~ في عيدك ~
وَجَّهْتُ وَجْهي شَطْرَ محبتكِ، فتجافى جَنْبُ قلبي عن مضجعه، كلما دَخَلَتْ عليه النفسُ المحرابَ وَجَدَتْهُ قائما متيما، شاكرا لأنْعُمٍ حتى يأتيه اليقين.
فلما كَلّمتُ الروحَ أَلْفَيْتُ لِسانَ حَالِها "إني نذرت للحب صوما" ولم تُنْظِرْنِي إلى يومَ أعقل، فاستنفرتُ اللبَ لِمَا في اللحظة من حرج ثم كانت الحصيلة "إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها"!
فجاء 'وعيٌ' من أقصى المدينة يسعى، يدعي أنه قد استمع نفرٌ من 'عروقه' فقالوا إنهم سمعوا عجبا يهدي إلى الرشد!، فقلت في صحوتي إني وجدتُ الحبَ يملكني قد أوتي من كل شيء وله نور عظيم، وجدته و قلبي يرددون بكرة و عشيا : "سلام على السلالة وسلام على الطين، سلام على النطفة سلام على المضغة سلام على العلقة سلام على العظام و ما كساها من لحم، سلام على الخلق الآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، و سلام علينا يوم خرجنا فاستقبلونا بالسلام أن ادخلوها بسلام آمنين".
فاستبصرت، وأوتيت من لدن ما ألهمني لأكمل : "سلام على الرحم، سلام على التسع، سلام على الحولين!"... ثم إذا بي أسير في الأرض لأتفكر هل إذا أردت الإحاطة بكل شيء لأوفي هذا السلام، ثم من بعد أردت أبحرا لمداد و قراطيس.. هل سأوفي؟! ... حياتي رموز كلها و إشارة، تفسيرها و فك طلاسيمها يؤدي بكل طرقه إلى بحر واحد.
ليس ما قد يقال "فيها" بمغن = والذي لا يقال ليس يقال
حتى و إن كان "ما لا يدرك كله لا يترك كله". فلله حمد دائم متجدد = يدوم دوام الكائنات و أكثرا.
نعم أبوح : أحن، وأشتاق :
-"ألف"... بــها ' أَحــــيــــــا '.
-"ميم"... بــها ' مَــحْيَـــــايَ '.
-"يـاء".... بـها القلب ' يَـحيا '.