....:هناك مريض في حالة حرجة، جهزوا غرفة العمليات بسرعة، سأكون هناك حالا.
أرجعت تلك العلبة التي اعتبرتها هاتفا، إلى جيب سترتها البيضاء، و انطلقت إلى الخيمة المجاورة، و هي ترسم على وجهها عدة ملامح، دخلت بسرعة ثم بدأت تلقي أوامر افتراضية، على طاقمها المزيف، الذي ظهر أعضاؤه و كأنهم يحاولون الإنصياع إلى طلباتها، لكنهم يجهلون كيف ذلك، فهم بالكاد إستوعبوا مصطلحاتها العلمية الغريبة، غضبت بشدة و هي ترى المريض يضحك، و هو الذي لم يستطع إخفاء ضحكته أكثر، و سرعان ما شاركه الكل الضحك دون سبب معين، و لم يقطع عليهم هذا الجو الطفولي، غير صراخ الرجال و بكاء بعض النسوة، خرجت بفضولها المعتاد، لترى أمها مرمية بين أحضان جدتها، و والدها بنظراته المصدومة، تبادر إلى ذهنها أن أمها ماتت، عندما رأت السائل الأحمر و هي التي لم تعهده بهذه الغزارة، إختفى ذلك المشهد البئيس، و الرجال يشكلون حلقة تخفي أمها، بينما الأخرى إستمرت بالتحديق في كل شيء، لم تستطع ركبتاها حملها، فاستسلمت للواقع و هي تسقط على تراب وطنها، و في صدرها تشتعل تلك العبارة باللهب، و هي تؤمن أنها يوما ما، ستكون نجمة مشعة بطريقتها الخاصة، و في الوقت المناسب.