Straight Outta Compton...قصة تقليدية مبنية على أساس متين
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
Othman Kuroko

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 70262
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 16954
نائب رئيس نادي الدراما والرومانس
مشرف سابق
Othman Kuroko

نائب رئيس نادي الدراما والرومانس
مشرف سابق
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 70262
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 16954
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 18.3
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 3840
  • 16:26 - 2016/02/10

 

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى

 

إحدى أفلام 2015 والذي أجّلتُه أكثر من مرّة, قررت مُشاهدته لعلّ السنة الفائتة وأعمالها

ترسخ ببالي كما رسخت أفلام تُعدّ على الأصابع فيها , هذا فيلم سيرة ذاتية امتاز بشيء لم

يَعُد متوافراً بكثرة مؤخّرا, إنّه الصّدق, رغم تحفّظي على بعض مُحتوياته

 

 

 

 

 

 

 الكثير من الأفلام التي روت قصص الفنّانين وسيرتهم تختلف عن بعضها البعض باسم بطل الفيلم فقط, الأحداث هي نفسها, أسلوب الإخراج مُتشابه, نصوصها

مُتشابهة, لا وجود لمصطلحي التفرّد أو الصدق في مجرى أحداثها, وذريعة صانعيها دائماً تكون أنها مُقتبسة من أحداث حقيقية, ولو عُدنا إلى الواقع وإلى ما

اقتبسوه عنها لوجدنا أنّ كلامهم يخالفه تماماً, الجميع يعرف أن الفنّانين من أكثر الناس مواجهة للمخاطر والصّعوبات قبل الشُّهرة, و بعد الشهرة هناك

مخاطر تَبِعاتها, وعندما نُشاهد الأفلام التي تجسّد قصصهم يجد المرء نفسه أمام ما يُشبه المَلحمة بدل أن يكون الواقع! ولو رأينا مُخرجاً يتطرّق لمشاكل

النجوم بفيلمه فهو إنّما يمرّ عليها مروراً سطحيّاً لا يكاد يجعلك معه تُحسّ بأن لموضوع الفيلم مشاكل ! فيصير سبب واحدٌ لدى مُشاهد السينما يدفعه لرؤية

هكذا أفلام : أن يكون اسم البطل مُهمّاً له مَيَّالاً إليه, لـعلّ وعــسى أن يجده مُختلفاً مُغايراً لتفاهات حياة النجوم الوردية. إلّا أنّ هذا الفيلم حالة خاصّة, فهو

فعلاً مُختلف, وواقعي للغاية, وبشكل تراجيدي أيضاً

 

سبب مشاهدتي لهذا الفيلم رغم علمي سابقاً بأنه عمل درامي موسيقي هو شيء واحد, موسيقى الراب, لدي ميل لهذا النوع من الأغاني على خلاف باقيها,

تقريباً هو النوع المُفضّل لدي من بين باقي أنواع الغناء, فيه لمسة خاصة من المُؤدّي

 

 

يأخذنا الفيلم لقصة فرقة NWA التي أحدثت ثورة في عالم موسيقى الراب في أواسط ثمانينيات القرن الماضي, مُساهمةً بذلك في نشر ثقافته عالمياً بعد أن

كان وجوده مُقتصراً على أمريكا فقط. سنرى بهذا العمل رحلة الفرقة من القاع إلى القمّة, كيف كانوا قبل تشكيل ما يُعرف بـ"زنوج ذوو موقِف" وهو اختصار

لاسم فرقتهم (Niggaz Wit Attitudes), ثم كيف اجتمعوا وقرّروا توحيد إمكانياتهم من أجل الدفاع عن حقوق فئة السود بالمجتمع الأمريكي, وكيف

ركّزت مُعظم أغانيهم على الحياة داخل أحياء السود الفقيرة

 

 

فيلم الخروج من كومبتون يبدأ بحوارات على راديو الشرطة عن نشاط إجرامي مُحتمل في أحد مناطق لوس أنجلوس, حيث أفادت تقارير عدّة مراسلين

عن زيادة نفوذ العصابات وما صاحب ذلك من عنف وانتشار للمخدرات يهدّد المجتمع الأمريكي. إذاً بمجرد بداية الفيلم, وقبل ظهور أي مشاهد مهمّة

نرى المُخرج وكيف أسّس العُنف و الفوضى بأجواء القصّة, والتي تحيط بشخصيات الفيلم بدورها

 

 عمل كهذا يندر أن تراه بالسينما صراحة, لا أتحدث هنا عن موضوع الفيلم بحد ذاته, بل بطريقة عمل المُخرج عليه, كيف نهج الصّدق وتحرّاه وهو يسرد

لنا قصة الفرقة, مُعاناتها, فرداً بفرد, دون إهمال تفصيل واحد من الأحداث الحقيقية عنها, وهو ما ينساه أغلب مخرجي أفلام حكايات النجوم أو يتناسونه,

فهذا التعبير أصحّ وأنسب, لأن همّهم يكون مُنصبّاً على صنع فيلم سيرة ذاتية بطابع ملحمي قابل للرسوخ في ذهن المُشاهد, عوض أن ينصب همّهم- كحال

مخرج هذا الفيلم- على تقديم قصة حدثت كما هي, مع توظيف ذكائهم في إخراجها, وليس توظيف المُبالغات كأحد عناصرها

 

 بناءً على القصة التي أعدّها "جوناثان هيرمان" بمساعدة "آلان وينكوس" و "س. لي سافيدج", كتب "أندريا بيرلوف" نص الفيلم بالاشتراك مع صاحب القصة هيرمان,

اعتمد الرجلان على القصة الأصلية بشكل خلّاب يثير الإعجاب, فها هما يُغنيان السيناريو من خلالها, حيث كل حدث يظهر إلّا وله أهمّيته, وبذلك لا يُلاحظ المُشاهد وجود

تنازلات على مستوى النص إطلاقاً, بينما يُلاحظ الابتعاد عن المثاليات والمُبالغات, غالبَ الأحيان, والتي كما أسلفت الذكر قد شاعت بهذا النوع من الأفلام. وبابتعاد

الكاتبين عن كلّ ما يُسيء لحكايتهما نرى النتيجة. شخصيات حسنة البناء للمرء حرية تكوين انطباعه عنها, الحوارات والأحداث غنية هي الأخرى دسمة, ولا واحد من

بينهما تقليدي, وحتى لو وُجد فهو غالباً غير مُلاحظ, الفضل في ذلك لروح الدعابة الموجود بين الفينة والأخرى ضمن الحوارات, والتي بدورها تجعل السيناريو دسماً أكثر

 

 

نأتي للإخراج حيث بيت القصيد, مخرج الفيلم هو "ف. غاري غراي", لا أعرف إن كان الرجل خبيرا مُتمرّسا في مجاله أم لا, لكني أجزم أن ما قام به هنا هو إنجاز

يستحق ثناءً لا يُحصى عليه, وكأن الحكاية تعنيه, فيصدق خلف كاميرته عبر مَشاهده, وينجزها بحبّ ووفاء مُجسّداً الأحداث بما يزيد أثرها وجاذبيتها في نفس المُشاهد,

لا شيء مُبالغٌ فيه, لكن ما تراه العين يرسخ من تلقاء نفسه في القلب, وكأنه قرأ القصة الأصلية وبكى بسببها وانطلاقاً من ذلك قرر إخراج الفيلم!

 

يحسن تقديم اللحظات الحاسمة في القصة ويُشعرك بأثرها على مجرى الأحداث, كما و يستغلها جيدا في سرده، بحيث يمزج ذكاءه وإمكانياته الإخراجية مع شغف و

بساطة في صُنع تلك المَشاهد, مثلاً عند مَشاهِد غناء الفرقة سيشعر المُشاهد وكأنه أحد الجمهور الحاضرين بالقاعة, أيضاً يهتم غاري بالروابط بين شخصياته فيزيد

اهتمامنا بها، وما ذلك إلّا نتيجة الصدق والإخلاص لما يقوم به, و يتقن توجيه ممثليه خبيرهم وحديث العهد في التمثيل ليوظف ما يأتون به بحيث يقوي الرابط بينهم و

بين المُشاهد, مع كل هذا التميّز الذي قدّمه المُخرج إلّا أنّني لاحظت شيئاً بشأن بعض المَشاهد, فقد كانت طويلة بسبب لقطات تأسيسية لا داعيَ لها أبداً, وأظنها هي

ما انعكست من خلال مُدّة الفيلم فخرج بعد انتهائه بمدة ساعتين وقرابة نصف الساعة, لكن إجمالاً فغاري قد تألق خلف الكاميرا بوضوح, الصّدق هو ما جعل من

فيلمه ملحمة قائمة بحد ذاتها

 

 

 

أداءات ممتازة جدا من فريق العمل. على الرغم من أن الفيلم تطرّق لقصة الفرقة كاملةً, لكن التركيز الأساسي كان مُتمحوراً حول Eazy-E, ثم Ice Cube و Dr. Dre.

الممثلون الذين لعبوا أدوار هذه الشخصيات هم جايسون ميتشيل, أوشيا جاكسون جونيور (ابن إيس كيوب الحقيقي) ثم كاوري هاوكينز. وعلى الرغم من أنّ كُتّاب النص

قد اتُّهِموا بتجاهل بعض العناصر في حياة الشخصيات الحقيقية, لكن كما سبق وقلتُ فصنّاع الفيلم تجنّبوا تقديم شخصيات ملائكية تخلو من العيوب كما اعتاد مُجسّدو تلك

القصص القيام به, رأيتُ أُمورا مُظلمةً ومكروهة في هذه الشخصيات مما سمح لي بخوض مغامرة داخل أماكن كئيبة لا توجد سوى بعالمها

 

الرائع "بول جياماتي" يتألّق هو الآخر ويقدّم أحد أفضل أداءاته هنا

 

تصوير "ماثيو ليباتيك" جيّد يزجّك في الأحداث من أول مشهد, ثم يسحرك ويبكيك بالكثير منها, موسيقى "جوزيف ترابانيز" جميلة ناسبت أغلب المَشاهد, بل وتنسيك حتى الطويل

منها

 

قبل أن أختم مراجعتي أودّ أن أُشير أن تصنيف الفيلم هو R, وذلك بسبب اللغة البذيئة, العنف, الكثير من العُري والمَشاهد الجنسية, مع ذلك هذا فيلم جيّد تميّز باستناده

لوقائع حقيقية فعلاً, وليس كما ادّعت أفلامٌ تشبهه, لذلك سأمنحه تقييماً مُناسباً من وجهة نظري

 

7,5/10

 

 

 

 Straight Outta Compton...قصة تقليدية مبنية على أساس متين
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©