2 - كمال الانقطاع.
وهو ان يكون بين الجملتين تباين تام. وأوضح ما يكون ذلك إذا تقاطعتا:
1 - خبرا وإنشاء:
نحو وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ الحجرات: 9. فصلت الجملة الثانية عن الأولى لأن الأولى (وَأَقْسِطُوا) إنشائية لفظا ومعنى،
والثانية (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) خبرية لفظا ومعنى، فبينهما تباين تام وانقطاع كامل ممّا يستوجب الفصل بينهما.
2 - واختلافهما معنى:
نحو: نجح خالد وفّقه الله. فالثانية إنشائية لفظا خبرية معنى.
3 - ألّا يكون بين الجملتين مناسبة في المعنى ولا ارتباط:
ومثاله:
إنّما المرء بأصغريه … كل امرئ رهن بما لديه
فلا مناسبة بين الجملة الثانية والأولى لأنّ كلّا منهما مستقلة بنفسها.
3 - شبه كمال الاتصال:
وهو أن تكون الجملة الثانية شديدة الارتباط بالأولى، حتّى لكأنّها جواب عن سؤال نشأ من الأولى.
ويكون السؤال عن سبب عام كما في قوله (الخفيف):
قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل … سهر دائم وحزن طويل
ويكون السؤال عن سبب خاص كقوله تعالى وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ يوسف: 53. فقد فصلت الجملة الثانية عن الأولى لأنّها واقعة في جواب سؤال مقدّر، وكأنه قيل: هل النفس أمّارة بالسّوء؟ فقيل: إن النفس لأمّارة بالسوء.
وقد يفهم السؤال من السياق كقوله (الكامل):
زعم العواذل أنّني في غمرة … صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي.
كأنه سئل: أصدقوا في زعمهم أم كذبوا؟ فأجاب: صدقوا.
4 - شبه كمال الانقطاع:
وهو ان تسبق جملة بجملتين يصحّ عطفها على الأولى لوجود المناسبة، ولكن في عطفها على الثانية فساد في المعنى فيترك العطف بالمرّة، دفعا لتوهّم أنه معطوف على الثانية. نحو:
وتظنّ سلمى أنّني أبغي بها … بدلا أراها في الضلال تهيم
فجملة (أراها) يصح عطفها على جملة (تظن) لكن يمنع من ذلك توهم العطف على جملة (أبغي بها) فتكون الثالثة من مظنونات سلمى، مع أنّه غير المقصود ولهذا امتنع العطف.
5 - التوسّط بين الكمالين:
وهو أن تكون الجملتان متناسبتين وبينهما رابطة قوية لكن يمنع من العطف مانع هو عدم قصد التشريك في الحكم كقوله تعالى وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ .. البقرة: 14. لقد فصلت جملة (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) عن جملة (إِنَّا مَعَكُمْ) مع التناسب ووجود الجامع بينهما المصحح للعطف لوجود المانع، وهو أنّه لم يقصد تشريك جملة (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) لجملة (إِنَّا مَعَكُمْ) في الحكم الاعرابي، وهو انها مفعول القول، فيقتضي ذلك أن جملة: الله يستهزئ بهم تكون من مقول المنافقين، وهي ليست كذلك بل هي من كلام الله سبحانه ولذلك فصل بينهما.
تمارين:
1 - بيّن مواضع الفصل في ما يأتي واذكر السبب:
1 - وما الدهر إلّا من رواة قصائدي … إذا قلت شعرا أصبح الدّهر منشدا
2 - الناس للناس من بدو وحاضرة … بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
3 - يا صاحب الدنيا المحبّ لها … أنت الذي لا ينقضي تعبه
4 - ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا … إنّ السّماء ترجّى حين تحتجب
5 - إن نيوب الزّمان تعرفني … أنا الذي طال عجمها عودي
6 - لا يعجبّنك إقبال يريك سنا … إنّ الخمود لعمري غاية الضّرم
7 - يقولون إنّي أحمل الضّيم عندهم … أعوذ بربّي أن يضام نظيري
8 - نفسي له نفسي الفداء لنفسه … لكنّ بعض المالكين عفيف
9 - يهوى الثّناء مبرّزّ ومقصّرّ … حبّ الثناء طبيعة الإنسان
10 - حكم المنيّة في البرية جاري … ما هذه الدنيا بدار قرار.
2 - بيّن مواضع الوصل والفصل في ما يأتي واذكر السبب:
1 - ألا من يشتري سهرا بنوم؟ … سعيد من يبيت قرير عين
2 - اخط مع الدهر إذا ما خطا … واجر مع الدهر كما يجري
3 - لا تدعه إن كنت تنصف نائبا … هو في الحقيقة نائم لا نائب
4 - وقد كان يروي المشرفيّ بكفّه … ويبلغ أقصى حجرة الحيّ نائله
5 - وتظن سلمى أنني ابغي بها … بدلا، أراها في الظّلام تهيم
6 - الفقر فيما جاوز الكفافا … من اتقى الله رجا وخافا