عِصَمُ الكَوَافِر قصة قصيرة بقلمي
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
موعد مع الفجر
  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 463
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 511
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
ناقدة أدبية
موعد مع الفجر
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
ناقدة أدبية
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 463
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 511
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 0.1
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 3833
  • 04:00 - 2016/03/04

عِصَمُ الكَوَافِر

 

     ليله ونهاره تساويا لديه،

 

ما دام ما كان يميز أحدهما عن الآخر،

 

قد صار أمراً واحداً هو اليقظة الدائمة،

 

أو التيقظ المستمر.

 

 

     ومن خاض تجربة مريرة علقته من كعبي الرِّجلين كلتيهما

 

في فضاء لا تدرك فيه معالم جغرافيا ولا حوليات تاريخ،

 

فلا غرو أن يخشى الثانية،

 

ويتوقى نيران كل تجربة قادمة.

 

 

 

       ما ذنبه هو إن كانت كارين هي التي أحبته أولا، وشغفت به إلى درجة العشق المجنون؟

 

أكان مسؤولا عن قَدَرها؟

 

أم خطط لاقتحام حياتها عنوة؟

 

أم تلبَّسَ ألواناً حربائية لإغوائها وإغرائها بالوقوع في شباك حبه؟

 

 

 

     فإنه ليذكر أنه كان عائداً يوماً إلى بيته في سيارة الأسرة،

 

فإذا به يرى على قارعة الطريق فتاتين واقفتين تتبادلان الحديث في توادد.

 

وكان النهار مُناراً، ولا شمس نهار هناك، بفعل الغيم الكثيف.

 

وما إن اقترب منهما حتى تبيّن في إحداهما ملامح أخته.

 

فتوقف.

 

     وكان أن استقلتا السيارة،

 

وكان أن غزا شكله، وحركاته، وكلماته القليلة التي تلفظ بها،

 

وحدبه على مقود السيارة وهو يقودها إلى مكانها الآمن؛

 

كان أن غزا ذلك كله خيال صديقة أخته التي وقف على اسمها منذ لحظة التعارف الأولى.

 

وكانت شقيقته نفسها حديثة معرفة بها،

 

إذ هي إحدى زميلاتها في العمل،

 

وكانت ضمن فوج الملتحقات به مؤخراً.

 

 

     ولم يتشبث بالبقاء معهما بعد أن دخلوا جميعاً إلى البيت،

 

وإنما ولى عنهما إلى ما كان ينتظره من مهام.

 

 

 

     وفي المساء، سألته أخته متخابثة:

 

     ـ ما رأيك في صديقتي؟

 

     فأجاب بطريقة لامبالية وهو يهز كتفيه قليلا:

 

     ـ لا أدري. لم أفكر في أمرها. ما بها؟

 

هل قالت عني شيئاً؟ هل أخطأتُ معها التعامل في شيء؟

 

     ـ سِيدي، يا سِيدي! الناس صار لهم معجبون!

 

     سألها وهو يرفع حاجبيه إلى أعلى:

 

     ـ من تقصدين بكلامك؟

 

     ـ أنتَ طبعاً! فقد صارحتني كارين بأن حُقَّها قد عثر على غطائه،

 

أخيراً،

 

وبعد طول بحث واصطبار.

 

     لم يفه بكلمة واحدة، وإنما هو فضّل متابعة الاستماع.

 

فقالت، وهي لا تخفي إعجابها بصديقتها:

 

     ـ اعتبرني مِرْسَال صداقة بينكما.

 

هي تطلب ملاقاتك في أقرب وقت ممكن، فما رأيك؟

 

     ـ وما الغرض من هذا اللقاء؟

 

     ـ أما قلنا صداقة؟

 

     ـ وهل لديّ من الوقت ما يفيض لأملأه بصداقات من هذا القبيل؟

 

فأنتِ تدركين أنني، بكل الحرص والتدبير اللازمين،

 

أستطيع ـ بشق النفس ـ أن أوفر ساعات النوم

 

وأحميها من غزوات العصر التي لا تفتأ في تجدد مسترسل.

 

 

 

     وكان لقاء. وتلته لقاءات.

 

 

وكان جمالها الفتّان وشكلها الساحر، يجسدان لديه فيها حورية البحر،

 

كما وقف عليها في صغره من خلال قصص الأطفال وأفلامهم.

 

ما كان يختلف هو جزؤها السفلي لا غير؛

 

حيث عُوِّض فيها الذيلُ بالرِّجليْن.

 


 

     مهما يكن، فقد اقترنا،

 

ونظما حفلا امتزجت فيه "بروتستانتيتها" بإسلامه،

 

وإن لم تكن هي بنت الكنيسة المُخْلِصَة،

 

ولم يكن هو أيضاً متردداً على المسجد في جميع الأوقات.

 


     وكان أول شيء جَرَّدَتْه منه هو نصف اسمه "عبد"؛

 

فقد واظبت منذ البدء على مناداته بـ"كريم".

 

والحق أن أسرته نفسها وعدداً كبيراً من معارفه،

 

لكأنما هم استثقلوا نطق اسم "عبد الكريم" كاملا،

 

فتحالفوا جميعاً على مناداته بـ"كريم"،

 

وقَبِل هو في البداية المناداة ببراءة،

 

واعترض عليها عندما تراقصت في ذهنه شعلة الوعي،

 

ونما إدراكه لبعده الديني والتاريخي على السواء.

 

فصار يتمسك به كاملا،

 

ويحرص على إشاعة ذلك في كل مكان.

 

     فأما دينياً، فدلالة الاسم لا تخفى،

 

وأما تاريخياً، فقد كانت جذور والده منغرسة في شمال ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي،

 

ومنه استمد الاسم.

 

ولهذا البطل التاريخي ما له من قدر وقيمة تجاوزت حدود بلده،

 

حتى لغدا رمزاً للإباء ومقاومة المستعمر في العالم أجمع.

 

 

     ولكن كارين أبت إلا أن تناديه باسم "كريم" فحسب.

 

فخضع.

 

ويوم خضع خنع.

 

ولم يدرك سرّ ذلك إلا فيما بعد،

 

حين كرّ العام،

 

وتعرّفا على شخص قادم من حيث تشرق الشمس.

 

ففي ذات صباح، وقد باتوا متآلفين، بعد أن جمعتهم ثلاثتهم أعمالٌ ومشاريع..

 

وكان ذاك وسيم الملامح،

 

متناسق أجزاء الهندام،

 

واسع المدارك،

 

منتفخ الرصيد،

 

ممتلئ الخيال بـ"سيناريوهات" المستقبل التجاري والصناعي.

 

     وحضر ساكنُ الأفعى متقنعاً بقناع الإغراء،

 

فباتوا مخنثين آمنين،

 

وأصبحوا،

 

فإذا الاثنان حبّتا سُكّر وملح ذابتا في بحر الفقدان!

 

 

     ولولا عمود إيمان من نور ظل مشعاً في النفس،

 

منتصباً بأعلاه على قاعدتها الدينية الصلدة،

 

لفقد الاتجاه،

 

وفقد معه ما به يقدّر لنفسه إيقاع خطواته في الحياة.

 

 

 

     فهي تجربة أنقذه من دَركها المهلك نور الإيمان المتلألئ في أعماقه،

 

والثابت في مزاجه منذ تكوين مرحلة طفولته،

 

وتعرفه على واجباته الدينية،

 

وحرصه على احترامها الاحترام الذي يليق بها.

 

 

ولم يعد يربط عبد الكريم بكارين سوى هذا العقد الذي يملك أصله ويحتفظ به بين ملفات وثائقه.

 

 

     وعندما تمر سنة كاملة على غياب شخص ما،

 

ولا يظهر له أدنى أثر،

 

رغم البحث والتقصي،

 

وركوب مختلف الوسائل لمعرفة حقيقة ما جرى،

 

فضلا عن الجانب المريب في هذا الغياب،

 

فقد حُلَّ للزوج أن يفكر في التحرر من هذا القيد التوثيقي

 

ـ عقد الزواج ـ

 

الذي لا يزال يشده إلى تلك التي انطمس عنه سائر ما لها من أخبار،

 

وغاب عنه كل ما كان لديها من آثار.

 

 

     لكم لوّعه مصّها تمرته بكاملها،

 

فإذ أبقى فمها على لسانها عجمة التمرة،

 

لفظتها كما تلفظ الشفتان النواة.

 

وكان هو المجسِّد في التمرة للغطاء المنتزع المتلذذ به،

 

وهو المقلَّص ظله إلى أن تحوّل إلى تلك العجمة المُجَاجَة،

 

والنواة الملفوظة.

 


 

     بهذا الشعور وحده،

 

وعندما كان يستبد به في خلوته،

 

كانت عيناه تنهمران بالدمع السخين.

 

 

وقد حدث أن ضبطته أخته في تلك الحال،

 

فلامته وشددت في لومها إياه،

 

حتى أخرجته من صمته،

 

فقال والوجنتان منه قد صارتا سهلين لجدولين ماؤهما الرقراق لا ينقطع ولا يتوقف عن السيلان:

 

     ـ فإنما الشماتة التي طوّقت اسمي،

 

واستقرت حول مخنقي،

 

والتي تطل عليّ يومياً من عيني كل من يعرف قصتي،

 

هي التي تفعل بي ما تفعله الآن.

 

فأين كنتُ وقتها؟

 

وكيف أمِنتُ للذئب،

 

وآويته في بيتي،

 

وعاملته معاملة الأخ للأخ؟

 

فيا لبلادتي، ويا لشقائي، ويا لغفلتي، ويا لشناري!

 

     ـ فليعد لك إيمانك بقدَرك، ولتلعن مستحقَّ اللعنة أبد الدهر،

 

ولتنفض عنك تصوراتك الواهية هاته، ولتسر في طريقك المستقيم الناصع المعالم،

 

طريق المحجة البيضاء،

 

وبذلك ـ أكيد ـ ستشفى وتعافى،

 

ويعود إليك صفاؤك ونشاطك اللذان عهدناهما فيك .

 

 

 

     بعد أداء صلاة الجمعة لذلك اليوم،

 

اقترب من الإمام،

 

وسلَّم في احترام وخشوع،

 

وفاتحه في الأمر،

 

ثم استشاره مستفسراً عن وجه العمل

 

ـ من الزاوية الشرعية ـ

 

في مثل هذه الحال.

 

فأجابه الإمام، بعد التعوّذ، بالجزء من الآية الكريمة:

 

{وَلا تُمْسِكوا بِعِصَمِ الكَوَافِر} ،

 

وأفهمه مغزاها.

 

 

ففهم عنه،

 

ونفّذ،

 

وارتاح.

 

 *


 عِصَمُ الكَوَافِر قصة قصيرة بقلمي
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©