تتغير الاحوال مع مرور السنين ,الغني يصبح فقير و الفقير يصير غني ,المريض يصير معافى و المعافى يصبح مريضا ,و لا احد منا يعترض ببساطة لاننا لا نستطيع
حينما كنت اصغر سنا كانت الابتسامة ترتسم على شفتاي ,بمجرد ان نجتمع كلنا على طاولة العشاء, نجلس على الزربية, و نتدفى بالمدفاة ,تلتمس ايدينا عندما نمدها كلنا الى الصحن الابيض متوسط الحجم .
كنت اطلق ضحكة عالية ,عندما اسمع احد نكات والدي المضحكة ,تماما كضحكتي عندما ارى اخوايا التوأمان يتشاجران, كانا توأمان مختلفان مما يجعلنا نضحك على اختلافهم الغريب ,الذي يبدأ انطلاقا من شكلهم الى عقليتهم و تصرفاتهم .
كنت اخفي ابتسامتي عندما ارى احد التلاميد يلصق قطعة من العلكة على كرسي الاستادة,و انا اعرف انها لن تنتبه و ستجلس على الكرسي ,و لن تدرك الامر الا عندما يرن الجرس فتحاول النهوض لكن لن تستطيع ,حينها ستحرك نظارتها و تنادي على ابراهيم الذي سيخرج من الفصل دون نقاش.
كان يتعدل مزاجي ,عندما يطرق اخوايا باب غرفتي , و انا علم انهما سيحاولان اضحاكي لانسى ما كان يؤرقني و يعكر صفو مزاجي.
كنت ابكي عندما يخبرنا ابي بانه وقت السفر ,فانا اعلم انه سيغيب طويلا و لن يعود الا بعد عدة اشهر ,فتنهمر دموعي على خداي البيضاوين دون سابق انذار, فاجري الى غرفتي لاخفي حزني ,و كم كنت اتفاجأ حينما اجد ابي و قد تبعني الى غرفتي, فيبدأ بمواساتي و يعدني بانه سيعود ,و يطلب مني ان اختار شيئا ليحظره لي كهدية عندما يعود.
و كم كنت اداكر بجد عندما تقترب الامتحانات ,كنت اقفل علي الباب و ابدأ بالمداكرة, بعد ان اقدم هاتفي و حاسوبي الى امي ,لكي لا انشغل عن الدروس, ما كنت اخرج من الغرفة الا اذا احتجت الحمام ,و الطعام كانت تحظره لي امي .
كنت اتلقى رعاية كبيرة من والداي وقتها, فقد كانت اخر سنة لي في الثانوية ,و عندما دخلت الى كلية الطب لقبني الجميع بالطبية سارة حتى قبل ان اتخرج ,لكن اكتر شيئ ابتسم اذا ما تدكرته هو الحفلة التي اقيمت في المنزل بمناسبة تخرجي ,كانت افضل لحظات حياتي فقد جاء اغلب اصدقائي و لم يغب احد.
كانت دكريات جميلة و لحظات لا تعوض بثمن فهي ما سترسخ في قلوب الناس اذا ما دفنا تحت الارض فعندما نموت ستموت معنا ضحكتنا بكائنا احلامنا صرختنا و سنبقى دكرى عابرة فقط