هناك معضلة شهبيرة في علم الإقتصاد إسمها "the exploitation paradox"
"معضِلة الإستغلال"

بالرّغم من أننا نكره أننا نشاهد أحد يُستَغَل، إلا أنّنا أحياناً
لو منعنا المستَغِل من إستغلال المستَغَل، فالمُستَغَل يخسر 

أمام عينيك إستغلال صريح ،و لكن كل الأطراف رابحة 
يعني أنه أنت بمحاولتك مساعدة المستغِل 
أنت لا تتسبّب فقط بخسارة للمستغِل ، لكنك تتسبّب في خسارة للمستغَلّ نفسه 

وفعلاً هذا الكلام صحيح ، يعني مثلا لمّا تكون عندك بعض الشّركات 
التّي تستغِل إحتياج عمّالها، فيُشغّلونهم بالسبعين ساعة في الأسبوع 
و في أوضاع غير آدميّة ، و في الآخر يعطوهم ملاليم ، و الحكاية أحياناً تصل أنهم يُشغلوا أطفال 
و الأطفال يتركوا تعلميهم و يشتغلوا 
لكن الفكرة أنّك لو ذهبت لهذه الشّركات و منعتها أنّها تشغِل العمّال في هذا الوضع 
ممكن العمّال بنفسهم يعترضوا ، لأنّ هذا الوضع ممكن يكون أحسن لهم 

في مقال لـPaul Krugman لدكتور الإقتصاد في جامعة نيويورك، و الحاصل على إجازة سنة 2008
كان يحكي أنه سنة 1993،أحد النّوّاب إقترح أنّه أمريكا لن تستورد بعد الآن من أيّ دولة
تَسمح للأطفال أنهم يشتغلوا في المصانع 
المهم مصنع في بانغلاديش ، لمّا سمع بهذا الكلام خاف و قام بتسريح 50 ألف طفل 
بعد ذالك منظّمة OXFAM تابعوا هؤلاء الأطفال و نشروا تقرير في غاية الحزن 
كثيرا جداً من الأطفال الذين كانو يشتغلوا بذالك المصنع ، إتّجهوا للشّحاته و الدّعارة 
و UNISEF تابعوا القضيّة ووجدوا نفس الكلام 

فبالرّغم أن هذه القوانين ، المفروض تمنع الشّركات من إستغلال الأطفال لكي يكَملوا تعليمهم 
إلا أنّه بقرار مثل هذا أو طرح سطحي كهذا ، جعلهم يتّجهوا للأسوء 

و فيه قاعدة معروفة في علم الإقتصاد 
لو تريد تشاهد ولادة أسعار رخيصة ، يجب أن تسمح بوجود أسعار غالية 
لأنّ السّعر الغالي يرفع الرّاية للمنتجين ، (تعالوا هنا.....فيه ناس هنا محتاجة)
و المفروض أنّه لو كان السّوق حرّاً ، هذه الأسعار ستعكس مدى إحتياج الفرد لهذا المنتج 
و لمّا المنتجين يعرفوا أنّه فيه إحتياج 
سيذهبوا لهناك فتحصل منافسة بينهم و تكثُر المنتجات و الأسعار تِرخص لآآخرها 

فبهذا الوضع لو تريد تُنصر المستغَلّ، يجب تِسمح بوجود مستغِلّ 
لأنّه يوم لمّا يصير هناك مستغِلّ ، سيصبح هناك مستغلّين آخرين 
فيحصل ما بينهم منافسة ، يُقلّلوا السّعر و المستغَلّ يربح 

و القضيّة هذه ليست فقط على الصّعيد البشري 
سنلاحظها في علاقة الإناث بالذكور على الأقل في عالم الحيوان و في عالم الإنسان 

فالمهم في أغلبيّة الأحيان ، كانت إستراتجيّة الذّكر ،هي معاشرة أكبر كمّ من الإناث 
أما الأنثى، لا تَقدر تفعل المِثل، لأنها تأخذ وقت في الحمل
فاستراتيجيّة الأنثى أنها تحافظ على الذّكر، أكبر وقت ممكن
و هنا يظهر إستغلال الذّكور ، فالّذّكر يَقدر يعدّد و هو مطمئن، لأن جيناته التي تركها في الإناث، بأمان 
و من مصلحة الأنثى أنّها تحافظ على هذا الجنين، لأنّ جيناتها في الجنين
و الآنثى في هذه الحالة لن تقدِر على الإنتقام 
لأنّ الطّفل فيها و هي أيضاً تريد جيناتها تَصل للمرحلة القادمة

فالفكرة إذن أنك لو قلت أننا يجب نقتل هذا الطّفل لكي نعاقب الذّكر 
فأنت أيضاً تقتل جينات الأنثى 

فالذّكر في عالم الحيوان و البشر ، لايوجد أحد يقدر يعاقبه 
لأنّك بعقابك له أنت تعاقب المستغَل

خلاصة 
أنه عندنا هذه الحالة الغريبة،تضمن دائماً أنّه المستغِل يبقى مستغِل
لأنّنا لو حاولنا نمنعه، فنحن لن نؤثّر عليه هو فقط ، بل سنأثّر على المستغَل المسكين 
و هنا معضِلة 
هل نبقى أخلاقيّين و نمنع المتسغِل من إستغلاله حتى لو كانت الخسارة الأكبر لهذا المستغَل ؟
السّؤال الثاني و هو أصعب من الأولاني 
أو هل نصير مرنماتيّين و نترك المستغِل يستغل في المستغَل مادام هذا الإستغلال يجلب للمستغَل إستفادة؟
و السّؤال الأخير و هو الأهم 
هل من المفروض يكون عندنا دور في تحديد أولويّأت هذا المستغَل ،
أو نبقى بعيدين عن الأمر و نتركه هو يتصرّف مع نفسه هو و المستغِل الخاص به مع نفسيهم ؟