بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوسع في التبديع - للشيخ عبدالإله العرفج
الكثير يقول يجب ان تتبع الكتاب والسنة واي امر تقوم به يكون لديك فيه دليل من الكتاب والسنة وهذا الكلام اصوليا خطأ فليس كل امر يستدل به من الكتاب والسنة فهناك اصول متفق عليها الكتاب والسنة والاجماع والقياس وهناك اصول فقه مختلف فيها منها العرف والاستحسان عند الحنفية والمصلحه وسد الذرائع الذي قال به الحنفية والمالكية والحنابلة والاقل اخذا به الشافعي والاخذ بشرع من قبلنا والاخذ باقل ماقيل وعمل اهل المدينة الذي انفرد به المالكية وهذه مناهج علمية وكل من اراد ان يجتهد يجب ان يكون له رأي محرر في هذه المسائل حتى يخط منهجه الاجتهادي ويكون عنده المسطرة التي يقيس بها وبعد ذلك نقول قد فتح لك باب العلم مشرعا اجتهد كما شئت لكن المهم ان تكون قد ملك هذه الاداء وتبلورت عنده الصورة ولديه المخزون النقلي من الكتاب والسنة وتكونت لديه الملكة الفقهية التي يجعله يتفكر بالمسائل وهو حتى في النوم فكما ورد ان الامام الشافعي قال لاحمد عندما ساله عن سر عدم قيامه لليل يوما من الايام قال بِت اتفكر في نومي فاهتديت الى مئة مسئلة ...
وقد حصل بيني وبين احد المشائخ المتوسعين في مسألة التبديع هذه المناظرة
قال : ياشيخ عبدالإله يجب ان تتقيد بالكتاب والسنة
قلت:هل انت تتمسك بالكتاب والسنة بخاصة نفسك واعمالك منضبطة بالكتاب والسنة
قال نعم
قلت : عندي مسائل ان اجبتني بها اقررت لك بما تقول وان وجدتك تتهرب منها يمنة ويسره فما المسؤول اجدر من الانضابط بالسائل أو العكس
انت امام مسجد هل هذا صحيح ؟
قال نعم
قلت : هل تختم في رمضان ام تقرأ قصار السور
قال : اختم في رمضان
قلت: اذا ختمت تختم داخل الصلاة ام خارج الصلاة
قال : داخل الصلاة
قلت : اعطني اذا دليلك ولن اقبل منك الا الكتاب والسنة وقال الله وقال الرسول
فسكت قليلا وقال اعطيك دليلة
قلت : يافلان اريد قال الله قال الرسول فقط
قال: اعطيك دليلي وماعندي
قلت : اعرفه قبل ان تقول فقد نقل ابن قدامه في المغني عن الامام احمد انه رأى اهل مكه يختمون في رمضان بالتراويح ورأى سفيان ابن عيينه يختم معهم فهل عندك دليل غير هذا
قال : لا
قلت : يافلان اين الكتاب والسنة في هذا الموضوع وانت تتحدث عن امر رأه الامام احمد في مكه والامام احمد ولد عام 164 يعني متى ذهب الامام احمد بعد اقل شىء 20 سنة واكثر يعني نتحدث عن فعل حصل بعد 200 سنة من تكوين الاسلام
قال : ولكن هذا حدث ايام السلف الصالح وماحدث في ايامهم له وجاهه
قلت: اذن افهم ان كل خلاف ايام السلف الصالح يقدر ويحترم
قال : طبعا الاجيال المفضلة
قلت : طيب اعلم انك منذو سنتين في خطبة جمعة انكرت على من يجتمع في ليلة النصف من شعبان للدراسة او الوعظ او ماشابه ذلك هل حدث ذلك ام لا
قال : نعم حدث ذلك
قلت: لماذا انكرت والخلاف حول هذا الامر حدث في ايام مبكرة من ايام السلف الصالح ايام عطاء ابن ابي رباح ومكحول الدمشقي و لقمان ابن عامر وخالد ابن معدان تابعي الشام يعني 50 للهجرة وكان لديهم اثار ونصوص وصحيح ان في مجلمها ضعيفة مع ان الأمام الالباني صححها بمجموعها وان سلمت لك ضعف الاحاديث الواردة
فالان قارن لي بين مسالة النصف من شعبان التي حصل بها خلاف في ايام مبكرة من ايام السلف ولديهم ادلة ولو كانت ضعيفة وبين من قال بدعاء في وقت متاخر من ايام السلف بعد 200 سنة وليس لديهم دليل فايهما اولى بالانكار وايهما اولى بالاعذار
فسكت قليل وقال : ياشيخ عرفج تعلم ان طالب العلم يرجح ويجتهد
قلت : انت ترجح وتجتهد وتحرمني انا من عملية ترجيح واجتهاد لكن حسنا سأضرب لك مثال ، لو صعدت للمنبر وقلت كل من صلى الجمعه قبل الزوال فصلاته باطلاله وهذا رأيي ورأي الجمهور ولن التفت لقول الامام احمد بهذا الامر اكنت ترى فعلي هذا صائبا
قال : لا والله ستعمل نوع من التشويش
قلت : وما تعمل انت هل تعلم ان هذه الفتاوى التي تقول بها وهذا الاستعداء والاستقواء علينا بقوة السلطة بحجة المذهب السائد اتدري انه جر جهال وعوام الناس وصغار طلبة العلم على مدارس العلم وطلبة العلم وعلى الدعاة لله سبحانه وتعالى
قال : لاياشيخ انتم اهل علم وفيكم خير وبركة وانتم كذا وكذا
قلت : ماذا يا اخي قد سار الناس وشرقوا وغربوا بهذه الفتاوى واجترئو وخفضوا ورفعوا فلم يعد يجدي هذا الامر فنحن نريد الان بناء وتصحيح تراكم من الاخطاء المتراكة من اجل ان نحاول ان نعيد للعلماء وطلبة العلم واعادة الهيبة والحمى للعلم وقد كانت هذه مهمة العلماء المتقدمين فكانوا لا يسمحوا لاحد ان يتجرأ على ميدان العلم
فهذا ربيعة الرأي روي انه كان يوما حزينا فقالوا مالك ياامام وهو شيخ الامام مالك قال نعم حزين فلبعض من يفتي هاهنا احق بالسجن من السُراق ..
تفريغ كتابي للمنتدى الإسلامي بستار تايمز من احد مقاطع الشيخ حول كتابه ( مفهوم البدعة )