السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساؤكم مسرات
////
-كانت ليلة هادئة جميلة وأبا هشام يجلس كالعادة مع عائلتهِ المتكونة من ثلاثة اطفال
ولد وبنتان وأم هشام
كان الجو مودعاً لـ ليالي الصيف الحار
وسموم شهر تموز ولهيب شهر أب الحارق
مستقبلاً ليلي سبتمبر الهادئة الجميلة
حيث كانت نسائم هواء لطيفة
تأتي من تلك النافدة الصغيرة بالغرفة .
- أم هشام كل يوم وليلة تحمد الله وتشكرهُ على كل حال
يكونون فيه فقط لأنهم مع بعض وبسترُ من الله يعيشون قانعين
بما قسمه الله تعالى لهم، وكانت تردد دوماً ،ما دمنا مع بعضنا كل شيء يكون بخير.
غرفة صغيرة واحدة وفيها خمسة أشخاص ،فيها يتناولون الطعام وهي من تأويهم بليالي الشتاء الطويلة
وحرارة شمس النهار بالصيف
غير مكيفة صيفاً ولكنهم بقناعتهم ،لا يشعرون بالحر الملتهب ،هي أيضاً غرفة نوم
تجمعهم بسبات الليل وبحبهم لبعض يتألفون .
قبل أن يستغرقون بنوم هانئ مبكراً ،كما كل ليلة
ولا تلفاز يجمعهم ويسهرون بالمتابعة
أو يتسلون بـمواقع الشبكة العنكبوتية التي توصلهم بالعالم أجمع.
طرق الباب أحد السائلين في وقت متأخر
من الليل وما قبل موعد نوم تلك الأسرة بقليل ، وإذا بهِ رجلُ مخضرم بالعمر
لديه لحية تتدلى على صدرهِ شكلهُ متعب ومرهق، يسألهم أن يقضي الليلة هنا.
أبا هشام لطيبة قلبه لم يستطيع رد الرجل السائل، ولم يسألهُ كيف ولماذا ومن أين؟
وأيضاً كان يقنع بـ امر الله وقدره بالخير والشر، وليس عنده ما يخشى عليه
من مال أو ذهب فلقد كان يعيش على دخل بسيط يكفيهم للعيش مع ستر الرحمن لهم.
أبا هشام تردد للحظة ولكن ،ما عساه إلا لبى لهُ الطلب
وأدخلهُ لغرفتِه وقام معهُ بالواجب وأكرمه بـ قليلاً من الخبز والتمر وماء
ولو كان يملك أكثر لما تردد لحظة بـ تقديمه له.
أبا هشام كان ذو روح طاهرة ،محب لصنع الخير إن أستطاع عليه
ويعمل بـ حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
أن يكرم ضيفه على أتم حال
وبدون ان يشعر الضيف بمضايقة
أستلقى على فراشُ بسيط في تلك الغرفة، وتركهُ ابا هشام مستأذناً منه ليرتاح
من عنائه راجياً لهُ قضاء ليلة مباركة وسعيدة.
نام الرجل براحة كبيرة وكأنهُ لم ينم
من سنين، تلك الكلمات قالها في الصباح الباكر
حين ما أستيقظ لـ صلاة الفجر، نهض وهو مرتاح ،لسماعه صوت
الآذان وخرج لـ يتوضأ وإذا به يرى شيءٍ جعل بدنه يقشعر
لا من برد ولا من خوف ولكن من غرابة ما رأتهُ عيناه
التي أدمعت سريعاً ولكن بوجع وألم.
وقال مستعلماً لـ أبو هشام
الذي كان قد استيقظ أيضاً لأجل ان يصلي الفجر
أسألك بالله يا أخي أبا هشام ما تفسير هذا الذي أراه؟
ومنْ تلكَ العائلة ؟ التي تنام تحت تلك الشجرة
فأجاب أبا هشام وهو خجلاً من الضيف
أنهم أهلي وأبنائي
هنا بكى الرجل بكاء حتى أجهش بصوته لما ينامون تحت تلك الشجرة
بصوت هادئ، قص أبا هشام على الرجل الغريب ،أنهُ لا يملك إلا هذه الغرفة
وينام فيها مع أهلهِ وفيها يقضي كل حياته
وأنت يا اخي بالله جئت سائلاً المبيت هنا
حتى الصباح، فما عسانِ أفعل إلا أن أكرمك ، وهذا ما وصانا فيه الحبيب
محمد صلى الله عليه وسلم .
وأزداد بكاءٍ حتى أبتلت لحيتهُ ،و أرتفع بصوته ويداه للسماء
يا رب أكرم أبا هشام كرماً لا ينقص ولا يزول كما أكرمني،
وخرج الرجل من بيت أبا هاشم وهو يكلم نفسه بشيء واحد لا غير
قائلاً إلى الأن الدنيا بخير وفيها أتباع الحبيب محمد
اللهم اجعلنا من أتباع محمد صل الله عليه وسلم
وأرزفنا الخير حيث ما كان، وأجعل قلب كريم كما قلب أخي أبو هشام.
وأستمر حال أسرة ابو هشام على حاله
لمدة أسبوع بعد رحيل ذاك الرجل المجهول
وفي ذات مساء دق باب أبو هشام ،نفس الرجل ولكن بحلة جديدة وحال مغاير جداً .
قال وهو يحمل في يديه رزمة من نقود كثيرة ويبدو أنها عملة أجنبية
هذا رزق الله لكم وكما تدين تدان
وسرد قصتهُ لأبا هشام وأتضح أنه صاحب أملاك وشركات تجارية شتى
ولكن في تلك الليلة كان قد تعرض لسرقةمبلغ من المال
وأيضاً سيارته وأضطر للسير على الأقدام طويلاً حتى وصل إلى بيت أو غرفة
أبا هشام ويبدو أنها حكمة الله ،ورزق أبو هشام وعائلتهِ الكريمة
من صلاح دينه وعملهـ ،جزاه الله خير الجزاء.......
أنتهت