ربت على وجنتيها حمرة أشبه بغروب الشمس والطيور تودع تلك
الضفاف الواسعة كانت تتحسس بيديها الصغيرتين دمية قطنية تتأمل فيها بعمق تتمتم
بحروف بريئة بليغة المعنى :
#
غابت تلك السماء التي زينت زهور
الربيع تلامس أوراق الشجر بلطف في حوار صامت بين حنين و إشفاق ،بين لهفة ووشاح
أحمر سقطت ألوانه كما سقطت تلك الأرواح #
قربتها إليها بحضن شجى على محياه صوت طفولي وبريق عينين
كتب بكلمات الأمل إشراقة تهللت بشفاهها الحانية ، أماءت بوجهها صوب أمها وهي
منشغلة تسابق أفكارها التي تهرب شيئا فشيئا همست لها ببراءة ممزوجة بحلاوة نادرة
إستظلت بها من حرارة ذاك الجو ..
قالت لها : تعالي يا إبنتي أضع لك أجمل ظفيرتين
دنت منها بثغر تعانقه روح مرحة تحاول أن تهرب مع دميتها عن هذا العالم،
الذي تفنن في تعذيب ضحياه فأصبح سجنا بلا مقدمات ..
هزت الأم رأسها و تلك الجفون تراقص النسيم في مروره كانتا كما القمر إعتلى السماء لتسامره النجوم ككل يوم،
إنحنت الأرض بإنسياب تحمل هدهدات مشعة بأمان إحتضن العصفورتين،
قد إتسع لهما رغم تلك الجراح التي زفرت بتشحرج كي تتصاعد مع حبات الهواء
