همسات صامتة كلماتي زرقاء بالية ولونها غارق في رماد متطاير ونسائمي عليلة مريرة تبذرها رياح الجنوب في قهر بالغ كنت التفت بحيرة باحثا عن بصيص ضوء وسط عتمتي المستبدة لم تنفعني أبدا بسماتي الساخرة ولا أحلامي السمراء لم ينفعني أبدا شيء مما مضى ........ ولا طيف من أطيافي البالية فتقوقعت هاربا في صمت لا يخلو من حكمة وشدة وقفت على رأسها كعادتي متظللا بأوراق شجرة الزيتون راقبت جمودها وهدوؤها واستغربت دوام استكانتها أبدا لم تكن هذه حالتها يوما وما نالت منها صفعات الأيام قيراطا................ رغم شدة ما مضى أردت أن أتحدت إليها بأشياء غلبتني فعجز لساني وانطوى, وتسربت أفكاري متدفقة على جنباتي , ثم طارت روحي تسابق الهمس وتعاند كلله المشين. همست فأنساب همسي دافئا على وجنتي وسمعت شفتاي ترددان (هل تتحدثين دوما لغتي ) تملكتني الرغبة أكثر فتقدمت إليها ورددت وأنا أتحسس بيد غائبة قطع الطوب الملونة (هل تتحدثين دوما لغتي) (هل تفسرين دوما صمتي ) (...هل تحتفظين دوما بأجوبة لتساؤلاتي الغريبة والطائرة ) توقفت وشعور الثمالة يغلف الوجود حولي , تم أردفت في تهاوي سريع بحثت عنك أكثر مما تعرفين وأجل مما تتوقعين و ما أكثر الأشياء .. التي أخفيتها عنك في رحلة بحثي الضانية هكذا خاطبتها وأنا ألتفت خلفي متدثرا من قشعريرة برد خاطف, ومراقبا أمواج الناس وهم يتوزعون على المدافن بعد طول بحث. تفحصتني عيون البعض وأنا أخاطب أغصان شجرة الزيتون المتمايلة وصمت لساني فاستسلمت لاستفهاماتي, وواجهت البرد وحفيف الشجرة بطولي المديد. أدهشتني استكانتها وتساءلت عن قوتها و قد عاهدتها واثقة متيقنة ثم خاطبتها متوسلا ها قد غلبتني حيرتي وكم وضعت أجوبتك حدا لكل حيراتي وها قد عاودني ضعفي وكم وجدت في قوتك ملاذا لضعفي تم همست لاشيء أبدا غير جبروت الموت وطغيانه الصامت نويت المغادرة لكن لفحة ريح قوية أوقفتني, فتوقفت ونظرت من جديد أرنو ابتعاد المارة خلفي, تم وضعت يدي على شاهذ القبر وتسللت كلماتي بحرقة إليها أسفل الثرى, فأردفت مسابقا زفراتي (هل تتحدثين دوما لغتي) هل سيطول انتظاري بهذا الشكل المرير والحارق .. وإن عاودت بحثي .. هل أجدك من جديد هل نلتقي صدفة هناك في محطة القطار من جديد وأعاود فرحتي بزهرة البنفسج الناعمة لأدسها جنب فنجان القهوة من أجلك من جديد أما علمتني أن النسيان قمين بإطفاء جمرة الفراق... فلماذا تتجنبني جداول النسيان فلا أراها إلا منسابة في منأى عني لماذا أنا هنا ....... وككل يوم لا أزداد إلا سقما وعذابا بفراقك و رحيلك طوبى لك إن رحلت فجأة وأغمضت عينيك في ثانية أما عني فهاأنذا أتمزق و أرحل ببطء ....... ببطء متثاقل و شديد ومع كل فجر جديد أفقد جزءا من جسدي المتلاشي دعيني ألملم ما استطعت من أجزائي لأخبرك بما حفظته لك في قلبي كم .....أحببتك............. وكم أسعدت سواد أيامي ببسماتك الحانية ثم .. إن كان هذا لون الأسى فقد أدركته بعدك كارها وإن كانت هذه أيادي الألم فقد كبلتني أحزانها قد أصحو أو لا أصحو, فلا أحد يهتم أبدا, ومديد ساعات نهاري يستوى بصمت ساعات ليلي أحبك....................... هكذا تعلمت وضعت وجهي بين كفي وغبت راحلا في دوامة الحيرة , ورفعت رأسي ........... لا أعرف أي وجهة أولي تم توقفت أكاد أجزم أني سمعتها تنبس بكلمات لم أفهمها ...وعديدة هي المرات التي سمعتها تخاطبني من مكانها هناك أسفل شجرة الزيتون . لكني ودون فهم مني لخطابها لامست وقع كلماتها في عروقي وغمرني شوق دافئ للتتبع همساتها... ثم جلست مصغيا لعلي أجد في هديها ما يرشد هوسي, وكنت في كل هذا أتجنب مقابلة المارة خلفي بوجهي وأتساءل عن سبب توقفهم خلفي ومراقبتهم لحركاتي , لكني ما ألبث أن أرخي سمعي من جديد لصوت التراب وأبادله الحوار بالحيرة والصمت بالعذاب ثم أتتبع خيوط الهمس وحين أتيقن من شدوها استلقي معانقا التراب بكلتا ذراعي وأنهض وأنا اردد هل تتحدثين دوما لغتي بقلم سبايدر |