عـــــايز الحــــــق ولا ابن عمــه... بقلمي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
saja98

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 3029
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 622
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
saja98

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 3029
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 622
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0.9
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 3323
  • 11:48 - 2016/09/21

عـــــايز الحــــــق ولا ابن عمــه

 

 

وقف شاب عشريني منقطع الانفاس امام موظفة المطار

"هل هناك رحلة لفلورنسا الان " تكلم الشاب ونظرة الرجاء تعلو عيناه

"نعم " بهدوء وببتسامة ردت  موظفة المطار

تذكرتين من فضلك " قالها الشاب وقد ارتسم الارتياح على محياه

"انت محظوظ سيدي كان هذا اخر مقعدين في الرحلة " قالتها الموظفة بأبتسامة

" هاني يا هاني " قالها الشاب بلغة غير الايطالية  ليتقدم شاب بدين يلهث والعرق يتصبب من جبينه

" هاني الحمد الله ربنا كاتب نحضر معرض الفنون " لتقاطع فرحتهم الموظفة

" اعتذر منك سيدي لكن التذكرة الاخرى لهذا السيد " واشارت بأصبعها نحو هاني

" اجل "

" عذرا منك لكن قوانين الطيران تتطلب من الشخص ضخم البنية حجز مقعدين له وكما اخبرتك لايوجد غير مقعدين "

" أي العبط دى " رد الشاب بعصبية واكمل كلامه بالايطالي بنفس العصبية " هذه عنصرية واهانة للشخص كيف تجرؤين ؟!!! سأبلغ المسؤول "

ردت الموظفة عليه " اعتذر لك ولصديقك لكن هذه القوانين " ثم واصلت الموظفة الكلام وهي تحاول ان تحتوي عصبية هذا الشاب الذي جن جنونه لتوضح انها قوانين يجب أتباعها لراحة المسافر نفسه, ليتدخل الشاب الأخر هاني

" أتنيل على جنب "  موجهه كلامه لصديقه ثم استرسل بالكلام بالايطالية لموظفة المطار بطريقة كلها تهذيب " انا اعتذر نيابة عن صديقي وأرجو ان تعذري تصرفه الفظ  نحن طالبان جامعيان ندرس الفنون هنا وقد بعثتنا كليتنا لكي نحضر مؤتمر للفنون المعاصرة سيقام اليوم بفلورنسا وبسبب ما قد تم اعلامنا بوقت متأخر ... نحن اسفين جدا " ثم سار مبتعد عنها متوجه لصديقه اللذان بدأ بالتحدث بلغتهم الغير مفهومة بالنسبة لها

مضت عدة دقائق لتنادي عليه " سيدي ... سيد هاني " ليتوجه هاني وصديقه الى موظفة المطار

" اذا اردت هناك مقاعد فارغة في رحلة روما ستنطلق بعد رحلة فلورنسا بقليل احجز لك ومن روما احجز لك للطيران لفلورنسا ستتأخر عن صديقك 40 دقيقة "

عم الصمت لفترة ثم تكلم هاني " حسنا ... افعلي ذلك " ليقاطعه صديقه " ماذا تقول وكيف ستتحمل تكاليف رحلتين ؟ وتذكرتين ايضا ؟ بالكاد استطعنا تدبير تكاليف رحلة الطيران للفلورنسا "

هاني بهدوئه المعهود وبابتسامته التي لاتفارق ثغره " اظن حان الوقت لاستخدم بطاقة أمي الائتمانية التي طلبت مني استخدامها في حالات الطوارئ ... عليها أن تدفع ثمن حشوي بالطعام طوال هذه السنين ... كل كي تزداد قوة وصلابة " أنهى جملته وهو يضحك 

أنهى الشابان الحجوزات , تذكرة مباشرة الى فلورنسا  وتذكرتين للروما ومنها تذكرتين للفلورنسا

الشاب الفظ هو انا اسمي حسام شاب مصري من الاسكندرية الولد الوحيد لامي بعد ثلاث بنات ارسلتني عائلتي لادرس الفن بايطاليا وهناك التقيت بهاني مصري ايضا من اهالي القاهرة كان الطفل الوحيد لامه بعد سنين طويلة من محاولات الانجاب . سرعان ما اصبحت علاقتنا وطيدة اصبحنا كالاخوة, في بلاد الغربة عثرت على اخي الذي لم تلده امي وكذلك هاني.ف هاني كان اليد التي تربت على كتفي وتواسيني على بعد الاهل والاصحاب عني وانا بنسبه له السند والظهر الحامي ف هاني كان كالطفل الذي لايستطيع تدبير اموره بمفرده معتمدا اعتمادا كليا عليه , ابسط الامور تثير ريبته ومخاوفه خلافا ما يوحي به مظهره .

 انا وهاني كنا متشابهين في كل شي الا من حيث المظهر ف بالرغم من أننا نمتلك نفس طول القامة 186 سم الا اني كنت اسمر البشرة" سمرة الفراعنة" ونحيف للغاية بحيث يكاد يختفي ظلي على الارض خلاف هاني الذي كان ابيض البشرة مائل للحمرا وبدين للغاية يبلغ وزنه 208 كغم , بالفعل ينطبق عليه لقب جبال الألب المتحركة ذالك اللقب الذي أطلقه احد الطلبه في الكلية  والذي هاني لايعرف عنه شيئا

جلس الشابان على مقاعد الانتظار في المطار وكان الغضب مازال مسيطر على حسام

" اللعنة عليك ميشو ... برأيك لماذا يعاملنا بهذه الطريقة ؟ّ!!! ولا كأننا من نفس البلد ونفس الدين ... اللعنة " قال حسام بسخط

" تقصد بروفيسور محمود ؟" رد هاني بهدوئه المعهود

" من غيره ... هو بعينه ,هو من كان يفترض ان يعلمنا بأمر المؤتمر وقد اخفى الامر عن قصد لاتخبرني انك صدقت قصته السخيفة انه انشغل بعمله ونسى ان يبلغنا بخصوص المؤتمر "

" بالطبع لم اصدق قصته لكن الحمد الله سنحضر المؤتمر وهذا المهم ... استرخي الان "

" يا هدوئك يااخي ... " قاطعه حسام  

ليعاود هاني كلامه "بروفيسور محمود ..." ليقاطعه حسام مرة اخرى قائلا " ميشو .. قل ميشو "

اكمل هاني حديثه " يحاول ان ينزع عنه جلده العربي والاسلامي ويحاول جاهدا ان يبين هذا للاجانب ... الم تقرأ ماكتبه على الانستقرام بعد تفجيرات باريس الاخيرة وكيف ان الاسلام دين يحث على العداء وكره الاخرين حسب قوله ... لقد صرح بشكل واضح انه ملحد العقيدة في احدى محاظراته على النقيض منه بروفيسور ادريس " هز حسام راسه مؤيد كلام صديقه ثم بدأ يتحدث

" لايوجد مقارنه بين الرجلين , ف بروفيسور ادريس على الرغم من حصوله على الجنسية الايطالية الا انه لايكف عن تذكير طلابه انه ابن النيل وان مصدر فخره بالحياة انه عربي مسلم ... لهذا اليوم اتذكر اول لقائي به واتذكر كل كلمة قالها لي فبالرغم من اني لست طالبا لديه الا انه عندما عرف ان في قسم الفنون طالب عربي جاء الي ينصحني , اسمع هاني ماقاله لي حرفيا

حتى لو انك هنا تدرس على نفقتك الخاصة فانك تمثل سفيرا لبلدك ... خلقك وحسن تعاملك سيعطي للاجانب نظرة لبلدك ولأمتك ولدينك فكن حريصا على اعطائهم النظرة الايجابية , لاتتردد بالمجيء الي متى مااحتجت لاي شيء

كلاهما مصريان لكن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والارض " ليقاطعه هاني " اوقف الكلام عنه رجاءا ... انت تعرفني لا احب ان اغتاب الاخرين "

رد حسام " صحيح هاني هناك سؤال لطالما شغلني وكنت اخجل اسئلك عنه , احقا لاتتضايق من مايطلقه الناس عنك"

ضحك هاني بهستريا " لقد اعتدت الامر لطالما  كانت لدي الالقاب كثيرة منذ ايامي الاولى في المدرسة وليومنا هذا والناس مستمرة باطلاقها الالقاب علي مثل ابو الهول المشتري ..هههههههه لاتحظرني معظمها الان لكن هناك لقب ألمني جدا عند سماعه وسبب لي حرجا شديا فعندما كنت بصالة السينما اشاهد فيلم .. فيلم رعب كان ناجح للغاية وقتها ورغبت بمشاهدته بشدة فالشخص الذي كان جالس خلفي علق بعدما تعالت موجه من الصراخ عمت ارجاء المكان بسبب احدى المشاهد انه يشعر بالامان المطلق لجلوسه خلف جبال الالب ليتحول الجو في القاعة من الخوف والصراخ الى موجة ضحك هستيري "

"وماذا فعلت هل غادرت فورا؟"

رد هاني وهو يضحك " كلا بقيت جالسة الى انتهاء العرض واخلاء قاعة العرض من الناس وذلك بسبب اني حشرت في الكرسي ولم استطع النهوض , استوجب ثلاثة من رجال الامن لاخراجي من الكرسي " يضحك بهستريا لينظر لصاحبه وقد تعالت نظرة الاستغراب على وجهه

"هناك شيء لم افهمه " رد حسام " دعنا من تحطيمك لقاعة العرض ولقب جبال الالب الذي سبق ان سمعته انت جالس بالسينما تشاهد فلم رعب ؟!!! انت مشاهد الاكشن عندما يكون البطل في خطر تغلق عيناك "

رد هاني وقد احمرت وجنتيه " حسنا كانت هناك فتاة قامت بدعوتي حاولت ان اجاريها وهي مهوسة ب افلام الرعب , اسكت حسام لا تذكرني بكمية الحرج والخوف الذي شعرت بها في تلك الساعتين , ماذا قصدت ب انك سبق وسمعت هذا اللقب؟ اين ؟ ومتى ؟" عندها رن مكبر صوت اعلان المطار للتنبيه ركاب رحلة فلورنسا للحضور

"هذه رحلتي " قالها حسام ونهض من كرسيه واكمل كلامه " ساأنتظرك في كافيتريا مطار فلورنسا " قال هذه العبارة وتحرك بخطى مسرعة نحو البوابة محاولا تجنب لحظة الوداع وان كانت قصيرة فهو شخص عاطفي للغاية خلافا ما يحاول اظهاره , لتصل لمسامعه نداءات هاني 

ليلتفت خلفه ليرى صديقه وقد جرى نحوه , تقدم منه حسام " توقف هل تريد تحطيم ارضية المطار و..." قاطعته حضن هاني له الذي كاد ان يقطع انفاس حسام " انتبه لنفسك ورحلة امنة " قالها هاني بنفس مقطوع

ليقوم حسام بدفعه " ماذا تفعل؟ تعرف اني شخص بكاء .. انظر هاهي الدموع قد تجمعت بعيناي .. اللعنة عليك "

ليرد هاني مازحا " بل اللعنة على ميشو " ليضحك الاثنان وقد تفرقا كل بتجاه

انتبه لنفسك ورحلة امنة...هذه العبارة جعلت حسام يشعر بعدم الارتياح التفت للخلف ليرى هاني قد عاود الجلوس انتظارا لرحلته بعد قليل ... عدم الارتياح في فؤاد حسام سرعان ماتبدد بعد رؤيته لتلك الحسناء الشقراء التي تتمايل بجسدها الممشوق امامه

جلس حسام في كافيتريا مطار فلورنسا بأنتظار قدوم هاني وقد تاخرت رحلته التي كانت من المفترض ان تهبط قبل عشرة دقائق لفت انتباهه للجموع المسافرين الذين تجمعوا حول شاشات التلفزيون وقد شخصت ابصارهم حول الخبر الذي يعرض

تعرضت رحلة 712 القادمة من روما لاختطاف من قبل ارهابيين والسلطات تحاول جاهدة ان تتحاور مع الخاطفين

اتسعت عيناه حسام وعقله وقلبه يحاول عدم تصديق الخبر ليصرخ قائلا

"مستحيل ... مش ممكن ... دي رحلة هاني ياناس " ليستدير المسافرين لحسام الذي كان يصرخ " هاني .. دى جبان ياناس .. حيروح فيها "

بعدما عرف المسافرين قصة حسام عملوا على التخفيف عنه بان سيتم حل المشكلة وان صديقك وبقية الركاب سيكونون بأمان , وبعد مضي مدة من الزمن تغير الخبر للتالي

بسبب شجاعة وفدائية احد ركاب الطائرة احبطت محاولة الاختطاف وستهبط الطائرة في مطار فلورنسا بعد قليل

لتتعالى الهتافات وتصفيق بين المسافرين ويتنفس حسام الصعداء بعدما تاكد ان جميع الركاب بسلام

بينما كان حسام ينتظر خروج هاني من بوابة المغادرين وقد بدأ القلق يدق في داخله بعد رؤية ان جميع ركاب الطائرة قد خرجوا من البوابة وهو يقول في نفسه " اخرج بقى ياهاني " وبينما كان ينتظر على اعصابه بث المؤتمر الصحفي بخصوص حادثة خطف الطائرة ليتفاجىء بمن كان هناك

"كابتن الطائرة بعض المسؤولين عن امن المطار ماهذا ماذا يفعل هذا البدين في منتصفهم ؟!!!" كان حسام يكلم نفسه "ولماذا يطلقون عليه  بالبطل؟!!! مالذي حدث بالطائرة ليصبح هاني الجبان بطل؟!!!"

وعندما وجه احد الصحفيين سؤال لهاني بماذا شعر وهو يواجه الخاطف ويقاومه وهو اعزب؟ .. اقترب حسام من الشاشة بحيث كاد يلامس وجهه رد هاني على سؤال الصحفيين  " ان ارتفاع ألادرينالين في جسمي قد تحكم في تصرفاتي لم استطع ان اقف في مكاني وانا ارى الخاطفين يهددون حياة المدنيين "

ضحك حسام بسخرية على جواب صديقه وهو يقتبس جوابه من مشهد فلم قد شاهدوه الاسبوع الفائت , وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي التقى حسام بصديقه البطل وتعانقاه بقوة ليرد عليه هاني " هيا ادارة المطار قد وفرت لنا سيارة لتنقلنا للمؤتمر .. هيا بسرعة لايوجد وقت "

عندما ركبا بالسيارة صاح حسام بصديقه " اخبرني ماحدث هناك لان الفضول يقتلني "

رد هاني بنفس هدوئه القاتل " عايز الحق ولا ابن عمه "

"تكلم يا رجل "

" حسنا .. حسنا ... كان هناك خاطفين لااعرف من اين حصلوا على اسلحتهم لكن يبدو انها عبارة عن قطع تم تركيبها بالطائرة , فعندما قام الخاطفين بتحريكنا للجهة معينة للسيطرة على الركاب لاتتصور مدى الرعب الذي كنت اشعر به في تلك اللحظة احدهم كان يقف بالخلف والاخر بالمقدمة وكلاهما يصرخان علينا وعندما كنت اتقدم للامام واصبح الخاطف وسلاحه على بعد مسافة قصيرة وهو يطلق الشتائم علي بان اسرع والاخر مستمر بالصراخ من الخلف لا اعرف بماذا تعثرت ل اسقط على الخاطف وسلاحه , المسكين سحق صدره بعدما انهار عليه جبال الالب هههههههههه اعتقد ان الركاب ظنوا اني فعلت ذلك عمدا للامساك بالخاطف ليلتفوا على الخاطف الاخر ويوقعوه ارضا ايضا ... هذه كل الحكاية لم ازيد ولم انقص حرفا "

نظر هاني لحسام الذي بدوره كان ينظر اليه لينفجرا بالضحك والقهقه بصوت عالي وبشكل متواصل وهاني كان قد بدأ بسرد التفاصيل الصغيرة للحادثة وحسام ممسك بطنه ومستمر بالضحك ويضرب على فخذ هاني الممتلىء يطلب منه ان يتوقف

لتتوقف السيارة ويخبرهم السائق انهم قد وصلوا .

 

 

 

تمت //

 

 

 

 

 

 عـــــايز الحــــــق ولا ابن عمــه... بقلمي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©