بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أعتدر عن التأخير في طرح الجزء الثاني من قصتي مع الفيزا و الإنتقال إلى أوروبا ، وقبل سرد حيثياتها لمن لم يقرأ الجزء الأول أضعه بين أيديكم :
المهم قبل أن أباشر سرد وقائع الجزء الثاني أود أن أدكر شيئا هاما رافقني منذ اللحضة التي تلقيت فيها خبر الموافقة على عقد العمل أو النولا أوسطا وجلبه إلى المغرب ألا وهو لحظة 'فرااق الوالدة' ، نعم منذ ذلك اليوم الذي تلقيت فيه الخبر وأنا في تفكير متواصل لأنني متأكد أن تلك اللحظة لحظة الوداع يتوقف فيها الزمن و يعجز الإنسان عن التصرف في ذلك الموقف الرهيب خصوصا عندما تكون الأم على يقين تام ان ابنها الأصغر الدي عاش أمام ناظريها لمدة 35 سنة سيفارقها لسنوات ولن تراه أمامها لحما ودما بل فقط في العالم الافتراضي على شاشات الجوال عبر الواتساب والتي لئن كانت قد قربت المسافات بين البعيدين إلا أن الأم لها تصور اخر فهي تريد لابنها أن يبقى بجانبها تراه يقبل رأسها و يديها يوميا إلا أن هدا سينقطع لحضة الخروج من المنزل.
* يوم 08/12/2018 :
بعد صلاة العصر كما هو معهود في منزلنا نجتمع لشرب الشاي ولكن لأن ذلك اليوم سيشهد استعداد أحد أفراد الأسرة للسفر أو بعبارة أخرى للإغتراب جاءت أخواتي ومعهم أزواجهم و ابنائهم لوداعي ولا أخفيكم سرا أني كنت أجلس وسطهم في دهول تام ، أنا سأسافر فقط لبناء مستقبلي ومع دلك أشاهد الجميع في حزن وضيق لم أعهده فيهم من قبل ، تارة أسترق النظر لوالدتيأراها تتحدى نفسها لكي تظهر بمظهر الغير متأثر ولكن أحس أنها تحترق من الداخل ، أما أختي الكبري فهي كانت بمثابة والدتي الثانية لم تستطع الصمود و التحدي لأني كلما استرقت النظر اليها أجد بريق الدموع ينزل بين الفينة و الأخرى ،بعد شرب الشاي هممت بالنهوض وقلت لهم سأذهب الأن فبدأت أسلم على الحاضرين فخرجت والدتي من الغرفة لأنها تريد أن تكون اخر من يودعني ، وصلت إلى والدي سلمت عليه رئيت احمرارا في عينيه وبدأ يكلمني في موضوع أخر لا علاقة له بهجرتي ، طبعا أنا فهمت مغزى تصرفه وهو أنه يريد أن يعطيني انطباعا أن السفر و الإغتراب أمر عادي ، المهم لما فرغت من وداع الأخرين توجهت نحو والدتي وهي تستقبلني بأحضانها محاولة الصمود لكي لا تبكي فتزيد من معاناتي مع العلم أني شخص نادرا ما أبكي حتى في أصعب المواقف إلا أنه قد أصابني انهيار ولم استطع الصمود فارتميت في أحضانها كما لو أني طفل صغير وعيناي مغرورقتان بالدموع خصوصا أني كنت على يقين تام أنني سأشتاق لحضنها و لتقبيل رأسها ويديها وهي تردد كلمات لتجبر خاطري فقالت لي عبارة ممزوجة بالبكاء ° هانت اوليدي أنا غنكون بيخير° ولا أخفيكم سرا أنني في تلك اللحظات لو لم أكون مديونا بما قيمته 4000 أورو من أجل الحصول على هذا العقد و الفيزا لرجعت للمنزل وصرفت النظر عن السفر نهائيا لهول ما رايته من كسر لخاطر والدتي و عائلتي.
المهم كان في انتظاري أحد اصدقائي الذي سيقلني بسيارته إلى مدينة مراكش للمبيت عنده استعدادا للإقلاع من مطار مراكش المنارة غدا صباحا على الساعة 08.00 متوجها إلى مدينة طورينو الإيطالية ، و بالفعل وصلنا لمدينة مراكش دهبنا للمنزل استرحت قليلا وخرجنا تعشينا في احد المطاعم الشعبية وتكلمت مع صديقي الدي سيستقبلني في المطار بعد وصولي الى إيطاليا، ثم رجعت لكي أنام استعدادا للااستيقاظ باكرا.
* يوم 09/12/2018 :
الساعة الرابعة صباحا استيقظت و ايقظت صديقي وتوجهنا للمطار ، بعد وصولنا سلمنا على بعضنا أخدت حقيبتي وتوجهت إلى داخل المطار بدأت في الإجراءات المعتادة في المطار وكانت كلها جيدة سوى شيء واحد صراحة لم أتقبله وهو ما قام به موظف الجمارك بعد أن أعطيته جواز السفر بدأ يقلب صفحاته وبدأ ينظر للفيزا بتمعن ثم قام بطيها ظنا منه أنها مزورة بعدها طلب مني بطاقة التعريف الوطنية وينظر الي وكأن عينيه كرهتني أن أغادر هده البلاد ثم سألني هل سياحة أم عمل قلت له عمل فقام بختم الجواز و ارجعه لي مع البطاقة و توجهت للداخل في انتظار موعد الإقلاع ، المهم بعد ركوبي في الطائرة ومع أول لحظة تحركت فيها الطائرة و أن بجانب النافدة بدأ يمر أمامي شريط ذكريات مع والدتي و عائلتي وأصدقائي ومدينتي و بلدي ككل خصوصا و أنه لا زال ينتابني شعور بالبكاء لحظة فراق الوالدة حفظها الله ، أقلعت الطائرة وكانت أول مرة أركب في هدا النوع من المواصلات ، المهم بينما نحن في الجو كان المنظر رهيبا الأرض التي نسكنها تظهر بشكل مختلف من الأعلى ولا أكاد أرى البشر لصغرهم المتناهي و أرى السحب من مكان قريب صراحة مناظر تظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
المهم بعد ثلاث ساعات ونحن في الجو وجدت نفسي اطير فوق إيطاليا و أستطيع أن ارى اسطح المنازل وهي بلونها البرتقالي و صراحة حتى من الأعلى تظهر منظمة و مرتبة و ليست عشوائية هههههههههههههه
* إيطاليا - طورينو - الساعة 11:30 :
هبطت الطائرة خرجت من منها متوجها الى الجمارك كان البرد قارسا هههههههههه أعطيتهم جواز السفر سألتني موظفة الجمارك بلغتها الإيطالية الرقيقة : Dove vai ، فهمتها لكن لم اعرف كيف أجيبها فبادرت الموظفة التي بجانبها فقالت English , Frensh فأجبتها English سالتني where are you going
أجبتها I am going to work here in Italy, my work contract i on the bag فطلبت مني الإنتظار وخرجت ، لم أفهم مادا يجري هل صدر في حقي مدكرة بحث دولية ههههههههههههههه فأحضرت رئيسها في العمل ولما رأى حواز السفر تكلم معها بالإيطالية رغم أني لم افهمه ولكن من تعابير وجهه يبدو أنه قال (راه عندو فيزا طلقيه يمشي يعوم بحرو) هههههههه بمجرد خروجي من عندهم وجدت صديقي الدي سيستقبلني في الخارج ينتظرني سلمت عليه دهبنا لسيارته فطلبت منه هاتفه لأتكلم مع الوالدة فعلا تكلمت معها و أخبرتها أني بخير و على خير و قد وصلت و لله الحمد فقال لي صديقي اعطني الهاتف فتكلم مع أمي وقال لها بالدارجة (غير تهناي اميمتي هاهو وصل بيخير و على خير ، دابا غير تهناي عليه) فاطمانت و اارتاح بالها ، المهم دهبنا الي المنزل و مكثت عند صديقي ثلاث ايام كانت ايام جميلة وصراحة طورينو مدينة رائعة ونقية و تظهر عليها ملامح الحضارة و لكن ما صدمني كثيرا هو أننا دهبنا يوم السبت الى أحد الأسواق هناك فصدمت عندما دخلت أحست اني في اسواق المغرب و ليس في طورينو 75 في المئة من الباعة هناك مغاربة ويصيحون تماما على طريقة الاسواق المغربية ( وزيدو مبقاش ، إلا 50 ، و الغريب أن الإيطاليين انسجموا مع الوضع) ههههه بعدها اخبرت صديقي أن وجهتي هي اسبانيا رغم انه حاول اقناعي بالمكوث معه ومع اخيه إلا اني اخبرته اني افضل اسبانيا المهم دهبنا لاحد وكالات الأسفار صاحبها مغربي حجزت الحافلة من طورينو إلى مورسيا ب120 أورو أكثر مما حجزت الطائرة بتلاث أضعااف ههههه وكان موعد الإنطلاق مع السابعة مساءا طبعا لم تأتي الحافلة إلا بعد منتصف الليل طبعا السائق مغربي ههههههه و البرد قارس ورغم هدا لم يغادرني صديقي بل بقي معي ينتظر حتى قدمت الحافلة لتعرفو أن هناك أشخاص طيبين جزاهم الله خيرا يعرفون قيمة المسافر و المغترب الجديد.
* الساعة 02:00 صباحا - الإنطلاقة :
بدأت الرحلة وما إن خرجنا من طورينو بعدة كيلومترات حتى انفجرت عجلة الشاحنة انتظرنا حوالي ساعة أو أكثر وكان الجو بارد جدا لدرجة لو تمشيت لمدة دقيقة فوق الأرض تحس برجليك قد تجمدتا ، المهم حضرت شاحنة فيها تقنيين اثنين فقامو باستبدال العجلة و أكملنا الرحلة و بينما نحن على الطريق السيار المرتفعة على سطح الأرض قليلا باتجاه الحدود مع فرنسا كان منظر بعض المنازل باضوائها و أضواء المصابيح على الطرقات في غاية الروعة ، المهم عند الدخول الى فرنسا لم نجد الجمارك لأن في دلك الوقت كان اصحاب السترات الصفراء المحتجين يقطعون الطرقات لدرجة أن سائق الحافلة ربما كان يعرف طريقا واحدا ولما وجده مسدود من قبل المحتجين بقي يدور بنا في فرنسا لمدة يوم كامل بمساعدة بعض من كان يركب معنا مستعينين بتتطبيق جي بي إس حتى وجد طريقا خالي من المحتجين في اتجاه إسبانيا ودخلنا اسبانيا وها أنا في برشلونا طبعا على متن الحافلة وكنا نقف كل ثلاث ساعات في نقط توقف من اجل استعمال المرحاض و شراء الأكل و شرب القهوة المهم بعد سفر طويل دايا يومين ونصف شارفت على الوصول لمدينة مرسيا حيث يتواجد صديقي عبد الرحمان ، اتصلت به و أجابني لكنه كان وقتها في العمل فأخبرني أن هناك شخصا أخر سينتظرني في أحد محطات البنزين نواحي مدينة مرسيا و فعلا توقفنا وأرسلت له localisation في الواتساب وما هي إلا عشرون دقيقة حتى حضر داك الشخص بسيارته عندي سلمت عليه وركبنا السيارة ودهبنا للمنزل اخدت دوش وارتحت قليلا وبعد الزوال حضر صديقي من العمل ورحب بي ، المهم إلى هنا سأكتتفي بهدا القدر في الجزء الثاني و إن شاء الله في الجزء الثالث سأحكي في الايام القليلة القادمة عن تجربتي في العمل وطبيعته وما هي الأعمال الفلاحية الموجودة هنا و أيضا تجربتي أثناء دهابي إلى البرتغال من أجل الحصول على اوراق الاقامة وعودتي إلى اسبانيا إلى حدود كتابة هده الكلمات .
اشكركم على حسن القراءة و أعتدر عن الإطالة
ووفقكم الله للخير و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته