السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأداة ( يــــا ) :
جولـة تعريفيَّة
لأداة النداء ( يـــا ) وجهان :
الأول : كونها حرف نداءٍ : الأصل في ( يــا ) أنَّها حرف نداءٍ
وباعتبارها أمَّ باب النداء ( فديتها ، و نِعْمَ الأم )
فقد امتازت بِما يلي :
1 - تصلح لنداء القريب والبعيد ، ( عين عذاري تسقي البعيد و لا تخلِّي القريب ) فالقريبُ توكيًا للمنادى ، والبعيدُ لاحتوائِها على حرف المـدّ .
2 - لا يُنادى اسم اللهِ عزَّ وجلَّ إلاَّ بِها . ( يا اللهُ ، جدْ علينا بعطفِك )
3 - لا يُنادى الاسم المُستغاثُ إلا بِها نحو (يَا لَزيدِ).
4 - تختصُّ بالدخول على أسلوب (أيُّها للمذكر وأيَّتُها للمؤنث) نحو :
( يا أيُّها الرجلُ ) و ( يا أيُّتُها المرأةُ ) .: ( يا أيُّها الإنسان ما غرَّك بربِّك الكريم )
( تؤمن بمبدأ المساواة بين الرجل و المرأة .. أين عنها دعاة تحرير المرأة ؟ )
5 - هي أكثر حروف النداء استعمالاً .
( كلّ الناس تحبني .. حرَّة )
6 - لم يُذكرْ سواها في القرآن الكريم .( كلٌّ حسب مستواه )
قال تعالى : { ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا } 42 هود
7 - يجوز حذفها بينما لا يجوز حذف سائر أدوات النداء ( لا تفرحوا كثيرا )
لذا وجب تقديرها في المنادى محذوف الأداة نحو قوله تعالى :
{ يُوسفُ أعرضْ عن هذا } في سورة يوسف
يوسفُ : منادى لأداة نداء محذوفة مبني على الضم في محل نصب
لأنه علم مفرد ، والتقدير : يا يوسفُ
الوجه الثاني : حرف تنبيهٍ وذلك إذا وقع بعدها : ( سنستغني عن المنبِّه إذن )
أ - فعلٍ كقولهِ تعالى :
{ ألا يا اسجدوا للهِ } النمل 27 / 25
ذلك لأن حروف النداء تختص بالأسماء ولا تدخل على الأفعال .. ومنه قول الشاعر: ألا يا اسْلمي يا دار ميَّة على البِلى ..
والتقدير ألا يا ( دار ميَّة ) اسلمي .
( ولها تخريجان أحدهما : أن المنادى محذوف ، والآخر أن "يا" للتنبيه ، ومرد اختلافهم في التخريج اختلافهم في جواز حذف لمنادى ، فمن أجازه قال بالأول ومن منعه قال بالثاني..
و التوجيه الثاني أرجح )
( فعند سيبويه أن "يا" ترد في الأمر وتكون للتنبيه ، واستشهد لها بقول الشماخ :
ألا يا اسقياني قبلَ غارةِ سنجال **** وقبلَ منايا قدْ حضرنَ وآجالِ
واختار أبو علي الفارسي أن "يا" أخلِصتْ للتنبيه مجردا من النداء مثل "ها" في قوله تعالى : "ها أنتمْ هؤلاءِ جادلتمْ" للتنبيه من غير أن تكون للنداء )
ب - حرفٍ كقوله تعالى :
{ يا ليتَنِي كنْتُ معهم فأفوزَ فوزاً عظيماً } سورة النساء 4 / 73
وقوله صلَّى الله عليه وسلًمَ :
( يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامةِ ) .
ج - جملة اسمية كقول الشاعر :
يا لعنةُ اللهِ والأقوامِ كُلِّهمِ *** والصالحينَ على سمعانَ من جارِ
وللنحاة في تأويل (يا) هنا وجهان :
( يا لَذي الوجهين ! )
1 - أن تكونَ حرف نداءٍ حُذف مناداهُ بتقدير ( يا قومِ اسجدوا لله - يا قوم ليتني - يا قوم رب كاسيةٍ - يا هؤلاء لعنة الله ) .
وهذا - برأيي - تكلُّفٌ احتيجَ معه لتقدير منادىً محذوفٍ .
( أرحتَ دماغنا يا أستاذ )
2 - حرف تنبيه لا محلَّ له من الإعراب لجذب انتباه السامع ، وهو كثيرٌ في كلام العرب ،
وهوَ أوْلَى واللهُ أعلمُ .
***