على الهامش
ليست قصة بل مجرد خربشات على الورق
لأنثى هاجمها الأرق
في هذا اليوم تمنيت لو أكون طائر نورس أو فقط عصفورا صغيرا..تمنيت أن املك جناحين و أطير نحو مدينتك و أدق الجرس فتفتح الباب لأكون أول من ترى صباحا ..أغبطكم أيتها العصافير و اشعر بالغيرة منكم.
تلاشت فكرة الأجنحة ..ماذا لو أملك بساطا سحريا كعلاء الدين و أقول له "تحرك أيها البساط و خذني لمدينة اكره كل ما فيها و أحب فقط شخصا هناك سرق قلبي ذات شتاء و سافر ..خذني أيها البساط إلى باريس مدينة الجن و الملائكة و بطريقة سحرية ما أنزلني عند بيته حيث ينام وحيدا بدوني".
عام آخر مضى و أنت بعيد عني و من شرفتي لا أراك في شارعنا و لا اسمع صراخك على كل من يجرؤ على النظر إلى عيوني و لا صوتك يأتيني كل مساء لتطمئن عن حالي فالمكالمات الدولية غالية جدا و أنت هناك عامل بسيط تبدأ حياتك من الصفر و لن أكون متشائمة و أقول من تحت الصفر!
اليوم عيد ميلادك ..يمر الزمن سريعا و نكبر في الفراق أكثر من سنة ..ففي أي عيد ميلاد نحتفل يا ترى معا ..و أي سنة ستجمعنا بعد أن فرقتنا يد القدر ..سنوات و كلما دقت 00 ليلا اتصل بك أهنئك و أتمنى لك السعادة و تفرح كطفل و اترك لك رسالة الكترونية فالخجل يمنعني من قول كل ما بقلبي ..كل سنة يتكرر السيناريو و ابكي دمعتين و انهي الاتصال فأي سنة يا ترى لن أكون فيها مضطرة للاتصال فقط أغمض عينيك و أعطيك هديتي ليلا على ضوء الشموع ..
في الحقيقة بعيدا عن العصافير و الأجنحة كنت عازمة على زيارة فرنسا و في آخر لحظة ألغيت الفكرة ..ليس لدي الشجاعة لأراك و أعود لبيتي دونك ..لدي ما يكفي من الذكريات أنا في انتظار مستقبل لنا و لقاء معك سيكون قاتلا في هاته الفترة لندع المسافات و الظروف تقرر ان كنا سنجتمع فلنجتمع للأبد و أن كان لقاءنا مجرد محطة أخرى فانا مللت محطات الانتظار .
يا سيدي معك وحدك شعرت بالأمان و كل حضن آخر سيبدو جليديا إذا ما قورن بحضنك ..مازالت صورتك و الدموع في عينيك حين كنت في المطار تقتلني و مازالت الأرجوحة التي لعبنا فيها تحكي لي عنك و مازالت شوارع البيضاء تهمس لي و أنا مارة "كم كان يحبك " و أجيبها "مازال يحبني" و مازال بائع الخضر يسألني عنك " ما عاد يأتي ليشتري برتقالا من أجلك كيف حاله يا ترى" كنت أميرتك و دللتني حتى أفسدتني فلم اعد أرى ادم غيرك ..و رغم ظروفك المادية الصعبة كنت دائما تسألني "أتريدين شيئا" ..الفقراء حقا هم أكرم الناس و كلما زادت أموالنا بخلنا بها .
اعترف لك منذ أحببتك لم اعد قادرة على الكتابة عن سواك ..كمدينة احتللت كل شبر في أرضي و صرت أسيرتك بل أنت وطني ..اجل معك أدركت كيف يصير حضن من نحب وطنا و بعدك نخرت الغربة عظامي.
مازلت على الوعد انتظرتك و سأنتظرك و كل ليلة اهمس بكلمات فاروق جويدة " مازال في قلبي بقايا أمنية ...أن نلتقي يوما و يجمعنا الربيع ......