فرح على شفاه الصمت {بقلمي} خاص بمناسبة مسابقة اكتوبر
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
رقية عبد الرحمن

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 8438
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 4319
مشرفة سابقة
رقية عبد الرحمن

مشرفة سابقة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 8438
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 4319
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 2.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 3927
  • 19:09 - 2015/10/13
رجل لايشبه الرجال ،طويل القامة ، ملامحه تتسم بالوسامة ؛ يمر من الشارع المقابل

 لبيتنا كل صباح ،يحمل جريدة، وفطائر يشتريها من المخبز على ناصية الدرب،دوما يدندن وهو في طريقه ، يبتسم في وجه المارة

 هناك من يردها , وهناك من يعبس و في نفسه نوايا سيئة ٱتجاهه..
 كنت  ارى كل هذا بعين فضولية ، اتابعه حتى يغيب ظله عن مرمى بصري;

لا اظنه  كان يحفل بالالسن التي كان اصحابها يتغامزون عليه ,بل اظنه   واثق الخطى ، ينظر من عليائه اليهم بنظرات
تشعرهم انهم اقزام ، فيخرس همسهم المقيت ، بٱبتسامة جوفاء يبث فيها كل وقاره الهادئ ، وشباب قلبه الجميل،

عمي حمزة، هكذا كنت اناديه ولازلت..في حوالي الستين من عمره او اكثر ببضع سنوات؛رياضي البنية ،كانت كل النسوة

 

يتسابقن الى ابواب شققهن حين مروره ، وهذا ماجعله مكروها من بعض رجال الحي
  كان يلمع شبابا ,ووسامة يغار منها ،عارضو الازياء ؛
  أمي إحدى هؤلاء النساء ، ترملت وهي لم تتجاوز السابعة عشر ، لم تبخل علي بحنانها ، ولابعطفها ،بل خاصمت اهلها لكي تكون لي وحدي
ورغم انه تقدم لخطبتها الكتير بعد وفاة والدي الا انها اصرت ان تبقى للوفاء عنوانا لرحيل فاجأ سنين فرحتها وطفلة كانت تنمو في احشائها
وحتى بعد ولادتي ومرور وقت على ارصفة الازمنة المتعاقبة..لم تفكر لحظة في ان تعيش لنفسها الى ان ظهر عمي حمزة
كنت اراها تهرول كلما دقت ساعة مروره ..متأنقة نحو باب منزلنا ، لترد له الابتسامة التي كان يخصها بها وحدها دون نساء الحي ، فكنت أتساءل مع نفسي
ترى هل تفكر  في خوض تجربة انستها الايام انها تحتاج الى رفيق لها في حياتها
 هو اكبر منها و هي لم تتجاوز بعد التاسعة والثلاثين من عمرها ماهو الشيء المميز في هذا الكهل ،يجعل امي تحمر خجلا كلما أهداها ابتسامة على سبيل المجاملة،؟
اتكون تشعر بالوحده رغم تواجدي;
ام ان خطبتي المرتقبة جعلتها تفكر في اللحاق بقطار قد لاينتظرها أكثر؟
لم اكن اريد ان احرجها باي ملاحظة ،قد تجعلها تخجل مني, او تحس اني قد اراها نادمة على انها كرست شبابها لي،
كنت اهديها ابتسامة فوق ابتسامة عمي حمزة ،وانا ارافقه في الطريق ، فكنا نتبادل احاديث عامة ، وكل لحظة اراه يمعن النظر في ملامحي
 كأنه رسام, يحاول ان يختزل كل تقاسيمي داخل مخيلته ,قبل ان يسقطها خطوطا على لوحة يريدها مكتملة ،فكان يثقل الخطوات ،لألتفت اليه وهو مستمر في حديثه لكي لا اقاطعه واتابع سيري..

 هذا التناغم بيني وبينه ،كان يرضي والدتي فأحس بان فرحة ما تتراقص في عينيها الجميلتين ، كلما ٱنتعلنا الطريق انا وإياه الى حدود المخبز..
ٱستمر الحال هكذا ..الى ان عدت يوما من جامعتي ;وجدت امي على غير عادتها  تنتظر امام باب منزلنا وعلى وجهها الجميل ،
اطياف فرح ،بلهفة جذبتني نحوها وعانقتني، كنت متفاجئة والاستغراب يسبق دهشة عيوني

اليوم سياتي حمزة اقصد عمك حمزة الي بيتنا

قالت هذا وهي تداري توردا على خديها بيديها المرتبكتين ثم اضافت لقد جاء خالك بدر الدين ليكون معنا ..
خالي يعمل استاذ جامعي يصغر والدتي بحوالي ثلاث سنوات،حين دخولي للمنزل كنا نتهامس انا وهو ونبتسم خفية عن أعين والدتي المرتبكة، التي تتطلع نحو الباب كلما،اقتربت عجلات سيارة من حينا ..


وصل أخيرا عمي حمزة كان انيقا فوق العادة يحمل باقات ورد منتقاة بعناية فنان وعلبة كبيرة من الشكولاطة ، وهدايا ملفوفة بجمال وروعة ،
اخذت منه كل هذا ;قدمت له خالي ;دخلا معا إلى الصالة وتركتهما يتكلمان على انفراد..
وذهبت نحو المطبخ اعد الشاي,
بعد برهة خيل الي اني اسمع ارتطام شيء وقع على الارض

خرجت مسرعة لأرى ماذا وقع
وجدت خالي يرغي ويصرخ, وأمي ترتسم على ملامحها علامات تمتزج مابين حسرة وسكون ورأيت شفتيها ترتجفان بغضب ساكن
الكل نظر الي لحظة خروجي من المطبخ
 
نظرت اليهم بدهشة كبيرة وانا اتطلع في وجه كل واحد منهم عساه يرد على تساؤلي الصامت
اسقط خالي قبضته  من على عمي حمزة وهو يقول لي:
أسمعينا زغرودة ياعروسة

 فرح على شفاه الصمت {بقلمي} خاص بمناسبة مسابقة اكتوبر
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©