ممم
من بعد غياب لفترة وتوقف عن كتابة القصص القصيرة
اضع ها هنا
وبين ايديكم
الكيبوردية السريعة
،
ارجوا ان تروق للجميع
مع المودة
لقد كان حازم بمرحلته الثالثة حين ما تعرف على بلقيس تلك الطالبة المهذبة التي تسكن القسم الداخلي التابع لنفس الجامعة التي يدرس فيها حازم
تعرف عليها عن قرب ونشئت بينهم اجمل قصة غرام
فوعدها ان يتزوجا بالعام القادم وسط حفلاً جميل وتحشد غفير لكل الطلبة في المجمع الطلابي ولكل الاقسام
كان حلمُ جميل يراود حازم دوماً
كيف سيكون حفل زفافهم بوسط الحرم الجامعي ويتخيل كيف يراقص بلقيس ويكون كما القدوة لكل حبيبان في المراحل الدراسية
في يوم قبل ان تنتهي امتحانات النصف الاول من السنة
كان قد قال:
حازم لحبيبته بلقيس انتظرونا الجمعة القادمة
سوف نأتي لخطبتكِ
ابتسمت بلقيس خجلاً وكانت تتوقع هالكلام مزاح
فأكد لها حازم إن الغد لناظره قريب.
وبالفعل ما هي الا ايام
توجه حازم رفقة اهله للخطبة في محافظةٍ اخرى
لخطبة بلقيس التي كانت في قسم داخلي تابع للجامعة
ولم تتم موافقة اهل بلقيس على طلب حازم واهله
متحججين بانه مازال يدرس وهو طالب كيف ينشىء بيتاً
حتى فاض ذرعاً بحازم .
وحاول إقناعهم انه يريد ان يتزوجها بالعام الرابع حتى يكون قدوة للجميع من طلبة القسم معهم
فوافق الاهل وتمت الخطبة على الف خير
كان حازم طيب القلب رقيق المشاعر
موهوس بكتابة الشعر
حيث كان كلما التقى حبيبته صباحاً اهداها بيتين او اكثر من الشعر
مما يجعل قلب بلقيس يخفق فرحاً بقرب حازم ويزيدها تعلق بهواه
كانت في الجامعة دوما حملات لـ إغاثة المحتاجين والارامل والمتضررين من الحروب
هرع وسارع حازم بـ الانضمام لتلك المجاميع
وكان يخرج معهم بـ سرعة دون ان يتذمر ملبي اي نداء يستدعي الحاجة
ولاي محافظة يذهب دون ان يقول هنا حرب ام ماشابه ذلك
حيث كانت بلاده تتعرض لهجمات من مخربين وحشود مجرمة
تسابق لعمل الخير حتى رحل ذات مساء ولم يعد كانت بلقيس تنتظره اليوم تلو الاخر
على امل ان يعود قبل بداية الامتحان
حيث بعده يتم زواجهما مع حلول العام الدراسي الرابع
كما وعدها و وعد اهلها
شهور مضت ولا خبر يطمئن اهل حازم وبالتالي قلب خطيبته وحبيبته بلقيس
سألو كل من كان برفقته ذات اليوم
بلا جدوى ولا خبر يطمىن الجميع
حتى لاح خيط الليل في ذات يوم مساءاً في سماء لاقمر فيها
والليل اسدل عباىته السوداء كأنه غطاها بحزن ولفهم بالسواد
جاءت سيارة ووقفت امام بيت اهل حازم
نزل منها رجل بدا عليه التلكئ بإن يرن جرس الباب
فتوكل على الله ورن الجرس
خرج من داخل البيت أخو حازم
وتلقى اتعس خبر في حياته
إلا وهو خبر إستشهاد حازم
وما هي إلا دقائق معدودة
تجمع جميع اهل حازم ببات البيت والصراخ وعويل النسوة شج بالمكان حتى تفطر قلب والدته وهي تنعاه وتذكره باجمل وانقى الصفات
بكى الحجر والشجر نزع وريقاته حزناً
وحتى الرمل تناثر بوؤسا
الليل اصبح نهار من شدة رعد الاصوات
وكأنها ليلة بصواعق غطت المكان
على هذا الحال كل الليل حتى إشراقة الفجر
انتفض والد حازم
وقال :
لا بد ان يعلم اهل خطيبته
بالحادث ويكونون على بينة من الامر
خشية ان يتقاول الناس عن ابني انه خلا وهرب
ركبو السيارات متوجهين إلى المدينة التي تسكن فيها بلقيس
وفي غضون ساعتين كانت السيارات امام بيتهم
خرجو اهل البييت مستعلمين عن ماهذه السيارات الكثيرة التي توقفت امام البيت
وإذا بالطامة الكبرى
حين سماعهم هذا الخبر المشؤوم مع بداية صباحاهم
الذي كانوا يتأملون منه الخير
وجدوا انفسهم
امام نهاية ابنتهم بمصيبة موت حبيبها وخطيبها حازم
كيف سينقلون الخبر إليها ومن سيتكفل بذلك
تسائل ابوها مع اخيها
ووالدتها
فقالت ام حازم انا من سيخبرها
نار قلبي لا تبرد
وهي كانت حبيبة ابني دعوني اشم ريح حازم بها
دخلت ام حازم:
وقالت : يا بلقيس
حازم ذهب معيلاً
لاجل الارامل واليتامى
ذهب ليوؤمن لهم الزاد والقوت
ولكنه لم يعد
هنا بلقيس اصفر وجهها وفاض دمعها
وقالت:
ماذا تقولين ياخالتي ؟؟
ومالذي اتى بك إلينا باكراً!!
وكيف تتفوهين على حازم كلام الشؤوم
هو سيعود كما وعدني ولن يذهب اويغيب
وانا انتظره انا واثقة منه
لم يخلف وعده يوماً
فمستحيل ان اصدق كلامك هذا !
اسكتي ولا تتفوهي بشيء اخر
تلبستها حالة من الهستريا
وبدأت تمسك بكتفها خالتي ما بك
لما ؟
تبكين ولما تصرخين
قولي ان كلامك غير صحيح
وانكم اليوم جئتم لنتفق على الزواج
وان حازم مع والدي بالخارج
وانهارت بالبكاء والصراخ
حتى اغمي عليها ولم تشعر بحالها إلا باليوم التالي
حيث انتهى الدفن وكل مراسيم الجنازة
فتوسلت امها
اريد ان ازور قبره
وتوسلت ابيها اريد ان اراه لاصدق انه رحل عني وانها لم تكن مزحة باردة من الجميع
وافق الاب وطلب من اخيها الاكبر وامها
مرافقتها الى المقبرة
حيث لما وصلت بالفعل ورأت القبر
بدأت تضحك بصوت عالي
وقالت له:
إنت جبان هربت مني حتى لا نتزوج
تركتني وحدي
ورحلت
كم انت جبان كيف لك ان تذهب دوني
أولم نتفق أن نعيش او نموت معاً
اين كلامك المعسول
وكيف يأتون بك غارق بالدماء
أولم اكن لك الماء
وقلت :انك ستتوضأ بي حين ما يكون الجفاف لدجلة والفرات!!
كيف لك عناق التربة
وكنت توهني إنك شتعتنق روحي
وتأخذني بالاحضان ما حيّت!
كيف لي ان اصدق احدٍ بعد كلامك
وكيف لي العيش من دونك
كل الكون امام عيني سراب
وما هو حقيقة
إلا وشاح سواد سأرتديه بعدك
نذراً على روحي اطلق العهد
إن لم امت بعدك لن يلمسني اخر غيرك
وصارت تشهق بصراخ دوى بالمكان
وقلب والدتها يتقطع الماً وتبكي لحال ابنتها الحبيبة وما جرى لها.
وإي عذاب ستشهد ابنتها بعدكل ما جرى
حتى اخيها فاض دمعه وانسكب
واخذ برأس بلقيس يجره وهو يقول وحدي الله
وقولي الله يرحمه ويرحم حالك
وما عذاب قلب امه الان !!
وهل انتي تحبيه اكثر من امه
فقالت :
والدعموع تجري مع دماء سالت من خديها
هو ابني انا ايضاً وفرحتي التي انتهت
وهو في اول المخاض
وكيف لي بالعيش من دون والدي و زوجي الان
إن كانت ولدته مرة
فانا امه و زوجته يعني حالي اكثر وجعاً منها بمرتين
عجز حتى اخيها عن مواساتها
فبكت حتى تشقق الحجر وامطرت السماء باكية
وابتلت الارض من دمع بلقيس على حبيبها حازم
وهي تندب الحظ وتتوسل الله رفقته والموت
كان الالم جائر واقوى منها .
صرخت صراخ اقشعر منه البدن وهي تدعوا الله موتها ولا فراق من تحب
لكن هنا اخيها وامها شدوها بقوة
وقالو :
هيا لنعود الى البيت كفاك ما حدث
ووعدتهم أنها لن تبكي مجدداً
وستسكت فقط ان يبقوها
نائمة على قبره تحتضن ثراه
فوافق اخيها
ونامت من شدة التعب والبكاء وبالفعل احتضنت قبره
حتى حلت شمس الظهيرة،ولاذت بلذعهم بحرارة ملتهبة
حينها قالت ام بلقيس
هيا لنعود الى البيت
واخذت تجر بيد بلقيس من جهة واخيها من الجهة الاخرى
ولكن حدث ما لم يصدق
وإن بلقيس نائمة بلا حراك ولا حتى وجود للنبض او النفس
صرخت الام مستعلمة بنتي بنتي ما بيها بنتي
بسرعة امسك بيدها اخيها يتحسسها
وصرخ يااااالله
ماهذه الفاجعة
ماتت بلقيس ماتت بلقيس
وإي ألم وإي وجع تغلب على ام بلقيس واخيها من هول ما سمعا وشاهدوا
لم تكون فاجعة بل فواجع ومصائب
ومازال الألم طائلاً
قلب ام حازم
وألم حارق لـ قلب ام بلقيس
واهلم وذويهم اجمع
كلما مرت تلك الذكرى
اهتزت الارض وتزلزت تنتحب لتلك الذكريات المؤلمة
وإنها لحقاً من اشد الفواجع التي تحرق الوجدان وتبكي الروح دماً قبل ان تذرف العين الدموع
لكم تحية ونبض قلب من اختكم القمر