حائرَة أنا
كيَرعةٍ ما فتئت تسأل
هل أبقى فِي شَرنقتي
أم أتحرَّر من قيُودي وأنطلِق
فلا أمَل مِني
إذن لو دَمرتُ صَمامات الصَّبر
هل سيُحاسبُني أحدُهم ؟
كاذبة لو قلتُ أنني غيرُ مُحتالة
بلى ....أنا كذلك
تحَايلت على المَوت مرة
وعلى الحَياة مرَّات كثيرة
تلاعبتُ بمَصيري
وأعطيتُ قلبي للمكر كي يَنهشه
بعتُ ضَميري
واستسلمتُ لنفسِي الأمَّارة
غضضتُ بصَري عن الصَّالح
وتمرَّغت في حُضن الحَقارة
نسيتُ أمري
ومنحتُ للفشَل فرصَة النَّصر
حتى أنهُ شرب مَعي نخب الفوز
وأهداني قنينة خمر
أجد مثلها بيدي الآن
مثلمَا فعلتُ يومَها
لما غدوتُ أعربدُ بين طرقات البُؤس
وأنا أقهقه أتعسَ قهقهاتي
كفاشلة وُصمت بالعار
لم أكترث لآرَاء المُختلين
وأنا أضبطُ سِيجارة القهر بيدي
بل مضيتُ أنا وعطري الصَّادح
بفُستاني الأحمر
الذي شاهدتُه على جسَدي بالمرآة
بدوتُ هزيلة كالموتى
ما اهتمَمت بل زينت نفسي
ووضعت على شفاهِي طلائي المُعتاد
تحت إبطي استقرَّت حَقيبتي المُهترئة
رحتُ أنساقُ ذات اليَمين وذات الشمال
وأذرُع المارَّة تلتقطني
كما لو كنت وَباء افتك بهم
نظرات بَعضهم كانت شفقة
والبعضُ الآخر شَهوة
وآخرهُم اشمئزاز جَعلني أفكر
ما الذي أفعله بين دُروب الوضاعة
من أكُون
كيف أصبحتُ هكذا
من جعلني أصلُ لهذا المآل ؟
استوقفتُ ذاتي
قاصَصتها
عاتبتها
طلبت تبريرا مِنها
وبحثتُ عن ضَميري
أين هوَ ؟
وجدته يُحتضر على سَرير الموت
يلفظ أنفاسهُ الأخيرة
هرعتُ نحوه بكَعبي المتعب
أحاول إعادة الحياة له
ما وجدت منه إلا نظرة حقيرة
ألا وهي
نظرة الخسَارة
فما كان هنالك أمل :(
....
لحظية وجع غير مهندمة
بقلمي
انكسار امرأة