الســــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنادي واسعة العينان جميلة حد الهذيان فارعة الطول انيقة الملبس في المرحلة الأولى من كلية الاقتصاد عالم غريب دخلت إليه بكل المسميات انتهت مرحلة التفرد بثانوية خاصة للبنات لا اختلاط مع الجنس الآخر تجولت في أقسام المجمع وهي منبهرة وفي أحضانها غبطة سعيدة ومشاعر كله فرح. دخلت أولى محاضراتها وهي ملهوفة حتى تسمع كيف يشرح الأستاذ المادة وفي مخيلتها حوار هل سيكون شرحهُ مفصل للمادة أم سيختصرها للجميع ويلقي التحية ويخرج كما في الأفلام والمسلسلات. شعور جميل كان يراودها منذُ اللحظة الأولى واستمرت مرتاحة كثيراً ، شاءت الأقدار ان ترتمي عينها عن طريق الـصدفة لترى من يحدق فيها عن كثب لـ شاب لطيف ذو اناقة جميلة لـمظهرهِ الخارجي عطرهُ يسحر وينعش كان معها بنفس المرحلة في القسم. كان أسمعهُ علي تعرفت على أسمه بنفس اللحظة التي وقعت عينها عليه حيث ناداه صديقُ له يدعى محمود أنت هنــا وانا انتظرك بالكافيتريا وأخذ يجر بيديهِ ويحاول أن يمضي به علي وكأنهُ غاب عن الوعي ولا حركة لهُ عينهُ تترقب هنادي وفي الذهن ألف سؤال عنها. انتهت تلك الصدفة وقلب هنادي مرهف لا يعلم لما يرتجف وهل ما حصل خيراً أم العكس أنتهى اليوم وتلتهُ أيام أخرى والوضع مستمر لحياة هنادي لا جديد فيها تحاول ان تثابر لتنجح . علي لم ينسى تلك النظرات التي آسرة قلبهُ من لحظة واحدة ولم يعرف ان الحظ يجمعهُ فيها بنفس القسم فقط لو أنتبه للمدرجات الخلفية أيام وتلتها أيام وإذا بالصدفة تجعل علي يغير مكانهُ ليبتعد عن ثرثرة زملائه ليكون القدر مخبئ لهُ أجمل فرصة ليكون أقرب ممن آسرة لهُ قلبه من ايام ولم يعرف عنها سوى انها طالبة بالمجمع. صعد الى المدرج وما يبعدهُ عنها فقط زميلة كانت حاجز غير مقصود بينهم حاول مراراً ان يلفت أنتباهها وأخيراً وليس آخراً انتبهت لهُ هنادي وصارت دقات قلبها تنتفض وتسمعها حتى زميلتها وشعرت بـرعشة بيديها وهي تعطياها القلم الذي طلبهُ منها علي الذي بدورهِ حاول لفت الانتباه ليس إلا . هنادي تفضل علي شكراً لكِ ولذوقك _الصمت كان جميل وفيه ألف كلمة بـنظرة متبادلة ولكنها مسروقة بخوف كبير من أن ينتبه لهم أحد. انتهت المحاضرة وبدأت أجمل رحلة لقلبين جمعتهم نظرة صادقة محلقة فيهم لأحلام وأماني شتى. مرت أيام جميلة بمرحلة الاولى من العام الدراسي لهما كانت تجمع علي وهنادي أجمل علاقة حب وفيهـا أروع صدق ووفاء مضت المرحلة تلوا الاخـرى وهم معاً يخططون لمستقبلهم الواعــد حتى أوشكوا على التخـرج وهم يتخيلون كيف سيكون ذلك اليوم وتجمعهم صورة واحدة وبدلة لزي التخرج الجامعي وفي يديهم شهـادة تقرر مصيرهم الأجمل، فرحة وخطوط واضحة الخطى لمستقبلهم معاً. لم يتبقى إلا القليل شهـر أو بضعة اسابيع حيث قرر علي التقدم رسمي لخطبة هنادي وتبدأ رحلة لحياة جميلة يتوجها الصدق بالحب والإخلاص على حين غفلة من الزمن أختفى علي من الكلية ومن المجمع بأكمله كانت هنادي قد اعتادت انتظاره أمام باب القسم لتدخل وهي معهُ يداً بيد انتـــــــــــظرت حتى دخل أخر طالب وطالبة ولم تظهر لهُ أي ملامح ولم تراه انتظرته كل اليوم وبدا القلق واضح على تعابير وجهها بشكل كبير ماذا تفعل ومن تسأل عنهُ وكل زملائهِ بالقسم لا يعرفون عنه إلا انهُ طالب وزميل معهم بالقسم. أيام وليالي مريرة مرت على هنادي لا تعلم كيف تقضي أوقاتها في غياب علي كل شيء بات امام عينها باهت بلون رمادي حتى يوم التخرج لم يكون سعيد بالنسبة لها . عام كامل مضى وعلي لا خبر عنه في هذا العام تقدم لخطبة هنادي من اكثر من رجل وهي تجيد الرفض وباحتراف إلى ان باتت والدتها تتساءل وأخوتها وحتى أبيها ما سر ذاك العناد والرفض _اضطرت للموافقة على رجل يمتهن مهنة يدوية وكان ذو حال ميسور جداً مما جعل والديـها يصرون على ان توافق عليه وبالفعل كانت موافقتها وحاولت ان تنسى كل الماضي وتوكل آمرها الى الله في ما خسرت من حب جميل. عاشت أوقات جميلة بأشهر الزواج الأولى إلى أن تكللت هذه الاوقات الجميلة بأن يبشرها الطبيب بانها ستنجب طفلاً بعد كم شهر كانت سعيدة لدرجة الأغماء عند سماع الخبر واحتضنت زوجها ماجد بقوة سـ أصبح أم وانت أب كانت تحسب الايام لمرور الأشهر لتحتضن طفلها بين ذراعيها وتغدق عليه من حنانهـا كانت تسأل والدتها عن اشياء كثيرة تخص الطفل وكيف تكون تربيتهِ ماجد جاء مرهق من العمل في يوم من الايام ودخل ليرتاح من العناء وإذا بـ جواله يرن رنين متواصل لم يريد أن يجيب على الاتصال بأول وهلة لكن لما رن كثيراً فتح الخط وسمع خبر أنساه حتى التعب ونهض من شدة الفرحة يصرخ هــــنادي هنادي يا وجه الخير تعالي أريد أن أقبل الطفل ببطنك فهو وجه الخير علينا جميعاً أبن خالتي خرج من المعتقل ولابد من زيارتهم الليلة لنبارك لهم ولنسلم عليه ياه كم انا مشتاقة لأخي وصديق الطفولة ابن خالتي ما هي إلا ساعت انتهت وكان ماجد وهنادي امام بيت خالتهُ ودخل مسرعاً حتى نسي أن يقول لهنادي تفضلي . _أخذ ماجد أبن خالتهُ بالأحضان وهو يبكي فرحاً وكانت هنادي تهم بالدخول مباشرةٍ من خلف ماجد ، وإذا صدمة العمر التي لم تتوقعها بالمرة علي أبن خالة ماجد أجهشت بالبكاء امام الجميع والكل يضنها من الفرحة تبكي . ـتعجب علي ما الذي تفعلهُ هنادي مع ماجد ! _ما هي إلا ثواني قام ماجد بتعريف علي على زوجتهُ هنادي وام طفلهِ القادم بالطريق بعد أشهر . علي وعينهُ غرقة بالدموع وصوت مرتعش خائب أهلاً بكِ أخت هنادي مبروك الزواج ولو أنها متأخرة. _هنادي الله يبارك في عمرك والحمد لله على سلامتك . زال تعجبها من فترة غيابهِ المريرة ، لأنهُ خذلها بوعدهِ وهو خلف القضبان الغاصبة. كانت نهاية مؤلمة وبداية موجعة لقلب هنادي كيف ستزورهم مستقبلاً أو يزورهم علي بما أنهُ صديق ماجد الحميم هل تطلب الانفصال عن ماجد لأجل علي، أم ترضى بما قسمهُ الله لها أيام وليالي تبكي بحجج كثيرة امام زوجها ماجد إلى أن ارتأت إلى أفضل نهاية تنسى الماضي بما فيه وتبقى السيدة المحبة لزوجها أب لـأطفالها مستقبلاً لتحيا الحياة الأمثل وأن كل شيء بيد الله وأنهُ أضحك وأبكى فليس كل ما يريدهُ الإنسان يدركهُ ولكنها سجدت لله ترجوه أن تزلزل القضبان على كل من ظلم كائن أو أنسان وفرق تواصل الأهل والخلان.
الإهداء إليكم جميعاً <<حكايتي يا أخواني حدثت وستظل تحدث بين الآن والاخر وأتمنى أن ينتهي الظلم بين بني البشر وتكون حياتنا مقدسة خالية من الأحزان والوجع>>

|