" أنا شايل حمل كبير اوى يا فندم ... وحاسس انى عايز احكى لحد ... أى حد "
كنت قد تعرفت على ذلك الشاب الثلاثينى فى القطار الذاهب الى صعيد مصر اثناء ذهابى الى بلدتنا لقضاء اجازتى الاسبوعيه ... وانعقدت بيننا صداقه محدوده غير مشروطة المدى ولكنها محدودة المده ... ذلك النوع من الصداقات هو الذى دائما يحمل اقوى واصدق الاعترافات ... لا مجال للكذب ... فقط يصارح كل شخص الاخر بهمومه واحلامه قبل ان يتوقف القطار ليذهب كل شخص الى وجهته قبل ان ينسى الامر برمته ... مطلوب فقط شخصان يحملان نفس القدر من الثقافه والتفاهم حتى تنفتح ابواب الصدق والصراحه كلها كى تمضى ساعات الرحله الممله ... علمت منه انه ذاهب الى قنا كى يقضى اجازته الاسبوعيه من العمل ايضا .. كنت قد رأيته مرتان فيما قبل اثناء استقلالى القطار ولكن لم يصادفنى الحظ حينها ان يجلس بجانبى " حينها قلت له " خير "
تنهد قبل ان يقول " الموضوع ببساطه انى عايش لوحدى ... مأجر أوضه فوق السطوح فى شبرا صغيره ... يادوب انام فيها واقوم اروح على شغلى ... طبعا مبعملش أكل ومبعرفش ومحاولتش اتعلم ... العيشه لوحدك بتخليك طباخ ماهر او تتعود بقى على أكل المطاعم ... المهم ... فى يوم وانا مروح من شغلى بالليل كنت جعان ومش معايا فلوس كتير ... قررت انى اعدى على عربية الكبده بتاعت بشندى ... هو غالبا بيبع لحم حمير ... بس مش هى دى المشكله ... المشكله انه معفن بكل مافى الكلمه من معانى .. يعنى ممكن تروح تلاقى قطه واقفه حاطه بوزها فى صحن السجق مثلا ... بس سعره رخيص ... السندوتش بخمسين قرش ... يعنى 2 جنيه يشبعوك جدا ... انت عارف ان محدش بيموت من الجوع ... بس بردو محدش بيموت من أكل الكبده مهما كانت معفنه ..
فى اليوم ده طلبت 4 سندوتشات ... لفهملى فى ورق جرايد وروحت ع البيت اكلهم ... غيرت هدومى وصليت العشا ... وفتحت ورقة الجرنان لاقيت لاقيتها قديمه أوى ... بقول لك بشندى معفن جدا .. مش بعيد يكون لقى الجرايد دى فى الشارع ... أو فى الزباله ... المهم ببص على ورقة الجرنان لاقيت انها بتاريخ 6 ابريل 1984 ... احنا فى 2015 ... يعنى الورقه دى بقالها اكتر من 30 سنه ... والباشا لافف لى فيها الاكل ... قلت بزياده مش هاتفرق كتير ... الورقه كانت من صفحة بريد القراء بتاع المشاكل الاجتماعيه والنفسيه اللى كانت بتنزل فى الجرايد ...
قلت اتسلى واقرى المشكله القديمه دى وانا باكل ... الصفحه كان فيها 3 مشاكل ... مشكله رئيسيه ومشكلتين صغييرين كده ... المهم ان كان فى مشكله صغيره كده كان صاحبها اسمه م.ص من شبرا .. وكان كاتب فيها انه بيعانى انه بيحلم كابوس واحد كل يوم ... انه عنده امتحان تانى يوم ومش مذاكر حاجه... طبعا كلنا بنحلم الحلم ده .. قال كمان ان الحلم بتاعه بيتضمن انه بيروح الامتحان فعلا واللجنه بتبقى فى وسط المدافن وبالليل وانه دايما بياخد رقم جلوس بيبقى 613 وأنه دايما مبيعرفش يحل وفى الاخر بييأس وبيدى الورقه بتاعة الامتجان لرضيع فى اللفه وبيمشى ... !!!!
مشكلته الاساسيه انه عارف ميعاد الامتحان ... وبيقول ان تاريخ الامتحان عمال يقرب ... وانه بيحلم الحلم ده بانتظام ... وكل مالميعاد يقرب بيحس انه قرب يموت ...
طبعا رد المحرر انه لازم يقرب من ربنا وان كل دى الاعيب من عقله الباطن ... الخ
هنا سألت الشاب " حلم فعلا صعب ...بس أيه المشكله فى كده ؟؟ "
قال الشاب فى هدوء
" أنا حضرتك بحلم نفس الحلم بنفس التفاصيل يوميا بقالى سنه ... ومعاد الامتحان بتاعى دلوقتى فاضل عليه شهر... زائد ان انا اسمى ماهر صلاح يعنى ممكن نختصره ب م.ص "
تذاكر ... تذاكر يا استاذ
اتفضل ...
اتفضل ...
قام كمسرى القطار بالتأكد من تذكرتينا والتوقيع عليهما قبل أن أسأل ماهر فى حذر " قصدك أيه ... أنا مش فاهم "
قال ماهر فى هدوء عجيب " لحد اللحظه دى انا كمان مكنتش قادر الاقى الرابطه ...بس حط نفسك مكانى ... تلاقى جرنان بقاله 30 سنه مكتوب فيه ان حد بيحصل له حاجات بتحصل لك بالحرف ... والحاجات دى مخيفه ... أكيد هاتحاول تفتش عن الموضوع "
" وعملت أيه ؟ "
" فكرت أنى لازم أعرف تفاصيل أكتر عن الاخ م.ص ده وحكايته ... لحسن الحظ الجريده دى لسه شغاله ... وعندى واحد صاحبى شغال فيها ... شاب جدع بيشتغل محرر تحت التمرين بس بدأ يعمل علاقات كويسه فى الجريده ... حسيت أنه ممكن يساعدنى بردو "
" وبعدين "
" قلت هاقوم أكلمه تانى يوم ... الوقت كان متأخر وكان صعب أوووى انى اتصل بيه ساعتها أسأله عن عدد من 30 سنه ... يعنى قبل مانتولد أصلا ... فضلت أفكر فى الموضوع لحد مانمت ... وبردو حلمت نفس الحلم ونفس الامتحان ... بس التفاصيل زادت شويه المره دى "
" خير ؟؟؟"
" لاقيت انى خدت رقم جلوس المره دى ... قبل كده مكنش فيه رقم جلوس "
" 613 بردو ? "
" لا ... 614 "
" ممممممم ... غرييب ... غريييب أوى "
" الأغرب انى صحيت من النوم ببص فى الساعه لاقيتها 6:14 صباحا ... حسيت انها اشاره ... مش عارف اشاره لايه ...بس أشاره والسلام انما مهما أوصف لك كم الرعب اللى حسيته ساعتها مش هاتصدقنى "
" وبعدين "
" الرقم ده بقى مش عايز يسيبنى من ساعتها ... مهما اوصف لك يا أستاذ ... قلت لى اسم الكريم ايه ؟؟ رأفت ؟؟؟ مهما أوصف لك يا استاذ رأفت بقت اشوف الرقم ده بطريقه مستفزه ... نزلت الشارع الصبح رايح شغلى لاقيت اتوبيس 614 جاى عليا مع انه نادر جدا انه ييجى ... ركبته طبعا لانه ارخص من الميكروباص ... وانا قاعد فيه ببص من الشباك الاقى العربيه اللى جنبى رقمها من ورا ن د 614 ... الاتوبيس وقف فى اشاره مرور جنب محل انتيكات فى التحرير لاقيت أنتيكه نحاس عباره عن هيكل عظمى شايل منجله ومكتوب السعر تحتها 614 ... السعر أو الكود مش هاتفرق ... المهم انى ساعتها أتأكدت انى خلاص خدت الرقم ده ... وان فى اشاره ان مصيرى مرتبط بالرقم ده بصوره أو بأخرى ولازم اخلى بالى منه "
" يا خبر ... أكيد فضلت من ساعتها تتجنب أنك تبص لأى أرقام ؟؟؟ "
" على قد ماقدر يا أستاذ رأفت... فاكر النكته بتاعت رقم 5 بيضحكك ... طيب 5 ... انا بقى رقم 614 بيرعبنى وبيرعبنى أوى كمان ...بس الارقام مرتبطه بحياتنا وعمرك ماهاتتجاهلها ... تعاملت من ساعتها مع الرقم بمنطق حرص ولا تخون ... المهم اتصلت بعماد صاحبى اللى فى الجريده ... طبعا محكتلوش على تفاصيل ... انما قلت له انى عايز اعرف حاجه قديمه عن عدد الجريده أصدرته من 30 سنه ... ولو ليه اى علاقات فى الارشيف يا ريت يسأل هناك ... الصراحه متوقعتش أوى انه هايساعدنى ... أولا لانه بدأ يبقى وصولى زى اى صحفى فى العالم وثانيا ان الموضوع فعلا صعب ... المهم قال لى هايشوف "
" ساعدك ؟ "
" اه ... كلمنى يومها العصريه قالى انا رايح الارشيف دلوقتى عشان اجيب مقالات قديمه ... تعال عدى عليا فى الجريده وأسأل على اللى عايز تسأل عليه .... طبعا روحت يمكن أعرف أى حاجه ... ... الموضوع كان بدأ يرعبنى بجد .... أنا شغال فى مكتب محاماه يا أستاذ رفت وأول ماوصلت المكتب لاقيت مديرى سايب لى قضيه جديده اعمل عنها استعلام فى المحكمه رقمها ث أ ح 212 ... قلت الحمد لله الرقم بدأ يسيبنى فى حالى ... بس لما فكرت فى الجروف لاقيت ان ث يعنى 4 و أ يعنى 1 وح يعنى 6 .... ياااه للدرجه دى الاشاره مصممه انها توصل لى ... طبعا جه فى دماغى ن ممكن ده يبقى هبل وتبقى صدفه والسلام ...بس مجرد ان التفكير يوصل بيا لكده خلانى مصمم انى لازم أتصرف ... وافهم الموضوع بجد...
المهم رحت لعماد الجريده ... قابلته قدام قسم الارشيف ... دخلنا جوه لاقيته بيسلم على الناس كلهم وعرفنى بواحد اسمه عن وليم وقال له بص يا مقدس ... الراجل ده عنده مشكله وعايزك تساعده فيها ... ماشى يا عمنا ؟؟؟ اسيبكوا بقى انا عشان ورايا شغل ..."
قلت لوليم " انا عايز أسأل على حاجه بعيده شويه ... قالى لى خير يا بنى اتفضل ...
قلت له " فى عدد قديم شويه كان اتبعت فيه جواب ل بريد القراء ... الجواب ده انا عايز اعرف مين باعته .... ممكن ولا صعب ... قال لى هو صعب لان المعلومات دى المفروض انها سريه ...بس عشان خاطر عماد احنا خدامينك ... قول لى العدد تاريخه أمتى وانا هاحاول أتصرف ... "
" قلت له هو قديم شويه ... "
" قال لى مفيش حاجه بتضيع عندنا ... كم سنه يعنى ... تلاته ..خمسه ..عشر سنين يعنى ؟؟؟ "
قلت له "أكتر ... هو كل الموضوع زى ماقلت لك أنى عايز اعرف مصدر رساله اتبعتت لكم ... من .. من 31 سنه "
قال لى وهو بيقلب فى دفتر عنده " قلت لى اتبعتت لأى باب ? "
قلت له " باب بريد القراء ... بتاع المشاكل النفسيه والاجتماعيه "
بص لى بصة واحد زى مايكون افتكر حاجه وقال لى فى قلق كده " أمتى بالظبط ؟ "
قلت له بسرعه " عدد بتاريخ 6 .... "
قاطعنى وهو بيرسم علامة الصليب على صدره ولاقيته بيقول ... " ابريل ... 6 ابريل 84 ..رسالة م.ص ... صح ؟؟؟ "
" أيوه بالظبط يا عم وليم هو التاريخ ده ورسالة م.ص ... مالك اتخضيت كده ليه ؟
وليم قال لى بصوت واطى وهو بيتلفت حواليه " عايزها ليه يابنى ؟؟؟ "
قلت له " موضوع محيرنى أوى يا عم وليم ... ومخوفنى ... وعايز أتاكد من اللى بعتها ... عايز اعرف ان كان حى ولا ميت ولو ميت مات أمتى ... بس قل لى هو أيه موضوعها بالظبط "
" يابنى الرساله دى عملت لنا مشاكل كتير أوى ... اكتر مما تتخيل ... أنا كنت نسيت موضوعها لان الموضوع قدم بس لحد دلوقتى كل مافتكرها شعر راسى بيقف ... انا مش هاقدر اتكلم فى اى حاجه يابنى ... انا طالع معاش كمان شهور وخلاص مبقاش عندى طاقه لأى حاجه ... بس أنا هاوصلك للى يقدر يقول لك أصل الموضوع ... استنانى شويه "
لاقيت وليم راح بعيد وعمل تليفون بموبايله ... رجع ادانى الموبايل وقال لى كلم خيرى بيه ... لاقيت راجل محترم بيكلمنى صوته واضح انه كبير فى السن وقال لى " انت عايز ايه من الجواب ده ؟؟ .... وعرفت عنه ازاى ؟؟ ... وليم بيقول لى انك صغير فى السن "
قلت له " اسباب خاصه يا فندم ...بس اقسم بالله كلها شخصيه ... "
الراجل قال لى " يابنى انا راجل كبير ومعنديش استعداد اسمع أكاذيب ... يا تقول لى الموضوع من أوله لاخره ... يأما تنسى الجواب ده أصلا ... وحتى لو نسيته ... أنا هابقى أسف انى ابلغ عنك أمن الدوله ويمكن المخابرات العامه كمان "
حسيت ان الموضوع كبير فعلا... أمن دولة أيه ومخابرات أيه ؟؟؟ .... قلت له بسرعه هى حكايه ليها علاقه بحلم الصراحه بس فى اشارات كتير عماله تجيلى بسبب الحلم ده ... وورقة الجرنان وقعت فى ايدى بالصدفه ... وحبيت أتأكد "
الراجل قال لى باهتمام ... " بتحلم بأمتحان ؟؟؟ "
قلت له " بالظبط "
قال لى " تجيلى حالا بيتى ... وادانى العنوان ..."
المهم روحت له بعد ماشكرت وليم ... وانا بسلم على وليم خدت بالى انه بيبص لى بخوف أوى ... هو مفهمش الموضوع كويس بس واضح انه حس ان الموضوع كبير جدا .
رحت لخيرى ده على فيلته ... وزى ماتوقعت ... راجل على المعاش ... بلغ من العمر أرذله زى مابيقولوا ... بعد مارحب بيا خدنى على جنينة الفيلا وسألنى عن القصه بالظبط ... حكيت له من طأطأ لسلامو عليكم ... وفى الاخر قال لى ...
" شوف يا بنى ... الموضوع ان انا كنت محرر باب بريد القراء فى الفتره دى ... كان بيجيلى جوابات كتير أوى ,,, انقى منها اسبوعيا جوابين تلاته بمشاكل مختلفه وانزلها للقراء .. بعد ماقول رأيى فيها ... عادة مكنتش بهتم بالنوعيه دى من الجوابات ... مكنتش بحب أوى المشكل النفسيه ... خصوصا ان القارىء احيانا مش بيصدقها وبيفتكر اننا بنألف ... فى يوم كنت بفتح جوابات القراء اللى جايالى عشان اختار منهم ... اليوم ده كنت تقريبا لوحدى فى الجريده بالليل ... الجوابات كانت كتير أوى وانا فضلت فى مكتبى اقراها لحد مالوقت خدنى وده كان أخر جواب .... فتحته وقريت المشكله .... وانا بقراها لاقيت الورقه طارت من على المكتب ... الحقيقه استغربت ... كنا فى اخر مارس والجو كان بدأ يبقى ربيع .. مفيش مروحه شغاله ... مفيش سبب يخليها بالذات تطير خصوصا ان المكتب كان مليان ورق ... محطتش فى دماغى ... بعد ماخلصت قراية الرساله حسيت انها تافهه شويه ... حلم وامتحان ومعرفش أيه ... كرمشتها ورمتها فى الزباله ... قمت اعمل لنفسى كوباية شاى عشان الفراش كان مشى ...
رجعت لاقيتها ع المكتب ... مفروده زى ماهى كأنها لسه طالعه من الظرف ... تعب الشغل والارهاق خلانى أشك انى مرمتهاش أصلا ... عارف انت المواقف دى اللى بتشكك فى نفسك ... قلقت شويه الصراحه خصوصا ان الجريده زى ماقلت لك كانت تقريبا فاضيه ... المهم كرمشتها ورمتها تانى فى الزباله ... !!!
نسيت الموضوع كله لحد مالعدد نزل الاسبوع اللى بعده ...كنت ساعتها خلاص اختارت 3 مشاكل تانيه وبعتتهم لرئيس التحرير عشان يوافق عليهم ويبعتهم للمطبعه ... غالبا كان بيقص من ردودى عشان يفرد مساحه اكبر للمشكله ... كان دايما يقول لى ان القارىء بيهتم اكتر بالمشكله ومش بيهتم بالرد والموضوع ده كان بيغيظنى جدا ... الطبعه الاولى بتنزل فى اى يوم بالليل .... كنت ساعتها راجع من خروجه بالليل لاقيتها نزلت ... قلت اشتريها اشوف الباب بتاعى نازل عامل ازاى ورئيس التحرير قص قد أيه من ردودى ؟؟؟ فتحت الجرنان
لاقيت المشكله بتاعت م . ص نازله فيه ... بنفس التفاصيل ... حرفيا زى ماكان مكتوب فى الجواب ...
بصراحه حسيت ان فى حاجه مش طبيعيه ... اتصلت برئيس التحرير فى بيته .... قلت له المشكله التالته بتاعت الحلم ازاى نزلت ؟؟؟... مش هى دى اللى انا اختارتها ... قال لى يا أستاذ يا محترم انت اللى باعت لى ال 3 مشاكل دول ودى بالذات انت باعتهالى من غير رد حتى ... والمطبعه كانت مستعجله واضطريت انى ارتجل اى رد والسلام عشان سيادتك كنت اجازه ومش عارفين نوصل لك بالتليفون ....بنشتغل شغلكم كمان وياريته عاجب وكمان بتتصلوا فى انصاص الليالى تعترضوا ...وبعدين ايه الكلام الفاضى ده ... حلم ايه وامتحان ايه ... شكلى هالغى الباب ده خالص !!!!!!!!!
هنا بس حسيت أن الموضوع فيه حاجه بسم الله الرحمن الرحيم ... الجواب وصل لرئيس التحرير ونزل فى الجريده غصب عنى وعن الدنيا كلها ... ربطت ده طبعا بالورقه اللى طارت من ايدى واللى كل مارميها فى الزباله تطلع لى وبكاوتش عربيتى اللى فرقع وانا رايح الجريده فى اليوم ده عشان يمنعنى انى اوصل واقايل رئيس التحرير ... !!!
المهم استأذنته انه يلغيها من الطبعه التانيه وينزل مشكله تانيه ... قالى لى اجرى على المطبعه وانا هاكلمهم اخليهم يتغاضوا عن توقيعى ... بسرعه .... "
" أكيد انت يا ماهر ورقة الجرنان اللى وقعت فى ايدك كانت من الطبعه الاولى ...يمكن كل اللى حصل لى ده من 30 سنه كان عشان الورقه دى توصل لك أنت بالذات "
قلت ل أستاذ خيرى " والموضوع خلص كده ؟؟؟ "
قال لى " يا ريت ..وانا فى المطبعه عشان اديهم المشكله الجديده اللى هايطبعوها فى الطبعه التانيه ... طلبت منهم انهم يدونى الورقه بتاعت مشكلة الحلم ... المفروض انها اولا بتروح الاله الكاتبه عشان تتكتب عليها ويتعمل تظبيط للفونت والحجم وبترجع لهم تانى بعد كده بيعتوا الاصل الارشيف ... روحت الارشيف كان وليم ده لسه شغال جديد هناك قبل مايبقى مدير الارشيف دلوقتى ... قلت له طلع لى الورقه ... قلب عليها الدنيا ملقهاش ... كان لسه شاب صغير ومستلم شغله جديد ... قعد يعيط ويحلف لى انه حاطها فى الملف وسجلها عنده فى الدفاتر امبارح ...بس دلوقتى مش موجوده ... طبعا تهمة التقصير والاهمال فى حاجه زى كده ممكن ترفده ... بس زى مابقول لك حسيت ان الموضوع فيه حاجه مش طبيعيه ... ووليم كان شكله بتاع شغل ومش مهمل ... مارضتش أأذيه الصراحه وقلت انسى الموضوع "
قلت لخيرى " طيب والظرف "
قال لى وهو بيبتسم " ظرف ايه يابنى ... كان بيجيلى الف جواب كل اسبوع وكل الاظرف كانت بتترمى فى الزباله طبعا ... مستحيل ألاقيه "
قلت له " يعنى نسيت الموضوع يا أستاذ خيرى ؟ "
قال لى " بس هو مانسينيش .
بعدها ب حوالى شهر جالى جواب من اسرائيل ... طبعا باب بريد القراء كان كل جواباته من مصر .. ونادر أوى لما كان بيجيلنا جواب من اى بلد عربى ... انما اسرائيل ؟؟؟ ازاى وليه "
" المهم انى فتحت الجواب وانا كلى فضول لاقيته مكتوب بلغه عربيه فصحى ...وكان مكتوب فيه بالحرف ( تحياتى صديقى المحرر المصرى ... انا حاخام يهودى متخصص فى البحث عن شئون الروحانيات ... قرات بالكثير من الاهتمام الرساله الخاصه بالشاب صاحب الحلم والمنشوره بتاريخ 6 ابريل 1984 .. أود أن ابلغك بأن تلك القصه مثيره للغايه وأثارتنى انا خصوصا بشكل شخصى ... فقد تعرضت من قبل لموقف مشابه فى احد اعترافات الخطايا بالمعبد لحلم مماثل حرفيا من ثلاثين عاما أو اكثر كان يقلق صاحبه بشده أيضا وهو الأمر الذى جعله يهرع للتكفير عن ذنوبه والاعتراف بأثامه نظرا لشعوره بالأقتراب من الموت ... ولكن هناك اختلاف بسيط ومثير للغايه... فرقم المقعد الذى كان يأخذه ذلك الشخص فى الامتحان حينذاك هو 612 "