
لكم أتمنى أن أنتشلك ونفسي من كل هذا الهراء
ونحلق بعيدا عن كل التزامات، هموم، تخوفات، خفافيش
وكل المؤرقات
نحطَّ معاً في أنأى جزيرة، أقصى ما بلغها من تكنولوجيا هو المذياع
نمتلك كوخا خشبيا واسعا من طابقين و عِلّيَّة، محاطا بحقول خصبة وغير بعيد تتراءى زرقة مياه المحيط
تصبّحين كل يوم على كمّارتي وأصبّح على خنشوشك، فيبتدأ يومنا بابتسامة عريضة ..
نعد الطعام معاً، فيستغل كلّ منا أقل فرصة للتباهي بما جادت به قريحته،
تقاطعنا قطتنا الحائمة حولنا بعيناها الكبيرتين باحثة عن من يرق قلبه أولا ويناولها قطعة جبن اضافية..
نخرج فنتفقد مآل ما زرعناه في حقولنا،
ننطلق نحو الشاطئ النقي فنسبح ونستجمّ
نعود فنشغل المذياع، تصادفنا أغنيتنا المفضلة فتصدح أصواتنا المحشرجة غناءاُ رفقة حركات تشبه الرقص
نصعد إلى طابق كوخنا الثاني،
نلتفت يسارا فنجد ما لذ وطاب من كتب وروايات
نستدير يمينا فنعثر على رفوف اكتنزت أوراقا بيضاء، تنتظر من يشبعها حبراً..
فنغوص في اعتكاف لذيذ ،
لا يقطعه سوى عتمة معلنة عن توارٍ لشمس يوم آخر،
ومواء قطةٍ لا تشبع