و تُتعبني آدميتي...
صُنوفُ مُعاناةٍ عَلى رُفوفِ الحَياة
أَيْنَما وَلّيْتَ البَصَرَ صَدّتْكَ الصُّوَر،
قَسَماتُ بَشَرٍ عَلى تَماثِيلِ حَجَر...
نَظْرَةُ اسْتِعْلاء تُخْطِئ البُسَطاء،
تَدُوسُ تَحْتَ أَقْدَامِ جَبَروتِها أُمْنِيّات...
أَيَعْلمُ ذاكَ الذي يُطْلقُ رصَاصَة
أَنهُ يقتل ألف حياة ، وحياة ؟
يُفزِعُ فتاةً تُطِلُ من نافِذة المِرآة..
تَنْتَظِرُ فارِسِ الأحْلامِ ..
تَتَزَيّنُ لِلْغَدِ
لِتَنْطَلِقَ في هَوْدَجِ الحُب
نَحْوَ الحَيَاة....
تُطِلُّ من الشرفة
تَتيهُ في جِنَان الخَيال...
يَطول انتظارها
تُمَدِّدُ جِيدَها لعَلَّها تَرْمُقُ الفَارِس ...
تَُرَاقِبُ أَطْفَال الحَي يَلْعَبُون
تَخَالُ طِفْلَها يُلاعِبُهم
عَجوز تَمْشي الهُوَيْنا
يَتَبَادَلَان التَّحِيَة ...
لا يُرْهِبُهُمْ أَزِيزُ الدَّباباتِ و الطّائرات...
يَطولُ الانتظار
تُعاوِدُ الانْزِواءَ أمامَ التِلْفاز
تَنْتَظِرُ نَشْرَة الأخْبار
تُخيفها عِباراتُ القَتْل و الدّمار ....
تَرْتَمي في أَحْضانِ اليَأسِ
فَتَغْفُو..
تَسْتَفيقُ على ضَوْضاءَ
تُسْرِعُ نَحْوَ الشُّرْفَة
لا أثَرَ بالزُقاقِ للحَياة..
تعاود إالانْزِوَاء أمام التلْفَاز
تَتَوَالى النَشَراتِ
المَوْتِ مُتواصِل...
يَعودُ الفَرَسُ وَحْدَهُ
سَرْجِه مُخَضَّب بالدَم..
يَنْسابُ الكُحْل عَبْرَ المَآقِي
يُعلَنُ الحِدادُ
تُنَكَّسُ الشِّفاهِ على الثَّنَايَا
تُوأَدُ أحلامِ الأُمَّهات و العَذارى
يُشَيَّعُ اليتامى لِمَثْوى الأحْزان
أَيَعْلَمُ ذاكَ العابِثُ بالزِّناد
كَمْ هُو حَجْمُ النّكَبات ؟
يَطولُ انْتِظارُ إِحْضار الجَثامينِ
دُونَ أَمَل
قَدْ تَلَاشَتْ رُفَاتا
يَسْلُبونَهُم حَقَّ زِيّارَةِ القَبرِ
قَبْرَ الغَدِ المُغْتالِ و الذِكْرَيَات
يُرْجِعُ العَجَزَةُ النّعْشَ فارِغا
يُؤَجِّلونَ المَآتِمَ
إلَى حِينِ خَلاِص المَوْت...
يُصَلّون صَلاة الغائِب
على الأحْياءِ و الأَمْواتِ.