أوجسَ في نفسهِ خيفةً أن تتركه.. قلبُه لم يعد يحتمل المزيد..
فأرادَ أن يكون هو البادئ هذه المرة !
قال لها ودمعةٌ محبوسةٌ تُبرق في عينيه :
- هذه تمرةٌ لكِ حبيبتي , إن أكلتِها فأنتِ طالق..
وإن تركتِها فأنتِ طالق.. وإن رميتِها فأنتِ طالق..
ألقى بكلماته تلك وانزاح همٌّ ثقيلٌ عن قلبه الذي يعتصره الألم, فعلى الأقلّ هو الأقوى
هذه المرة, هو المتحكّم..هو الذي تخلّى !
بعدَ دقائق.. وجدها ترتشف كوب حليب مُسترخيةً على الأريكة
تُقلّبُ قنوات التلفاز..
جزع مما رأى! فذهب مسرعاً للمطبخ يبحثُ عن التمرة فلم يجدها..
عاد سريعاً يسألها عنها..
فابتسمت له بودٍّ وثقة وهمست..
" أتحبُّ أن أصنع لك حليباً بالتمر؟؟ " 

تمّت 