قَدْ أَلْهَبــَتْ بِي شَغَــفَ الإِنْتِظَـــــارْ
حَتَّـى احْتَـــــرَقْتُ بَيْنَ نَـــارٍ وَنَــارْ
...
أُرَاقِـــــبُ السَّــــاعَـــاتِ دَقَّاتِـــــهَا
تَحْبُو وَيَسْــرِي العُمْرُ سَيْرَ القِطَارْ
...
أَضْـــــــرِبُ كَفًّا أُخْتَـــهَا زَافِــــــرًا
تَحُــــومُ عَيْنَيَّ يَمِــــينًا يَسَـــــــــارْ
...
وَجْهِي عَبُـــــوسٌ وَالفَضَـــا ضَيِّقٌ
بِخَافِــــــقٍ فِــــي هَيَجَــــانِ البِحَارْ
...
وَأَلْجُــــــمُ الآمَـــــالَ نَفْسِـــي التِي
تَعْصِرُهَا الأَشْـــوَاقُ أَيَّ اعْتِصَـــارْ
...
آتِــــي وَأَغْـــــدُو سَــــائِلاً نَظْـــرَةً
فِي وَجْهِــهَا المُــــزْهِرِ كَالجُلَّنَـــارْ
...
لَـوْ سُئِــــلَ الزُّقَاقُ عَنِّــــي بَكَــــى
وَرَقَّ لِـــي حِينَ قَسَـــتْ بِي الدِّيَارْ
...
حَتَّى أَطَلّــــَتْ مِنْ رُبَــى شُــــــرْفَةٍ
كَأَنَّـهَا الشَّمْـــــسُ بِصَدْرِ النَّــــهَارْ
...
كَأَنَّنِــــي رُبَّــــانُ بَحْـــــــرٍ عَلَــــى
فُلْكِـي أَجُوبُ البَحْــرَ وَهْيَ المَنَــارْ
...
فَلَوَّحَــــتْ لِــــي بِيَـــــدٍ صَيَّـــــرَتْ
قَلْبِي عَلَــــى مِعْصَمِــــهَا كَالسِّوَارْ
...
وَتَشْــــرَحُ القَــــوْلَ وَبِـــي غَفْلَـــةٌ
عَنْ قَوْلِهَا وَلَسْـــتُ أَشْكُـو ازْوِرَارْ
...
تَسْكُبُـــــــهُ غَيْـــــــــثًا بِإِيحَـــــائِهَا
كَأَنَّـــهُ المَسْكُــــوبَ أَرْضًا قِفَـــــارْ
...
وَحَـــــوْلِيَ النَّـــــاسُ رُكَـــــامٌ وَلَمْ
أَجِــــدْ لِغَيْـــــرِ مُقْلَتَيْــــهَا اعْتِبَــارْ
...
أَخَالُ نَفْسِـــي مِثْلَ "رُومْيُو" وَلِـي
قِيثَـــــارَةٌ أَعْـــــزِفُــــهَا بِاقْتِـــــدَارْ
...
وَوَرْدَةٌ أَشُــــدُّهَـــــا فِــــي فَمِـــــي
وَنَهْرُ صَــــــوْتِي دَافِـــــقٌ بِانْهِمَارْ
...
مَا بَلَغَتْ "جُـــولْيَاتُ" مِنْ حُسْنِـهَا
إِلاَّ كَشَــوْبِ النَّقْعِ وَهْــيَ النُّضَـــارْ
...
تَلْتَهِـــــــــمُ المُقْلَــــةُ أَجْفَانَــــــــهَا
وَلَحْظُهَا يُشْعِـــلُ لَحْظِــــي احْمَرْارْ
...
أَغَــــارُ مِنْ غُرْفَتِــــهَا بَلْ وَمِـــــنْ
لِحَـــــافِهَا وَثَوْبِــــهَا كَمْ أَغَــــــــارْ
...
مِنْ كُحْلِــــهَا وَمَـنْ نَسِيــــمِ الصَّبَا
وَهْوَ يَشُـــمُّ خَدَّهَا فِـــي انْكِسَـــــارْ
...
تَعَــــضُّ سِنِّــــي شَفَتَــــيَّ التِـــــي
تَاقَتْ لِمَــصِّ ثَغْرِهَا فِي اهْتِصَـــارْ
...
أَجْتَــــثُّ لَـــــذَّةً تَطُـــــمُّ المَــــــدَى
مُنْتَقِــــــمًا كَأَنَّ لِـــــي فِيــــــهِ ثَارْ
...
بِحُمْــــــرَةٍ تَسْــــــرَحُ فِيـــــــهِ دَمًا
عَلَى بَيَـــاضٍ لِلثَّنَـــــايَا افْتِــــــرَارْ
...
وَنَهْمَـــــةٌ إِلَى اعْتِنَــــــاقٍ يَفِـــــي
بِبُرْءِ صَــــدْرٍ جَهِلَتْ كَيْــــفَ صَارْ
...
أَرْنُــــو إِلَيْـــــهَا وَأَنَــــا مُشْفِـــــقٌ
مِــنْ غَدْرَةِ الوَقْـــتِ إِذَا مَا اسْتَدَارْ
...
وَاسْتَرْسَلَتْ تَغْــــزِلُ شَـــوْقِي عَلَى
عُــــودِ صُدُودٍ ثُمَّ عُــــودِ اعْتِــذَارْ
...
وَاسْتَنْفَـــذَتْ صَبْـرِي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ
أَوْقَدْتُ صَبْــرًا يَفْتَدِيـــهِ اصْـــطِبَارْ
...
وَاسْتَنْزَلَتْنِي عَــنْ شُمُــــوخي وَلَمْ
يَسْبِقْ لأُنْثَـــى فِيـــهِ أَيُّ انْتِصَـــارْ
...
فَـــأَبْلَغَتْنِــــي بِلَظًـــى شَــــوْقِـــــهَا
يَجُــــولُ فِي أَحْــــدَاقِهَا فِـــي وَقَارْ
...
وَأَقْـــــــرَأُ النَّبِـــــضَ بِهَا خَـــــافِقًا
يَقُـــــولُ أَهْوَاكَ بِغَيْــــرِ اسِـــــتِتَارْ
...
وَجَـــــاوَزَتْ دَرْبَ عُــــدَاتِي كَـــمَا
يَجَاوِزُ الضَّــــوْءُ خُيُـــــوطَ الغُـبَارْ
...
أَتَـــــتْ وَغَيْمَــــاتُ كَــــــلاَمٍ لَــــهَا
يَنْصَبُّ تَلْمِيــــحًا وَحَــــرِّ اخْتِـصَارْ
...
وَنَعْجِـــنُ الكَــــلاَمَ فِي خُفْيَــــــــــةٍ
مِنْ خَوْفِ أَنْ يَرَى الوُشَاةُ الحِوَارْ
...
لَمَّا انْتَعَشْــــنَا بِهَــــوَانَا مَضَــــــتْ
وَفِي الفُــــؤَادِ حُــــرْقَةٌ تُسْتَـــــعَارْ
...
نُـــــوَدِّعُ اللِّـــقَا لِنُحْيِــــي الأَسَـــى
أَشَدَّ مِــــمَّا كَــــانَ قَبْــــلَ الجِــوَارْ
...
تَمْضِــــي وَأَنْفَاسِـــــيَ مَخْنُـــــوقَةٌ
وَالبَوْحُ يَمْضِــى فِي دُرُوبِ انْتِحَارْ
...
فِي عَبَــــرَاتٍ وَدَّعَتْنِــــي تُــــــرَى
كَالكَوْكِــــبِ الدُّرِّيِّ يَهْــوِي انْحَدَارْ
...
مَضَــــتْ بِدَاءِ الحُــــبِّ أَمَّـــا أَنَــــا
جَــــدَّدْتُ سَمْفُونِيَّــــــةَ الإِنْتِــــظَارْ

~:::~