=== البديع في علم العربية === النّوع السّابع: فى" كان" وأخواتها،الفرع الأوّل: في تعريفها ومعاني
آخر
الصفحة
جريح_الزمن

  • المشاركات: 17221
    نقاط التميز: 31472
عضو أساسي
جريح_الزمن

عضو أساسي
المشاركات: 17221
نقاط التميز: 31472
معدل المشاركات يوميا: 3.7
الأيام منذ الإنضمام: 4706
  • 13:25 - 2016/03/10


البديع في علم العربية
المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين



 

النّوع السّابع: فى" كان" وأخواتها،
وفيه فرعان.

الفرع الأوّل: في تعريفها ومعانيها
أمّا تعريفها فهى" كان" و" صار" و" أصبح" و" أمسى" و" أضحى" و" ظلّ" و" بات" و" ما زال" و" ما دام" و" ما انفكّ" و" ما فتئ" و" ما برح" و" ليس"، وما تصرف منها، إن كان متصرّفا، وما كان في معناها، ممّا يدلّ علي الزّمان العاري عن الحدث تقول: كان زيدا قائما، ويكون عمرو جالسا، وما زال خالد كريما.
ولم يذكر سيبويه (3) إلّا" كان" و" صار" و" ما دام" و" ليس"، ثمّ قال وما كان نحوهنّ من الفعل ممّا لا يستغنى عن الخبر.
وتسمّى الأفعال النّاقصة؛ لحاجتها إلى الخبر.
وقد ألحقوا بها" آض" و" عاد" و" غدا" و" راح"، وأفعال المقاربة، وهي:" عسى" و" كاد" و" جعل" و" طفق" و" كرب"، وجعلوا" قعد" بمنزلتها في قولهم أرهف شفرته حتّى قعدت كأنّها حربة (4).
وأمّا معانيها: فقد تقدّم القول - في تقسيم الأفعال - (5) أنّ هذه الأفعال ليست حقيقيّة، وأنّ المقصود منها: تعيين الزّمان ماضيا وحاضرا
__________
(1) 23 / الجاثية.
(2) وهو قوله تعالى في آخر الآية: «فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ».
(3) الكتاب 1/ 45.
(4) في تاج العروس (قعد):" وعن ابن الأعرابيّ: حدّد شفرته حتى قعدت كأنها حربة، أي صارت وهو مجاز".
(5) انظر: ص 432.

ومستقبلا، نحو:" كان" و" يكون" و" سيكون"، فإذا تعيّن الزّمان فلا حاجة إليها، ألا ترى أنّ معنى قولك: كان زيد قائما، وقع من زيد قيام فى زمن ماض؟ فلمّا كان هذا الغرض منها جرّدوها عن الحدث، وأخلصوها للأزمنة، قال الفارسىّ (1): هى دالّة على الزّمان بوضعها، وعلى الفعل الدال على الحدث والزّمان بلفظها، فأمّا تخصيص كلّ واحد منها (2) بمعناه الموضوع له، فنحن نذكره مفصّلا.
أمّا" كان" فإنّها ترد فى الكلام على خمسة أنحاء" ناقصة وتامّة وزائدة ومضمرا فيها اسمها وبمعنى" صار".
أمّا الناقصة: فهي أمّ الباب، وهي الّتى ترفع الاسم، وتنصب الخبر، وسترد أحكامها مع أخواتها في الفرع الثّاني (3).
وأمّا التامّة: فهى التى تكون دالّة على الحدث؛ فتستغنى عن الخبر تقول: كان زيد، أى: حدث، ووجد، ومنه قوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ (4) وهى فيه فعل غير متعدّ.
وأمّا المضمر فيها اسمها - وهو ضمير الشّأن والحديث - فتقع الجمل بعدها أخبارا عنها، كقولك: كان زيد قائم؛ ف" زيد" مبتدأ"، و" قائم" خبره، واسم" كان" مضمر فيها، وهو ضمير الشّأن، والجملة في موضع
__________
(1) الإيضاح العضديّ 1/ 95 - 96.
(2) في الأصل: منهما.
(3) انظر ص 470 - 478.
(4) 280 / البقرة.

نصب؛ لأنّها الخبر، ومنه قوله تعالى: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (1) فيمن قرأ بالتّاء (2) والرّفع (3)؛ ف" أن تعلمه" مبتدأ، و" آية" خبره، واسمها مضمر فيها، ويجوز أن تكون" آية" الاسم (4)، و" لهم" الخبر، و" أن تعلمه" مصدر، وهو بدل من ال" آية".
ومن هذا الباب: كان من الأمر كيت وكيت؛ لأنّهما عبارتان عن جملة والجملة لا تكون اسم كان، فأمّا: كان من الأمر كذا وكذا، فهما اسم كان.
وأمّا الزائدة: فإنّها تدخل مؤكّدة؛ فلا تحتاج إلى خبر ولا تزاد إلّا إذا كانت ماضية؛ متوسّطة أو متأخّرة، نحو: مررت برجل كان قائم، وأنشد سيبويه (5):
فكيف إذا مررت بدار قوم … وجيران لنا كانوا كرام
__________
(1) 197 / الشعراء.
(2) أى فى" تكن".
(3) وهي قراءة ابن عامر والجحدريّ، انظر: السبعة 473، والتيسير 166 والنشر 2/ 336 وإتحاف فضلاء البشر 334 وشواذ ابن خالويه 107، والبحر المحيط 7/ 41.
(4) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/ 101 والكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 152.
(5) للفرزدق. ديوانه 2/ 290. وانظر: الكتاب 2/ 153، المقتضب 4/ 116، والمغنى 287 وشرح أبياته 5/ 168 والتصريح 1/ 192 والخزانة 9/ 217 وتفسير القرطبى 11/ 102.

ف" كان" عنده زائدة (1)، وخالفه المبرّد (2)، وحكى سيبويه (3): أنّ كان" زائدة في قولهم:" إنّ من أفضلهم كان زيدا"، وخولف (4) فى ذلك.
وأمّا مجيئها بمعنى" صار": فكقوله (5):
بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها … قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
أي: قد صارت، وعليه تأوّل بعضهم (6) قوله تعالى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (7)، أى: صار، وبعضهم (8) يجعلها زائدة، ولا يصحّ أن تكون على بابها.
__________
(1) انظر: الكتاب في الموضع السابق.
(2) قال في المقتضب 4/ 117:" وهو عندى على خلاف ما قالوا من إلغاء" كان"؛ وذلك: أنّ خبر" كان" لنا؛ فتقديره: وجيران كرام كانوا لنا، وانظر تعليق الشيخ عضيمة في حاشية المقتضب.
(3) الكتاب 2/ 153.
(4) في الرضي على الكافية 2/ 294:" وكذا قولهم: إنّ من أفضلهم كان زيدا عند سيبويه - أى:
هي زائدة عنده - وقال المبرد: إن" زيدا" اسم" إنّ" و" كان" خبرها، و" من أفضلهم" خبر" كان".
(5) هو ابن أحمر. ديوانه 119.
وانظر: المعانى الكبير 313، وابن يعيش 7/ 102 والخزانة 9/ 201 واللسان (عرض).
التيهاء: المفازة التى لا يهتدى فيها، فعلاء من التيه، وهو التحيرّ. القفر: الخالى. القطا: طائر سريع الطيران. يصف المطىّ بسرعة السّير، كأنّها بمنزلة قطا تركت بيوضها صارت أفراخا فهى تمشى بسرعة إلى أفراخها.
(6) وهم ثعلب وأبو عليّ وابن جنّي. انظر: الخزانة 9/ 203.
(7) 29 / مريم. وفى الأصل:" من كان فى المهد طفلا" وهو خطأ.
(8) وهو أبو عبيدة. انظر: مجاز القرآن 2/ 7 ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 328 وتفسير القرطبّى 11/ 102، والبحر المحيط 6/ 187.

وأمّا" صار": فإنّها تكون ناقصة، وتامّة.
أمّا النّاقصة: فمعناها الانتقال من حال إلى حال، تقول: كان زيد كريما، فصار بخيلا، ولا بدّ فيها/ من اتّساع؛ فإنّهم جعلوها تدلّ على زمن الوجود المتّصل، دون الزّمن الماضى، وسلبوها الدلالة على المصدر.
وأمّا التامّة: فإنّها تتعدّى إلى مفعول بحرف الجرّ، تقول: صرت إلى مكّة، أى: انقلبت.
وزعم قوم أنّها تزاد (1)، وليس بالمسموع.
وأمّا" أصبح": فإنّها تستعمل ناقصة، وتامة وزائدة عند الأخفش (2)
أمّا النّاقصة: فإنّها تدلّ على الزّمان المختصّ بالصّباح، فإذا قلت:
أصبح زيد قائما، فمعناه: أتى عليه الصّباح، وهو قائم.
والفرق بينها وبين" كان": أنّ «كان» لما انقضى من الزّمان وانقطع، وأصبح وأمسى غير منقطعى الزّمان، ألا ترى أنّك تقول: كان زيد غنيّا، فلا يدلّ على أنّه غنيّ وقت الإخبار، وإذا قلت: أصبح غنيّا، فهو غنيّ وقت الإخبار، فأمّا قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * (3) وأمثال ذلك، فالمعنى: ما زال كذلك في القدم، وصفات الله لا تنفصل عنه.
__________
(1) قال السّيوطيّ في الهمع - باب كان وأخواتها 2/ 100: «وأجاز الفرّاء زيادة سائر أفعال هذا الباب».
(2) انظر: الأصول 1/ 106.
وفى الرضى على الكافية 2/ 295، وفي المساعد على تسهيل الفوائد 1/ 268 أن الكوفيين يقولون بزيادة: أمسى وأصبح، وانظر أيضا: الهمع 2/ 100.
(3) 96، 100، 152 / النساء.

وأمّا التّامّة: فهى التى لا تحتاج إلى الخبر، كقولك: أصبحنا، أى:
دخلنا فى الصّباح.
وأمّا الزّائدة: فقد حكى الأخفش (1): ما أصبح أبردها، ومنهم من جعلها بمعنى" صار" (2)، وحمل [عليه] (3) قوله: أصبح زيد، أي: صار.
وأمّا" أمسى" فبمنزلة" أصبح" في النّقصان والتّمام والزّيادة، كقولك:
أمسى زيد قائما، وأمسى عمرو، وقولهم: ما أمسى أدفأها (1).
ومنهم من جعلها بمعنى" صار" (4) في قولهم: أصبح زيد غنيّا وأمسى زيد فقيرا.
وأمّا" أضحى" فإنها من ضحا النّهار، وتستعمل ناقصة وتامّة.
أمّا النّاقصة: فكقولك: أضحى زيد قائما وإن كان أصلها من الضّحى فإنّها تقع على الاوقات جميعها، ليلا ونهار، وخصّها قوم (5) بالنّهار.
وأمّا التّامّة: فكقولك: أضحى زيد، أى: دخل في الضّحى، كما تقول:
أظهر، وأفجر، وقد جعلت بمعنى" صار" فى قولك: أضحى زيد أميرا، أى:
صار.
__________
(1) انظر: الأصول 1/ 106.
وفي الرضي على الكافية 2/ 295، وفي المساعد على تسهيل الفوائد 1/ 268 أن الكوفيين يقولون بزيادة: أمسى وأصبح، وانظر أيضا: الهمع 2/ 100.
(2) انظر: ابن يعيش 7/ 104 والمساعد على تسهيل الفوائد 1/ 256 - 257 والهمع 2/ 75 - 76.
(3) تتمّة يلتئم بمثلها الكلام.
(4) انظر: المساعد على تسهيل الفوائد 1/ 256 - 257 والهمع 2/ 75.
(5) انظر: ابن يعيش 7/ 90 والرضيّ على الكافية 2/ 294.

وأمّا" ظلّ": فإنّها لما يعمله الإنسان نهارا، ولا تستعمل إلّا ناقصة، وفي تخصيصها/ بالنّهار نظر، ألا ترى قوله تعالى: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (1) وقوله تعالى: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (2) وهذا لا يخصّ زمانا دون زمان، ولهذا جعلها بعضهم (3) بمعنى" صار"، وحمل الآية عليها.
وأمّا" بات": فإنّها مختصّة باللّيل دون النّهار، وتستعمل ناقصة وتامّة.
فالنّاقصة: قولك: بات زيد قائما، مثل" ظلّ" في النهار.
والتّامّة كقولك: بات زيد، فلا تريد: أنّه نام، وإنّما هو بمنزلة" أمسى" التّامّة، وجعلها بعضهم (4) بمعنى" صار"؛ حملا على" ظلّ".
وأمّا" ما دام"، وجميع ما في أوله" ما": فإنّها يراد بها المطاولة، ولزوم الشّيء ومتابعة بعضه بعضا.
وما" في" ما دام" مع الفعل بتقدير المصدر، وهو نائب عن الزّمن، تقول: أجلس ما دمت جالسا، كأنّك قلت: أجلس زمن دوام جلوسك، كقولهم:
" آتيك خفوق النّجم" و" مقدم الحاجّ".
ولا بدّ أن يتقدّمها عامل؛ لأنّها نائبة عن الظّرف، ولا نظير لها في هذا الباب، ولا يستعمل مكانها غيرها، ولا يستعمل منها فعل، ولا يعمل فيها إلّا
__________
(1) 58 / النحل.
(2) 4 / الشعراء.
(3) هو الزمخشريّ. انظر: ابن يعيش 7/ 105 والرّضي على الكافية 2/ 295 والهمع 2/ 76.
(4) هو الزمخشريّ أيضا، وانظر ما سبق في" ظلّ".

فعل مستقبل، نحو: أقوم ما دمت قائما، ولا يجوز إدخال «إلّا» فى خبرها وخبر أخواتها، لا تقول: ما دام زيد إلّا قائما؛ لأنّ الكلام إيجاب، فإذا استثنيت منه، أدخلت إيجابا على إيجاب، كما لا تقول: مررت إلّا بك أحد؛ ولذلك خطّئ ذو الرّمّة (1) في قوله:
جراجيج لا تنفكّ إلّا مناخة … على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا
وأمّا «ما زال»: فإنّها من" زال يزال» ضدّ ثبت، وليست من «زال يزول»؛ لأنّ هذا متعدّ وذاك قاصر، ولا من «زال يزيل»؛ لأنّ ذلك «فعل يفعل»، وهذا من «فعل يفعل»، وما فيها للنّفي، والنّفى إذا دخل على النّفي
__________
(1) ديوانه 1419.
وهو من شواهد سيبويه 3/ 48، وانظر أيضا: معانى القرآن للفرّاء 3/ 281 والمحتسب 1/ 329 والتبصرة 189 والإنصاف 156 وابن يعيش 7/ 106 والمغني 73 وشرح أبياته 2/ 109 والخزانة 9/ 247.
حراجيح: طوال ضامرات من الهزال، المفرد: حرجوج، كعصفور، وهي النّاقة الضامرة المهزولة.
الخسف: الإذلال والظلم، ويطلق أيضا على المبيت من غير علف.
وقد وجّه بعض النحويّين البيت بما يخرجه عن الخطأ، من هؤلاء الصيمرىّ، فقد قال فى التبصرة 189 - 190: «وأمّا قول ذي الرّمّة .. فحمله أكثر النحويّين على الغلط، وجعله ضرورة .. ووجّهه عندى: أنّه أدخل" إلّا" فى هذا الكلام؛ لأنّ لفظه نفى، وإن كان معناه الإيجاب، كما قال جذيمة الأبرش: ربّما أوفيت فى علم .. البيت، فأدخل النّون في الواجب، والنون موضعها غير الواجب ..
وانظر أيضا حواشي التبصرة ففيها توجيهات أخرى للنحويين تخرج البيت عن الخطأ، وانظر فى الموضوع: شرح أبيات المغنى للبغدادىّ 2/ 109 - 114.

صار موجبا. وقد أسقطوا منها «ما»، قال (1):
تزال حبال مبرمات أعدّها … لها ما مشى يوما على خفّه الجمل
وأمّا «ما انفكّ»: فإنّ معني فكّ الشّئ: تفريق أجزائه؛ ففيه معني النّفى، فلمّا أدخلت عليه النّفى صار إيجابا، واستعمل على غير معنى وضعه، وأعطيت معنى «ما زال» و «ما برح».
وأمّا «ما فتئ»، و «ما برح» فبمنزلة:" ما زال" و" ما انفكّ"، ويلزمهما" ما" أو" لا" وقد أسقطوهما منهما فى القسم، كقوله تعالي: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ (2).
وقول امرئ القيس (3):
فقلت لها: تالله أبرح قاعدا
__________
(1) هذا البيت لليلى امرأة سالم بن قحفان. انظر خبره فى شرح حماسة أبي تمّام للمرزوقى 1727.
وانظر أيضا: ابن يعيش 7/ 107 والخزانة 9/ 245 وسمط اللآلي 631.
والشاهد فيه - عند ابن الأثير - حذف" ما" الداخله على" تزال" وبقية المصادر تذكره شاهدا على أن" تزال" جواب قسم، وحذف منه" لا" النافية والقسم فى بيت قبل الشاهد، وهو:
حلفت يمينا يا ابن قحفان بالّذي … تكّفل بالأرزاق في السّهل والجبل
هذا والضمير فى" لها" للإبل في شعر سابق على الشاهد.
(2) 85 / يوسف.
(3) ديوانه 32. وعجز البيت:
ولو قطّعوا رأسى لديك وأوصالى
وهو من شواهد سيبويه 3/ 405، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 326 والأصول 1/ 434 والخصائص 2/ 284 والتبصرة 448، 454 وابن يعيش 7/ 1110 و 8/ 37 و 9/ 104 والمغنى 637 وشرح أبياته 4/ 103 و 7/ 332 والخزانة 10/ 43، 93.

أي: ما تفتأ (1)، وما أبرح.
وقد تستعمل هذه الأفعال تامّة، وتكون" ما" فيها خالصة للنّفي، تقول:
ما دام زيد، كما تقول: لم يدم.
وأمّا «ليس»: فأكثر النّحاة يقولون: إنّها فعل غير متصرّف، وعليه ظاهر كلام سيبويه (2) والخليل، وذهب قوم (3) إلى أنّها حرف، وعليه جاء قولهم:
ليس الطّيب إلا المسك «برفعهما، كما يرفعان ب" ما"، وقال الفارسيّ بالمذهبين، فجعلها في «الإيضاح» (4)، فعلا وفي «الحلبيّات» (5) حرفا، وهى تنفى المستقبل عند ابن السّرّاج (6)، ولهذا منعوا من قولهم: ليس زيد قد ذهب، ولا:
قد يذهب؛ لتضادّ الحكم بين «قد» و «ليس»، وقيل: معناها: نفي مضمون الجملة في الحال (7)، تقول: ليس زيد قائما الآن، ولا تقول: ليس زيد قائما أمس، ولا غدا.
__________
(1) فى معانى القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 126:" .. و" لا مضمرة المعنى: والله لا تفتأ تذكر يوسف أي لا تزال تذكر يوسف".
(2) الكتاب 1/ 45، 70، 147.
(3) انظر: الرضى على الكافية 2/ 296.
(4) الإيضاح العضدى 1/ 95، 101، وانظر أيضا: كتاب الشعر 6 - 11.
(5) ص 210.
(6) قال في الأصول 1/ 83:" وإذا قلت:" يكون" دللت على ما هو فيه، وعلى ما لم يقع، وإذا قلت ليس زيد قائما الآن أو غدا، أدّت ذلك المعنى الّذي فى" يكون"، فلمّا كانت تدلّ على ما يدلّ عليه المضارع استغني عن المضارع فيها .. ".
(7) وهو رأي الجمهور. انظر: ابن يعيش 7/ 112 والرضىّ على الكافية 2/ 296 والهمع 2/ 79.

 


 === البديع في علم العربية === النّوع السّابع: فى" كان" وأخواتها،الفرع الأوّل: في تعريفها ومعاني
بداية
الصفحة