السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أهلا بمحبي السينما وروّادها, في موضوع آخر من مواضيعي, أو بالأحرى مراجعة بسيطة سأحاول من خلالها تعريفكم بفيلم أعجبني
هذا الفيلم ومنذ شاهدته على التلفاز لأول مرة وأنا أتمنى الحديث عنه مجددا, فيلم ممتع ومشوق من البداية حتى النهاية
لنبدأ على بركة الله

الفيلم: Sunshine
إخراج: داني بويل (2007)
بطولة: سيليان مورفي, روز بيرن, كريس ايفانز
صفحة IMDB للفيلم : http://http://www.imdb.com/title/tt0448134/
نوع الفيلم: مغامرات, خيال علمي, إثارة
قصة الفيلم
في سنة 2057, وبعد أن بدأ نور الشمس يخبو واتضح أنها تحتضر, تم إرسال رواد فضاء دوليين للقيام بمهمة خطيرة وجنونية
تتمثل في إعادة شحنها بالانشطار النووي عبر إلقاء قنبلة نووية داخلها

الشمس, هذا النجم الساحر الذي لطالما أبهر مرآه البشرية, لدرجة عبادته في بعض الثقافات القديمة وعلى رأسها مصر القديمة!, وقد تمثلت
تلك العبادة في اعتبارها إلهاً يرمز للقوة ويمنح الحياة والطاقة للإنسان ولغيره من الكائنات, وهذه الفكرة تم تناقلها عبر الأجيال والعلم الحديث
قد أثبت صحتها وأن نور الشمس وأشعتها هي السبب الرئيسي في التغيرات التي تحصل على الأرض من ظواهر جوية وغيرها, إضافة
لأثرها في عالم الأحياء فهي تعتبر من العوامل الأساسية لاستمرارية الحياة على كوكب الأرض, وضرورتها تعادل ضرورة عناصر الحياة
الأساسية كالماء والهواء....
وفي الفيلم الذي أكتب لكم عنه, بقاء نور الشمس هي الغاية من كل ما سيقوم به أبطاله وما هم مستعدون لمواجهته من أجل أن يتحقق
هناك مخاطر وعوائق كثيرة بانتظارهم ولكن الهدف الذي يسعون لتحقيقه لابد أن يحصل في النهاية مهما يكن الثمن المُقدّم وراءه
وصاحب هذا الفيلم ليس سوى داني بويل Danny Boyle, مخرج تحفة Trainspotting والتي توازي تحفة Requiem for a dream قيمة وفكرةً
طاقم التمثيل

روبرت كابا ويلعب دوره النجم سيليان مورفي, هو فيزيائي ذو خلفية ملحدة, اختصاصه المادة المظلمة وأسرارها Dark matter
ومشروع إكاروس Icarus project (المهمة المتعلقة بإعادة شحن الشمس), عندما كان روبرت بعمر السابعة عشر كتب ورقة وقدمها
لأشهر المجلات العلمية الأمريكية, وقد كانت تلك الورقة مساهمته في فهم المادة المظلمة, وبالتحديد حول نظرية عن طريقة مخطّطة لإطلاق
طاقتها, على الرغم من أن نظرية المادة المظلمة تقدمت بشكل ملحوظ, فقد تم اعتماد نظرية روبرت في بنية المبدأ الذي تكونت منه القنبلة
النجمية التي سترسل للشمس في مهمة إيكاروس

مايس ويقوم بدوره النجم كريس إيفانز, هو مهندس. تتسم شخصيته بالواقعية والأخلاقية والإلتزام, ولديه سعة حيلة تمكنه
من التعامل بشكل منصف و متماسك مع الأوضاع الصعبة والمعقدة

كايسي وتقوم بدورها الممثلة روز بيرن, هي طيّارة السفينة الفضائية بالفيلم, اختيرت روز لهذا الدور من قبل المخرج لأداءها الرئع في
فيلم Troy 2004 وأداءها بهذا الفيلم كان رائع أيضاً وبمثابة نجاح آخر يُضاف لقائمة النجاحات في مسيرتها الفنية, وصفت روز
شخصيتها بSunshine بأنها :" أكثر عضو عاطفي داخل طاقم المهمة "
هذه هي الشخصيات المحورية بالفيلم, والشخصيات الأخرى لا يتسع المقام لذكرها جميعاً لذلك سأمرّ عليها بشكل عابر
- سيرل ويقوم بدوره الممثل كليف كورتيس
- هارفي ويلعب دوره تروي غاريتي
- كانيدا ويلعب دوره النجم الياباني الرائع هيروكي ساندا
- تْري ويلعب دوره الممثل بينيدكت وونغ

تحليلي الشخصي للفيلم
هذا الفيلم رائع جدا ببساطة من ناحية كل شيء, الأداءات...الفكرة...القصة ومجريات الأحداث, كل شيء كان متكاملاً وكأن فريق العمل
تعاونوا فيما بينهم على نجاحه وخروجه بأبهى حلة ممكنة, أنا شاهدت هذا الفيلم للمرة الأولى على التلفاز, وبالتحديد على قناة MBC2, في
بعض المشاهد بدا لي كفيلم رعب بسبب بعض لقطات الإثارة الحابسة للأنفاس فيه, ولذلك لم آخذ فكرة عامة عن محتواه أو فكرته لا سيما
وأنني شاهدته أول مرة وأنا في سن صغيرة, لكن وبعدما أعيد عرضه مرة أخرى بعد سنين على نفس القناة, ترابطت أحداثه داخل عقلي
وفهمت المغزى من تحفة داني بويل الجديدة
الفيلم ينتمي لصنف الخيال العلمي, وتدور أحداثه في مستقبل ليس ببعيد عنا, حيث تبدأ الشمس بالخمود ويقل ضوءها تدريجيا, واضعة
الأرض في حالة شتاء شمسي. إذا لم يفعل أحد شيئاً تجاه الشمس, فهذا العصر الجليدي الجديد سيؤدي لانقراض الجنس البشري من
على وجه البسيطة !
الحل الذي تم ابتكاره يتضمن الطيران بقنبلة نجمية, مع كتلة تعادل مدينة مانهاتّن, إلى الشمس حيث سيتم إلقاءها على النجم, على أمل
تجديد كرة اللهب في مركز نظامنا الشمسي.
سيتم إيصال القنبلة بواسطة سفينة تحمل طاقم مكون من 8 أشخاص وقد أُطلق عليها اسم Icarus, وقد سمّيت بهذا الإسم على خلفية
شخصية الميثولوجيا الإغريقية الشهيرة الذي حاول الهرب من جزيرة كريت عبر أجنحة من الريش قام بالصاقها بجسمه بواسطة الشمع
ايكاروس شعر بحماس كبير ينتابه بعد نجاحه بالهرب فتجاهل نصيحة والده بشأن عدم طيرانه عاليا حتى لا تُذيب الشمس أجنحته وهو
ما حصل له فعلاً فسقط في البحر وغرق, سيبدو هذا الإسم مناسباً للمهمة بالفيلم, ولكن صدّقوني هو ليس أفضل اسم ايجابي ليمنح للسفينة
التي تتمنون أن تنقذ الأرض
ايكاروس لم تسلّم شحنتها المتفجرة. فُقد الاتصال مع السفينة وفُقدت هي كذلك, في مكان ما في الفضاء الواسع, لسبعة سنوات !
الفيلم يركز على المحاولة الثانية, مهمة ايكاروس 2. وهذه هي آخر فرصة, لن تكون هناك محاولة ثالثة في حال فشلت ايكاروس 2.
كما كان الحال مع أول مهمة, فمسؤولية ثقل إنقاذ العالم تقع على عاتق طاقم مكون من 8 أعضاء والذين سنعيش معهم بالفيلم لمدة 16
شهر في رحلتهم. هناك 55 مليون ميل بين الأرض ودخول منطقة الاتصالات الميتة, حيث لن يكون للطاقم اتصال مع أحد في الموطن
(الأرض) لبقية الطريق نحو الشمس

راوينا بالفيلم هو الفيزيائي روبرت كابّا, والذي يخبر عائلته في آخر إرسال منه إليهم كيف يعرفون إن كانت المهمة قد نجحت أم فشلت :
بما أن الضوء يحتاج ثماني دقائق ليسافر من الشمس وصولاً للأرض, الإشراق الإضافي يجب أن يُلاحَظ خلال ثماني دقائق بعد إيصال
الشحنة المتفجرة إليها. " إذن لو استيقظتم في يوم ما وكان واضحاً أنه يومٌ جميل, فستعلمون أننا نجحنا "
بقية المشتغلين على متن ايكاروس 2 من ضمنهم الكابتن, الملاح, الطيار, المهندس, مسؤول الاتصالات, عالمة الأحياء التي تهتم بحديقة
الأكسجين في السفينة, والدكتور. قام الفيلم بعمل أكثر من رائع بشأن تعريفنا بكل شخصيات الفيلم وأي نوع من الناس يكونون, والأدوار
كانت فخمة بفضل طاقم التمثيل الرائع والمنسجم بكلٍّ من سيليان مورفي, هيروكي سانادا, بينيديكت وونغ, روز بيرن, كريس ايفانز, تروي
غاريتي, ميشيل يوه, وكليف كورتيس
شخصيتي المفضلة بين المجموعة هو كريس ايفانز بدور مايس, والذي كان مستعدا لاتخاذ قرارات قاسية وتضحيات ضرورية ليتأكد أن
المهمة تسير في المسار المقرر لها والذي يصبّ في مصلحة البشرية على الأرض
حتى لو كانت لدي بعض الانتقادات على نهاية الفيلم فأنا ما أزال أعتبره فيلماً رائعاً وتحفة قيّمة احتوت على أفكار عظيمة وواعدة للمستقبل, إضافة
لأكثر شيء أعجبني وهو المؤثرات البصرية المذهلة به, كانت ببساطة ساحرة وكأنك ترى الشمس والكواكب عن قربٍ حرفياً
التقييم الشخصي 8,5/10
إذن إلى هنا أنهي موضوعي البسيط, ولم أطرح بقية أحداث الفيلم حتى لا أحرق على من لم يشاهدوه بعد, أتمنى أن ينال ما كتبته إعجابكم
ونلتقي في موضوع آخر
أخوكم عثمان