صرخة من أعماق الوادي
الرؤية أصبحت مستحيلة الأن !! أحدهم يمسك بي بقوة و لا يريد أن يحرر ذاتي.......
كانت الساعة تشير إلى التاسعة و النصف صباحا و ما بقي سوى ساعتان و نصف لموعد إنتحاري, فالصبر إنتهى و صرت أبحث عن الراحة الأبدية,أردت الإبتعاد عن هذه الحياة,فأنا شخص لا أشرب من الكوب مرتين, تناولت وجبة الإفطار,الأن لحظة خروجي من المنزل, و كان قرارا لا رجعت فيه ,كانت أخر خرجة لي من منزل عشت فيه بكل أفراح و أحزاني لمدة أربعة و عشرون سنة,ذكريات مؤلمة رغما أن في طياتها سعادة كبيرة, طالت نظراتي نحو أمي , أعتذر فدوري إنتهى هنا, قبلت يد أمي و ذهبت, تركت ورائي جميع ذكرياتي, خطواتي أصبحت تقيلة, شخص ما بداخلي يريد قتلي,لم يتبقى سوى ساعة و أربعون دقيقة, شغلت هاتفي و كتب على الفايسبوك #إنها أخر دقائق حياتي..الإنتحار # مرت عشر دقائق بدأت أتلقى الرسائل.....
أحدهم قال لي (أخيرا وجدت الحل هنيئا لك)
حسنا هذا يوافقني الرأي لم يتبقى سوى ساعة و نصف على موعد إنتحاري...لحظات حتى سمعت هاتفي صغير,(هل جننت أينك الأن أين أنت.....) لم أستطع الإجابة...رغم أني لا أفضل الرسائل الطويلة الى أني قرأت تلك رسالة و كانت صاحبتها فتاة في العشرينيات(حسنا تريد الإنتحار لك ذالك هيا إنتحر لكن قبل ذالك قف و لو للحظة, أنا أعرف أنك خارج المنزل,و أعلم أنك موجود في أعلى القنطرة و تريد القفز, إنتظر عد إلى الخلف قليلا, و إجلس بهدوء و إسترجع ذكرايتك, حرر ذاتك من كل شيء الأن تخيل وجه أمك و هي تسمع خبر إنتحارك,تخيل و إستوعب كيف ستكون ردت فعلها و هي تفقد إبنها الوحيد التي كانت تنتظره كل مساء, تخيل أصدقائك اللذين طالما كنت قدوتهم, تذكر أولئك الأطفال, ذاك الطفل الذي ظل ليلة كاملة يحفظ تلك الجملة من أجلك أنت...)
لم أستطيع إكمال القراءة , قرأت السطرين الأولين فقط , ما بقي للحلم سوى ثلاثون دقيقة, إبتسمت و هبة ريحة خفيفة...إتصال من مجهول و كأنه صوت أنثى, (إني أنظر إليك الأن هيا, إرمي نفسك,) ,إنقطع الإتصال, تراقبني حتى في لحظاتي الأخيرة , الساعة تشير الى منتصف النهار 12:00.....حان الموعد,,, الأن النهاية المأساوية لقصة بطلها من ورق, الرياح قوية و القفزة كانت مثل من يقفز لهدفه المياه باردة لن أقاوم, الأن أنا في قاع الوادي... فجأة حتى قفز أحدهم ورائي أمسك بي و حضنني بقوة ,لم أستطيع معرفته فالماء كان بني اللون,لم أكن لأقاوم المياه لو لا فضولي لمعرفة من يكون ذالك الشخص...بدأت أصارع كي أصل لأعلى, الصدمة,لماذا يا أمي(و هل بقي للحياة بدونك) صارعت في ذاك الوادي حتى إستطعت النجاة.....
صاح هاتفي ليوقظني من حلمي هذا, العرق الشديد و نبظات قلبي تضرب بقوة...الساعة تشير إلى التاسعة و النصف صباحا ههههه لم يتبقى سوى ساعتان و نصف لأستيقظ من حلمي... الحب خذعة و مجزرة خدعة لأنه سينسيك في حبك لأمك و مجزرة لأنه سيجعلك تقفز من أعلى القنطرة...!