الجزء الأول من الموضوع
http://www.startimes.com/f.aspx?t=36218841
============================================
قد قالوا ( الزن على الودان أمرّ من السحر ) ويظهر أن هذا ما حصل معي
فقد صرت - شيئا فشيئا - أفكر في النساء ، بعد أن كنت فيما مضى قد انحصرت صورة المرأة في خيالي بأم خالد رحمها الله . صار ذلك ينمو من جديد شيئا فشيئا ، وعدت من جديد ينال مني بعض سهاد عند الرقاد كما المراهقين .
قد صرت - وأنا في فراشي - تأتيني على حين غرة ضحكة فلانة ، أو التفاتة علانة . غنجة حارقة من هذي ، أو سهم لحظ من تلك . فيتحول فراشي شيئا فشيئا إلى نار متقدة تحرقني وتقض مضجعي . وبما أني لست بالغر ولا بالجاهل ، فقد خلصت إلى قرار أن هذا لن يتوقف إلا بالزواج من جديد .
ممممممم .. صارحت - أول من صارحت - أم شوشو بذلك .. فانفجرت بكومة من الاقتراحات ، وبالثناء وبالمديح على قراري .. وراحت تذكر لي مزايا وعيوب كل منهن . بل وأكثر من ذلك ، فقد صارت تذكر لي ( مواصفات العروس التي تفضلها هي ) ههههههههه وكأنها هي التي ستتزوج .
كيف انتقل الخبر إلى حيث متجري .. لا أعلم .. لكن ما أعلمه أن حجم المبيعات يومها قد زاد بمقدرا النصف ، كما أعلم أن زبوناتي الجديدات لم تتخلف إحداهن عن القدوم يومها وقد ارتدين جميعا أبهى الحلل وتعطرن بأجمل العطور حتى تسبب ذلك في قدوم زبائن آخرين من الذباب الذي يتبع شذو الزهو .
وبصراحة أقول لكم .. قد احترت .. فقررت البحث ( هذه المرة ) بشكل علمي ممنهج لأضع شروطا وضوابط أحاكم بها سلسلة العروض المتاحة ، وأقرر من خلالها . فبحثت كيف يتم اختيار الزوجات وعلى مستوى العالم ككل . فوجدت أن العرب يفضلونها بيضاء مكتنزة ، بينما يميل الأوروبيون إلى اعتماد الطول كمعيار أول للجمال بعكس اليابانيين الذين يعتبرون القصر وصغر حجم القدمين معيار جمال أساسي ، بينما تعتبر المخمشة الحليقة الشعر في وسط إفريقيا الأكثر جمالا . أما في التبت فهم يعتبرون طول رقبة العروس معيار الجمال الأول بينما يهتم الإسكيمو أكثر برائحة الفتاة .
أما أم شوشو جارتي .. فهي تفضل بنت خالتها لأنها - كما تقول - حنونة على الأولاد .
بينما سميحة فهي الأنسب لأنها تتمتع بالبراءة ، وفاتن مخلصة في زمن عز فيه الإخلاص والوفاء ، أما أم وديع فهي مستقلة ومرتاحة ماديا ، والمادة عصب الحياة . والجمال عند قمر أخّاذ ، سيطفئ الجمال حتما جذوة الاشتياق ، وأم حسن ولود ، وفي العقب عزوة ومنعة ومستقبل أكثر عزة .
ورغم هذا التباين الظاهر .. التباين الظاهر بين زبونات المتجر وأيضا بين تفضيلات العالم من النساء ، إلا أني أراهم جميعا متفقين .
متفقين حقا على اعتماد معايير ظاهرة فقط ..
معايير مادية ملموسة .
الخلاصة : نحتاج أن نرتقي بمعاييرنا لتقترب أكثر من القيم والأخلاق وتبتعد عن الماديات