كانت هناك حين رمقتها عيني تجلس على شاطئ البحر في امسية صيفية
تداعب باناملها رماله الذهبية تنقش حرفا
بل حروفا سرعان ما تمسحها و كأن قلبها المنكسر يأب ان لا يكمل الاسم .
اقتربت منها دون استئذان ....لم اكن اعرفها ...
رفعت عينيها صوبي تريد استطلاع طيفي و قد اتعبتها خيوط الشمس الذهبية بحرقة الاجفان و تدفق الدمع المنسكب على وجنتيها الجميلتين.
القيت تحية السلام...
سألتها فقلت لها ما بك؟طأطأت رأسها ثم انتفضت قائمة و همت بالانصراف ونسيت ان ترد تحية السلام ....
مشت بضع أميال ثم أدارت رأسها لتقول و عليكم السلام ،
عاودت المجيء بخطى متثاقلة و كأنها تريد أن تخبرني ما بقلبها من أوجاع وآلام ،
إمتثلت امامي ثم انفجرت عيناها بكاءا رأيت فيهما كل معاني الحزن و اليأس و الحيرة.
حينها و بدون تفسير منها فهمت انها ارتوت من كأس المرارة الذي سقيت منه أنا ذات يوم.
أخذتها بأحضاني الدافئة لعلها تهدأ بعض الشيئ فشعرت ببرد يسري بأوصالها ريح تعصف بداخلها
صوت يتردد برأسها يكاد يفجر خلايا جسدها الهزيل ، يجعلها ترتعش ،
يفقدها صوابها ،يتلاعب بإدراكها يصيبها بنوع من الهيستيريا المفاجأة....
ربت عليها ...
تشبتت بي و كأنها غريق يتمسك بقشة طالبا النجاة....
مسحت على شعرها المنسدل كي أزيل الاوهام عن مخيلتها،
لكنها انتفضت من حضني ، لازمت النظر للفراغ و شرعت بتمتمة كلمات غير مفهومة ادركت بعضها :" كلهم على نفس الشاكله" ّ
أرسلت تنهيدة عميقة...
تحشرجت العبارة و خنقتني في حلقي تكاد تقتلني تذكرت حينها عندما آوي الى سريري...
أبدأ بإعادة شريط العمر ، تستوقني الكثير من الحوادث ولكنني أغض الطرف عنها.....
فأنا لا أريد من العمر سوى ما عرفته عنه...
لقدكان شمس الصباح التي تطل على نافذتي.....
وأساور الصبر على معاصمي .....
هو كل ما هو إنساني وعميق..
هو الحب في رونقه......
ومن حنان الأب له نصيب ...
كان كذلك و لكن .....
عادة ما تكون الأحلام أحلى من حقيقة وقوعها.....
ولكني أعلم أن الحلم لا يأتي بصورة الجمال كله ....
فجذور غيابه تتشعب في أحشائي حتى إذا ما وصلت للرئتين تحجب عني نصف الهواء الذي أحتاجه...
فلا أحيا ولا أموت !!
تمنيت حضوره و لكن....!!
حين أستيقظ من النوم أجتر اسمه من جوفي ، لأحرك الهواء الساكن من حولي ، لكن لا أسمعه يجيب فأعود للنوم..
لا لكي انام بل لألقاه في حلمي...
و أدرك أنه عندما يعتلي اليأس صهوة الأمل ....
وتقطع سكاكين الفقد أوصال الحلم ....
وعندما تلدغ عقارب الوقت ما تبقى لنا من ذكرى ...........
حينها نشعل نار الحنين ونتدفأ عليها ......
و نتذكر أنه توالت اعوام و دخل عام جديد... نستشعر أصوات من ذهبوا..و نتساءل:هل لم يتمكنوا من الوصول إلينا ؟؟ أم تراهم تمكنوا ولم يرغبوا بالوصول؟؟
عذرا يا من تقرأ لي ...حسبي هذايان قلم ازاح كوم غبار تراكم على صدري لسنين عجاف فلا أنا أهدأ ولا الهدوء يسكن .