منتديات ستار تايمز: ~ ماوريتسيو سارّي | المُدمن المحنك

هل تعلم ما هو العامل المشترك بين الأسماء الآتية "أريجو ساكي - أرسين فينجر - جوزيه مورينيو - يورجن كلوب – ماوريسيو ساري ؟" أن جميعهم لم يحظوا بمسيرة كبيرة كلاعبين بل أن من ضمن هذه الأسماء من لم يمارس كرة القدم بشكل احترافي من قبل. خرج ساري من أسرة تقدس دراسة الاقتصاد والمحاسبة ، الأمر الذي ساعده كثيرًا في الحصول على وظيفة محاسب بأحد البنوك الإيطالية ، وظيفة عمل كمحاسب في أحد البنوك هي ملاذ أي شاب في سن ماوريسيو حينها ينتهي عمله بالبنك، عندها يتوجه لملاعب التدريب رفقة زيّه الرياضي وأفكاره التكتيكية بعد أن تمكن من إقناع عدد من أندية الهواة بتولي قيادتها، بقي الأمر على ذلك الحال بين غرف البنوك الضيقة وساحات الملاعب حتى عام 2002، العام الذي حمل نقطة تحوّل لمسيرته وحياته كلها.

في مطلع الألفينات ترك عمله في البنك وقاد فريق يُدعى "سانسوفينو" في دوري الدرجة السادسة في إيطاليا ، سانسوفينو كان بمثابة التحدي للميستر ساري إما أن يذهب بعيدًا في عالم التدريب أو يعود إلى بدلته ووظيفته التي نشأ عليها من سانسوفينو انتقل إلى أريتسو في السيريا B، أريتسو كان حديث الشارع الإيطالي عندما تعادل مع يوفنتوس في السيريا B، بعدها فاز في إياب ربع نهائي كأس إيطاليا على ميلان بهدف نظيف، فوز لم يصل بالفريق الصغير إلى نصف النهائي حيث أن الروسينيري كان قد انتصر بهدفين في مباراة الذهاب.

في عام 2012 تولى الإدارة الفنية لفريق إيمبولي الذي كان يقبع حينها في دوري الدرجة الثانية، في موسمه الأول لم ينجح في الصعود بفريق ضاحية توسكاني هناك في مدينة فلورنس، في موسم 2013-2014 صعد بالفريق صاحب القمصان الزرقاء إلى السيريا A .

عام 2015 توجه فريق نابولي بقيادة "رافا بينتيز" لمدينة توسكاني لمواجهة إمبولي بحثًا عن تأمين مقعد التأهل لدوري الابطال بعد ثلاثة انتصارات متتالية لكن "ساري" كان لهم بالمرصاد ، فقد سيطر على وسط الملعب فيما ظهر نابولي مفككًا وعاجزًا عن مجاراة المضيف لتنتهي النتيجة 4/2 لصالح "ساري".

"إن لم تستطع الفوز على ساري، فقدم له عرض عمل" يقول "بلير نومان"محرر بليتشرريبورت أن فكرة تعاقد نابولي مع "ماوريتسيو" قد استقرت بعقل مالك النادي "دي لاورينتيس" بعد تلك المباراة خصوصًا مع اقتراب رحيل "رافا". كان الأمر بالتأكيد مغامرة خطيرة لذلك فقد قدم له عرضا مدته عام واحد فقط بعد نهاية موسم 2014/2015 ليبدأ فصلا جديدا من تاريخ نابولي عنوانه المتعة والإثارة و التنافس والحضور بقوة على الساحة الأوروبية.

تحقق لـ ساري كل ما أراد، فقد أكد جدارته بما لا يدع مجالًا للشك عندما قاد إمبولي للبقاء بالسيري أيه قبل أن يودعهم لنابولي.

وأشرف ساري على تدريب نابولي على مدار 3 سنوات ، حقق خلالها نتائج إيجابية، وعاد بنابولي إلى منافسات دوري أبطال أوروبا، وحصد وصافة الدوري الإيطالي.

فاز ماوريسيو ساري، بجائزة بانكينا دي اورو، متفوقاً على ماسمليانو أليجري مدرب يوفننتوس، تُمنح جائزة "بانكينا دي أورو" أو "المقعد الذهبي"، للمدرب الأفضل في الدوري الإيطالي وحصل عليها ساري بعد نتائجه في اخر موسم مع نابولي حيث احتل المركز الثاني في جدول الترتيب بـ 91 نقطه.

عند انتقاله الى تشلسي بداية هذا الموسم في أولى مؤتمراته، تحدث عن كونه شخصًا يحب خوض التجارب والقيام بالمخاطرات، ولو لم يكن كذلك، فما كان مدربًا يقولون في علم الاحتمالات، كلما كانت المخاطرة أكبر، كانت الجائزة كبيرة. اول موسم لـ ساري في البريمرليغ موسم يعتبره الكثيرون سيء و فاشل لهذا المدرب الايطالي وصل فيها الى المركز الثالث بـ 72 نقطه فالدوري ، وصيف كأس الرابطة من مان سيتي ، بطل اليوروباليغ .

ساري يُحقق أول بطولة رسمية له في تاريخه التدريبي عبر أكثر من 20 سنة ، بطولة كبيرة مستحقة، ولو أنها تأخرت كثيرًا ولكن هل نراه في اليوفينتوس ؟ وهل سيحقق بطولات عديدة ؟

سنعلم في الايام القادمة.