حتى بعد مرور قرابة الأربعين عاما على خروج سائق التاكسي الى الحياة فــ لا يزال المشاهد يقف عاجزا أمام فهم واستعاب المحتوى الكامل للفيلم وذالك يتجلى في براعة كتابة وتصوير الفلم، فعبقرية المخرج مارتن سكورسيزي وفهمه لمعنى ومحتوى البناء المحكم للكاتب بول شرادر استطاعت أن تعرى الشارع النيويوركي القذر بطريقة بشعة، وليست الصراحة وحدها من جعل الفلم خالذا وعظيما بل هناك سببان أيضا، أولهما الأداء المذهل للمثل روبرت دينيرو فالمفتاح الرئيسي لفهم رسالة الفلم ستأتي من خلال أداء المخضرم دينيرو لدرجة اعتبره بعض المشاهدين بطلا يجسد ما بداخلهم، أما السبب الثاني فهي موسيقى بيرنارد هيرمان فمشاهدتك للفلم لن تمر مرور الكرام بدون ملاحظتك لقوة الموسيقى والتي تساعدنا على فهم القصة بطريفة أو بأخرى.
فلم سائق التاكسي علامة فارقة في تاريخ السينما وأمريكا خاصة حائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1976 بالأضافة لترشيحاته الأربعة لجائزة الأوسكار جعلته بكل بساطة واحدا من أعظم الأفلام حسب الجمهور وحتى النقاد وتم اختياره من قبل مكتبة الكونجرس الأمريكية من أجل حفظه ضمن سجل الأفلام الوطنية لكونه أثر حضاري و تاريخي.