السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
أعضاء و زوار منتدى السينما العالمية
-----
معظم الأحيان، الأفلام والأعمال التي نشاهدها إما تكون من اختياراتنا أو من ما تفرضه الظروف من إشهار أو إعجاب بممثل أو مخرج أو شخصية ... إلخ
لكن أردت أن أكتب و أشارككم بتقرير عن فيلم لم أكن لأشاهده لولا هذا المنتدى
------
في أحد الردود في استفتاء أفضل فيلم عن الأحلام طرح أحد الأعضاء فيلم
Waking Life

------------------------------------------------------------------------------------------------
الفيلم من كتابة و إخراج ريتشارد لينكلايتر
لينكلايتر الغني عن التعريف طبعا لكن لمن لايعرفه فربما هاته الأسماء سترن أجراسا
Before Sunrise / Sunset / Midnight
Boyhood
Dazed and Confuzed
Slacker
------------------------------------------------------------------------------------------------
أكثر شيء يميز الفيلم هو تصويره كفيلم عادي ثم تحويله بعدها إلى رسوم متحركة
هذه الفكرة ومع أنها ليست جديدة على عالم السينما إلا أنها تجعل من الفيلم تجربة إما جميلة أو تجربة مشوشة بما أن كل شيء بالفيلم متحرك حتى العناصر التي نتوقع أن تكون شاكنة كالشوارع والمباني والأثاث ..إلخ
هذه الفكرة أيضا فتحت إمكانيات وأتاحت خيارات عديدة فنلاحظ من الحين للآخر تجسيد لبعض الأفكار والكلام بطريقة تصويرية رائعة
فنرى مثلا عندما تحدث أحدهم عن الرسائل العصبية وكيق تتكون في الدماغ وتنتشر في باق الجسم، نرى بعض الخربشات و الرسوم في راسه و جسمه
------------------------------------------------------------------------------------------------
الفيلم ليس به قصة محددة ولا يحتوي على عناصر القصة أو العمل السينمائي
الفيلم يتبع الشخصية الرئيسية - وهي شاب لم يعط له اسم - في مايبدو أنه حلم والشخصية مدركة لذلك
كل ما يحدث لهذا الشاب هو عبارة عن محادثات مع شخصيات غير معروفة لكن من الواضح أنهم مفكرون أو أكاديميون أو فلاسفة
هذه المحادثات تدور حول ما يواجهه الإنسان فكريا من بحث عن معنى الحياة إلى تحليل للواقع إلى مواضيع فلسفية أخرى كالحرية واللغة
أحيانا أخرى هذه الحوارات لا تحمل معنى معين وتكون عشوائية لدرجة السخافة مما يجعلك تشك في كل ما قيل وسيقال في الفيلم
إذا أردنا وضع هدف لأطوار القصة فهو محاولة الشاب بدون اسم للتحكم في أحلامه وفي أحد المشاهد يتمكن من ذلك، لكن لايحدث ما قد نتوقعه من انسان له القدرة على التحكم بعالم كل شيء فيه ممكن
بل يكمل هذا الشاب حواره ويحاول فهم نفسه وتفكيره وأحلامه
-----------------------------------------------------------------------------------------------
الفيلم، إن كنت من عشاق الأفلام الفلسفية والحوارية سيبلغ مرتبة عالية في تقييمك وسيجعلك تفكر في أحداثه لمدة و سيجعلك تريد مشاهدته مرة أخرى
والقدرة على التحكم بالأفلام ربما فكرة ساذجة لكن منطقية الفيلم ستحول مخيلتك إلى التفكير بكل ما قد تستطيع فعله لو كان بالمقدور التحكم بأحلامك
-----------------------------------------------------------------------------------------------
عمل لينكلايتر هذا، بما أنه هو كاتبه، غير نظرتي إلى مثل هؤلاء الناس (هو، فينشر، ) الذين جعلوا من السينما ليس مكانا للترفيه واللهو فقط، بل جامعة ومؤسسة تعليمية
لأن السينما ليست فقط ملاحم درامية أو قصص رومنسية ولا هي حصرا صراعات بين الخير والشر