عــــلى هـــــأمــــــــــش الــــــمـــــقــــهى __ بقلمي
آخر
الصفحة
مجد الخواطر
  • المشاركات: 883
    نقاط التميز: 822
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
مجد الخواطر
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 883
نقاط التميز: 822
معدل المشاركات يوميا: 0.3
الأيام منذ الإنضمام: 3476
  • 13:34 - 2016/10/18

وجدته ملقيا جسده المترهل على كرسيه الخشبي مطأطأ الرأس متخفيا عن الأنظار تعبر وجهه غمامة سوداء لتلامس ذاك الغموض الذي توشحه بينما هو في مقهى قد تربع تلك الساحة المبطلة

في شارع البوابة العربية وسط صخب المارة حينا و أبواق السيارات حينا أخر و على هامش الإنتظار وبنوع من الفضول اقتربت منه على أمل أن أفتح ما يخفيه وما استأثر به لنفسه

حيث كان منزويا عن كل الناس تاركا كل تلك الطقوس المبهرجة التي كانت حوله .

دنوت منه محييا  ثم لم أتوانى بعدها في الجلوس في المكان المقابل له ، لم يعر تصرفي أي اهتمام وبقي متخفيا وسط غموضه ، انتظرت و انتظرت و صخب المقهى يزداد حدة ثم في لحظة هادئة رفع عنه ذاك الغطاء السميك

ليقول و الضحك ملأ فاه العريض : ما أحسبك إلا محاولا فك طلاسم أراها بادية لك أليس كذلك ؟

أجبته بثقة : نعم هو الفضول كما تعرف .

قطب حاجبيه و تفرس في سحنتي جيدا وقال : بل هو التطفل فسمي الأمور بمسمياتها ، لكن لا علينا منذ زمن و أنا أحاول أن أفضفض ما أكتمه في صدري و قد حانت الفرصة لذلك .

قابلت كلماته بتعبير الشخص الشغوف لأمر ما : و أنا كلي إصغاء لما تقول

أشار بيده التي كانت تضم سيجارة كان ينفثها بين الفينة و الأخرى صوب أحد الطاولات التي كانت تضم رجلين يبدو على هيئتهما أنهما من الأغنياء

-         أترى لهذين الرجلين المبتسمين لبعضهما كأن على رؤوسهما ملائكة السماء لو تتبعهما بعد وداعهما لدهشت مما يقولانه عن بعضهما في المجالس لكن مازالا صديقين  لحاجة في نفسيهما سوى أنا الذي أعرفها .

ثم أشار لرجل بسحنته البالية و يديه اللتين تلوحان في الهواء بعينين تبرقان غضبا بينما هو يحدث شخصا أخر يرتدي ملابس راقية .

-         قد تراه يشتعل كالبركان و لكن هي فقط من أجل مكانة في عرش ذاك الرجل هو يلعن صديق طفولته الذي لم يخذله يوما و لو اطلعت عليه بعد ساعة محتضنا بالحب صديقه لقلت هذا عجب عجاب .

توقف عن الكلام هنيهة معتدلا في وضعية جلوسه ثم قال باهتمام :

حارت أحرف لساني عن الحديث عن ذاك الرجل الذي تجمع حوله أولئك الناس – لا تنظر خلفك- كأنهم يمدون أيديهم المرتفعة بعيون منكسرة على أمل ألا ينساهم وهو الأن في قبة البرلمان في حين تراهم كالألسنة الشداد إذا تجمعوا

في منزل أحدهم ساخطين على النواب أجمع .

و بينما نحن نتبادل أطراف الحديث إذ بشخص يمر بين الطاولات مسرعا ليحتضن صديق الغربة الذي لا يأتي إلا مرات نادرة .

-         ( هامسا بصوت خافت ) ما هذا الحب الزائد ، ألديك فكرة عنه

-         لا

-         حسنا ، هذا الرجل يسب صاحبه في اليوم ألف مرة لأنه ذهب وحده في قوارب الموت ثم نجح في كسب المال ولم يخبره عن هذا ، و الأن ينسى كل هذا من أجل بعض الهدايا الثمينة .

.                                        

 

ثم لمحت شخصا كان منهمكا في شاشة الحاسوب التي أمامه تتقطب حاجبيه حينا ثم تنبسطان ويداه منشغلتان في الكتابة

-         أترى ذاك الشاب الذي أمامك

-         نعم

لو نظرت لحظة لما يكتبه وينشره في مواقع التواصل لقلت في نفسك حقا مبهر و رائع ، لكن إذا تمعنت في واقعه لثانية واحدة رأيت ما لا تصدقه عيناك .

 نظر في ساعته و أردف قائلا : موعد ذهابي الأن ، لا أحتمل البقاء هنا كرهت تلك الأقنعة التي ألبسها كل يوم هنا .

فسألته بتعجب : أي أقنعة ؟ أو بالأحرى من أنت نسيت أن أسألك هذا ؟

-         جمع أشياءه وهم بالمغادرة و قبل أن يتوارى بين الناس قال مودعا : اربط بين النون والفاء ثم قرب خلفهما ألف و قاف تعرف من أنا

 عــــلى هـــــأمــــــــــش الــــــمـــــقــــهى __ بقلمي
بداية
الصفحة