مساءك فل وياسمين
في عصر الاتصالات الرهيب الذي نعيش فيه ، واشتراك غالبية الشعب بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها
أكيد تمر علينا عشرات بل مئات البرودكاستات (ان شالله اني كتبتها صح) يوميا
ولاحظت كغيري انتشار كلمات أو أساليب في التعبير كثر تداولها في الفتره الأخيرة،مثل:
سحقاً لك
أو تباً لك
وكثيرا مانشاهد هذه الصيغ تتذيل البرودكاستات التي تصلنا
وفي ظن أصحابها أنهم قد نجحوا في إظهار التمرد على قيود المجتمع ،
أو رفض قيمه وعاداته الباليه والغير مقنعه من وجهة نظرهم!
لكنني أرى أن مجتمعنا كأي مجتمع آخر فيه الغث والسمين،والجيد والرديء
لكن من الظلم والاجحاف أن نطلق عبارات كهذه لمجرد اعلان التمرد أو عدم الرضا عن شيء معين!
كما أن هذا ليس بمبرر كاف لأستخدم عبارات لا منتمية وبكل تلك القسوة ألا تتفقون معي في ذلك؟!
:)تأملوا معي هذا الأسلوب في التعبير: تباً لكممن مجتمع؟!
أليس هذا المجتمع هو أنا وأنت وهي وهو وهم وهن ،أي نحن والآخرون ممن نحب ونعيش معهم من نكون هذا المجتمع فهل نرضى بأن يقال لنا :تباً لكم؟
فقوله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) أي: خسر وخاب، وضل عمله وسعيه، (وتبّ،أي: وقد تب، أي: تحققت خسارته وهلاكه.
يقول الشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى: التبُّ هو: القطع، وهذه المادة:(بت)تدور على معنى القطع!!
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما نزل: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ﴿214 – الشعراء) خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى صعد الصفا، فهتف: يا صباحًا - وهي كلمة ينادى بها للاجتماع عند
وقوع أمر عظيم- فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟
قالوا: ما جربنا عليك كذباً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
قال أبو لهب: تباً لك، ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزلت:﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ )رواه البخاري
وهل نبعث الحياة في جملة أبي لهب الشهيرة تلك والتي نزل الرد عليها من فوق سبع سماوات استنكارا وشجبا لتلك المقولة؟؟
أليس في هذا ارتداد لعصر الجاهلية والتعصب الأعمى، وترداداً لعبارات قاسية متهورة؟
تأملوا معي أيضا عبارة: " سحقا لكم من مجتمع
فمهما بلغ انتقادك لعادة أو سلم اجتماعي لدينا ،، فهل من الصواب التعبير عن ذلك بلفظ كـ :سحقاً؟
هل تدعو بالسحق والمحق على مجتمعك ،،و بالعاميه "على أهلك وناسك" ؟؟؟؟
ماذا لو حاولنا استبدال تلك العبارات القاسية بعبارات أكثر تهذيبا
لا يتعارض مع اظهار رفضنا لما هو سائد من قيم أو سلوكيات مرفوضه؟؟
فنكتب مثلا : أصلحك الله من مجتمع؟ أو هداك الله من مجتمع؟