الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_ كــان يسترخي في فراشه وعيناه للسقف تنظر
وجسدهُ متسمر كأنهُ قَدْ لصقَ فيه أو شُل من حركتهِ
لا شيء من حولهُ في الغرفة موجود
_ إلا نافذة صغيرة وذاك السرير البسيط الذي كان يأويه لليالي طويلة
يتصارع معه في ليالي الشتاء الباردة،ويهجرهُ
في حر الصيف الهالك ليفترش بجسده الآرض لعلهُ يشعر بالبرد ،لو أحتضنها أكثر
_ كانت عيناه صامته لا تتحرك ولا برمشة متوقفة تماماً
_حتى حرك ساقه وذاك الجسد الهزيل الذي يدعى للشفقة بحق
تحرك لـ يرمي جسدهُ على الأرض ويجلس عليها ويتكئ على حافة السرير
وبدأ يتكلم ويوبهخا بصوت مسموع !
_ أما كفاكِ شماتة بي ؟ لِمْ تنظرين دائماً هكذاإليَ لماذا ؟
هل أنا شبح أمامك؟
_ أجيبي هيا:
لا أريد تلك النظرة اليومية التي سئمتها بل وأمقتها جداً.
هل ترضين بحالي الآن وانا أمامك أجلس ولقد أخذ يجر نفسهُ العميق
كأنهُ يأخذ قبلة حميمة من شفاه الحبيبة!
لكنها وبكل أسف :(
كانت الحبيبةوالصديقةالرفيقة ما هي إلا سيجارة خبيثة تستهويه في غربته العميقة
أخذ يطلق دخانها على أشكال غريبة وكانت كما لون أنها حرفة أو تسلية
ويرمقها بنظرتهِ وهي ترتفع إلى أعلى السقف
مودعها بتنهيدة موجعه
يعقبها نظرة إحتقار للجدارن من حولهِ،حيث يدور بعيناه السوداوين الكبيرة بحورها.
_ويعود لـ إن يتم كلامه
لما تجيدين الصمت الطويل هكذا أما يكفيني هذياني وإقترابي من الجنون؟
وإني أضعتُ عمري كله لأجلك وأنتِ لاتتحركين لأجلي يوماً
_ أفنيت روحي لأجل أن أنالك وانتِ تهربين مني وهناك تتسمرين
أستحلفكِ بالله هل هذا عدل؟
_أن أجلس امامك ليلاً نهار وأنا من الكفاءات وكما يقال إنني مهندس معماري
نعم كما يقال!
_ لأني منذُ إن تخرجت وأنا أحادثكِ كل يوم ولا تجيبيني
معلقةٌ على الجدران وأنا دخان سيجارتي يناغيني
وأنت متفوقة بتميزكِ الرهيب إلا وهو الصمت المغيض
_هل تعبت كل ذاك العمر لأجل أن أحصلَ عليك وتكون نهايتنا أنا وانتِ في أربعة جدارن نقيم
وعلمٌ دراسته لأتميز به
يـرحل هباء منثور أو كـ هواء في شبك
وإلى متى سيدوم هذا الحال إن لِمْ أسمع منكِ إلى الجواب والآن؟
أجيبيني وكفاكِ صمت ...
تمت ولكم وافر التحايا