... كنت ألاحظ ذلك في صمت وانا اعلم علم اليقين انه لا أحد سيحبك في هذه الدنيا مثل أمك وتحية من هنا لجميع الأمهات الصابرات  على غربة أبنائهم وتحية أيضا لجميع المغتربين من أجل هدف واحد هو اسعاد أهلهم في يوم من الايام وخصوصا الام ودعوانا ان يفتح لهم جميعا أبواب الرزق وييسر أمورهم. مر عيد الفطر وفي تلك اللحظات كنت احضر لرحلتي إلى أوروبا بأرخص تكلفة وكان البرنامج فرنسا، التشيك وبولونيا وبعد ذلك الاستقرار في اسبانيا. وفي بعض اللحظات كان ينتابني نوع من القلق كيف ستذهب إلى أوروبا وانت لا تملك شخصا مضمونا يمكن الاعتماد عليه هناك في أوروبا؟ كنت أتجاوز ذلك القلق بان الله هو الرزاق وهو قادر ان يرزقني أيضا في أوروبا وكما تيسر امر الفيزا فالله ممكن ان ييسر أمري في أوروبا.... وجاء اليوم الموعود كنت قد حضرت كل شيئ  وتناولت الغذاء مع كل أفراد العائلة وبدون الدخول في تلك الاحاسيس واللحظات الصعبة سأختصروأقول  أصعب شيئ حين ترى دموع أمك على فراقك. فإن كانت الهجرة هي أفضل أنواع التوكل على الله فهي في نفس الوقت أصعب لحظات الحياة لأنك ستفارق كل من تحب. خرجت من المنزل والقيت نظرة على الحي وكأنني اودعه مضطرا وليس باختياري وانطلقت إلى المطار وحرصت ان اذهب بمفردي تفاديا لوداع المطار... مر كل شيئ بشكل جيد في مطار اكادير وكل الإجراءات مرت بسلام رغم ان كل شيئ للمرة الأولى بالنسبة إلى... وفي النهاية أجد نفسي على متن الطائرة والتي لم تكن بتلك الفكرة التي تصورت من قبل...كل شيئ بسيط وسهل. وفي لحظة استكشاف للطائرة من الداخل إذا بالطائرة تتحرك نحو الإقلاع.... احساس رائع ذكرني بإنشاء كتبته في قسم الثالث ابتدائي امام إحدى اللجان التي جاءت لترى مستوانا.... وكان الموضوع حول الطائرة و التقدم التكنولوجيا  واختير انشائي الأفضل بل كان أكبر من عمري بمعلوماته وطريقة معالجتها. هنا بدأت ذكريات الوطن تظهر تباعا وكلما ابتعدت الطائرة وحلقت اكثر في السماء صغرت الأشياء و التضاريس وكبر الوطن... وطن اغادره مكرها وكلما حلقت الطائرة واسرعت كلما اجتاحت أفكاري ذكريات من مختلف مراحل الحياة بحلوها و مرها ، فالرحيل لن ينسينا أشخاصا كبرنا معهم، لن ينسينا رائحة الخبز من يد امهاتنا لا أدري لماذا كل الأمم تهتم ب شبابها الا بلداننا  تضطرنا للرحيل وسط  الرياح  وفي سقيع الأمطار وان نسير في طريق الاشواك ونحن مضطرون لاكمال السير ولا ندري إلى  أين يأخذنا المشوار. وعلى وقع الذكريات جاء صوت من قمرة قيادة الطائرة بربط الأحزمة والاستعداد للهبوط. وصلت إلى مطار اورلي وبعد الإجراءات خرجت من المطار حوالي السابعة والنصف مساء. باريس التي لطالما سمعت عنها أنها بلد الموضة والجمال والعطور الا ان بعض مناطقها تشبه إلى حد كبير من حيت المنظر العام بعض مناطقنا في المغرب وما غير نظرتي الي باريس هو عند حلولي بالشوارع الراقية هناك أحسست بالفرق فهنا فقط توجد باريس الحقيقية وليست هناك في الأحياء الشعبية... لم ابقى كثيرا في مدينة باريس و كانت الوجهة مدينة براغ التشيكية أو قلب اوروبا ومدينة المائة برج... سمعت كثيرا في عدة روايات عن مدينة براغ و جمالها وكان ذلك من أسباب اختياري لزيارة تلك المدينة، طبعا غالبية سكانها يتكلمون التشكية والقليل من الانجليزية ولكن أيضا  تتحدثون  الروسية وبحكم معرفتي ب الروسية سهلت علي الامور. كنت اقضي ساعات طوال اتجول في تلك المدينة الرائعة والتي لم تدمر أثناء الحرب العالمية الثانية كغالبية مدن أوروبا. كل شيئ جميل ونظيف و شوارع تسمع فيها اغلب لغاة العالم لان زوار المدينة كثر خصوصا انني زرتها في فصل الصيف. ذكريات كثيرة جميلة عن تلك المدينة لا زالت في الذهن وإنشاء الله سأزور براغ من جديد حينما تسنح الفرصة. بعد التشيك اتجهت إلى بولونيا والتي ربطتني بها علاقة حب بأول فتاة بولونية وأول اجنبية اتعرف عليها عن قرب رغم انني لم ازرها في بولونيا لان زيارتي كانت ل ٣مدن مختلفة و بعيدة جغرافيا عن مديتها. وأهم مدينة سأتحدث عنها هي مدينة كراكوف وهي من أفضل المدن التي رأيت بل انظف من مدن في اسبانيا و فرنسا ومعمارها مختلف تماما بنايات تاريخية كثيرة و في مركز المدينة منظر عربات الاحصنة الجميلة والذي تقوده فتيات أجمل. لا تسمع الضوضاء كل شيئ مرتب.وكان ان صادف وجودي هناك احتفالا كبيرا وأغلب سكان المدينة خرجوا للاحتفال والغريب انني لم أرى اي مشكل او خلاف او نزال في الشوارع رغم ان الاغلبية سكارى. نظرة إلى شوارع كراكوف وبنيانها يثير الإعجاب الحضاري و افصل هنا بين الحضارة والثقافة...وبعد زيارتي لمدن أخرى في بولونيا اخيرا جاء اليوم الذي سانتقل من مطار  كاتافيشي katowice إلى مطار برشلونة... طبعا عند دخولك للاتحاد الأوروبي تكون الإجراءات بسيطة في المطارات وسلاسة في العبور حتى أنه في مطار برشلونة لم يكن هناك تفتيش ومررنا من المطار بدون تفتيش.... إلى هنا  اكون قد أنهيت باختصار الجزء الرابع وفي الجزء القادم سأتحدث تن اسبانيا وعن برشلونة بالخصوص و كيف حرقت الفيزا هناك وبعد ذلك الانتقال إلى مدينة مورسيا.....                    طبعا لا أعلم قوانين المنتدى وان كان مسموحا وضع رابط  الاجزاء السابقة هنا ام لا ووضع رابط قناتي الشخصية ليستفيد المتتبعون من معلوماتي عن السجل التجاري ام لا .. المهم سأضع ال وابط                                 الجزء الأول :  f.aspx?t=37859929 ;                                                                الجزء الثاني :  f.aspx?t=37859929 ;                                                                الجزء الثالث     f.aspx?t=37863970 ;                                                                هنا رابط القناة       https://youtu.be/gZl1xdyCTmQ