الــجــو جــمــيل جــدا..
وأجــواء الــفــرحــة بــادية عــلــى وجــوه كــل الــمعــازيـم..
كانت تبتسم بحماس زائد وهي تلتفت يمينا وشمالا ،تحيي هذا ، وترد على ذاك ، وتقبل خد هذه ..
كلهم من اهل عريسها ..لا احد من افراد اسرتها حاضرا معها..
كانت بفستانها الجميل الذهبي اللون ،ذبذباته تعمل صوتا هادئا ، كلما قامت بحركة ما، وهذا ماجعل منها محط انظار كل الحاضرين ..
في هذه اللحظة نظرت اليه بالذات ، ٱبتسمت رجل وسيم وذكي و له ثروة طائلة
امانيا رجل الاعمال المشهور ،تذكرت وهي تنظر اليه ،كيف لفت خيوط اللعبة حوله ليكون فارسها وتكون نصفه..
لم يسبق له ان عرف الخوض في مجال العلاقات عبر النت ؛لكن فاجأه صديقه يوما ،بإعطائه ناديا للتواصل
الاجتماعي ، مخبرا اياه ان هناك فتيات جميلات عساه يجد ضالته، ويكمل نصف دينه، ويرضي والدته التي تلح عليه دوما.
أحمد سرح تفكيرها بعيدا حول هذه الشخصية المركبة
صديق زوجها الوفي منذ اعلن خطبتهما وهو يتكلم عنه بكل الاحترام والحب ،
ابتسمت في هذه اللحظة ،كيف وافقت على ان تلعب هذا الدور الخسيس
....لكن توقف تفكيرها وشعرت بخوف كبير.
.خوف جعلها تتذكر ،انها مع عصابة منظمة ,لاترحم
فلو رفضت لن يكتفوا بنشر غسيل يصنعوه هم انفسهم وتكون هي محوره
بل سيتعداه الى القتل ...
أمانيا؛تمتمت بٱسمه ..من كان يقول ان انسانة مثلها ,اتت من الجنوب ,بحثا عن الشهرة والاضواء في عالم تحكمه
العلاقات والسياسة والمال وأشياء أخرى ......قد تكون يوما زوجا لهذآلرجل؛ عضت على شفتها السفلى ;وهي تتذكر كيف عملت لنفسها إسما بين أناس لاترحم
وكيف وصلت إلى فرض عملها بجهد ووتضحيات كثيرة،نظر اليها في هذه اللحظة زوجها ليقطع حبل تفكيرها ؛
بادلته النظرة.. وٱبتسامته أوحت لها انه يريد التنصل من كل المعازيم ليكون معها ، ردت له ٱبتسامته بٱبتسامة قرأ هو فيها ،
أنها سعيدة كونه محاط بكل هؤلاء الناس وهي بعيدة عن يديه..أخذه احد الضيوف لتعود هي مع افكارها.
كانت تعرف من يكون؛ لكن لم تقترب منه
راته في تلك الحفلة الخاصة ،التي قامت باحيائها سفارة احد البلدان.
كان انيقا وجذابا ،لكنه لم يلتفت ناحيتها ،ولا هي اعطته تلك الفرصة لكي يراها.
انتهت الحفلة وعادت الى بيتها الجميل
وفتحت النت واخدث تنقر على صفحة
معينة ;هنا كانت البداية..
لم تكن صورة له ولا لها في المكان ,رغم ان من بين شروط ذلك النادي ان تكون الصور صور الاشخاص الحقيقية.
اعجبه نقاشها واعجبه حوارها معه;
كانت تبتعد بذكاء عن الخوض في تفاصيلها الخاصة, بها كنوع عملها, ومكان سكناها,
وهو يجيب على اسئلتها بطيبة ,لكنه اجاب باقتضاب حول عمله
كان يعرف بحكم ثروته الضخمة ؛ان هذا النادي الشبكي لايمكن ان يلجه اي كان،
لان الاشتراك فيه كان يفوق مرتب عميد كلية ؛ولهذا كان مطمئن من انها ليست باحثه عن ثروة،
ولا مستواها التقافي ضيق بحكم نقاشهما
فلم يعر اي انتباه للاضافات التي كانت تاتيه من اخريات
ملكته بحوارها الجميل
ولم يطلب صورة لها ,ولكي لايعرف بانها تعرف من يكون وماذا يفعل
طلبت منه صورة
فرد عليها وهذا كان من ضمن ما اخبره صديقه ان لايعطي صورته الا بعد مده معينة
اجابها مرة تانية لكني سعيد بالكلام معك آنستي
اقفلت حاسوبها
اغلق جهازه ايضا وحاول ان ينام.
كانت تريد ان تستحم حين سمعت رنين الهاتف
ابتسمت قبل ان تر من يكون على الطرف الآخر؛وردت على المهاتف بجملة واحدة : نعم قد تم !
وأقفلت الهاتف..
استيقظ امانيا على تكتكات الجمر المتبقي في المدفأة ؛فتح عينيه بصعوبه؛ ادار وجهه في المكان ؛تذكر حديثه الذي دار مع زائرته الافتراضية؛
ابتسم ؛وفتح الشراشف من على النوافذ ؛ليرى ان الجو كئيب ؛عكس مايختلج في فؤاده ،من تفاؤل ويوم جميل،
فتح هاتفه وطلب رقم والدته
وقال لها:
ماكنت تصرين عله قد افاجئك به في الايام المقبلة،
ابتسمت والدته في الطرف الآخر وقالت له:
فقط كن سعيدا
لا اريد ان يغيب وجهي دون ان ارى من يناديني بجدتي.
وانتهت المكالمة.
اقترب من مكتبه الصغير الذي عليه حاسوبه؛رأى ان له رسالة ،
فتحها بسرعة وهو يمني النفس ان تكون من زائرته ..
وجد :صباح الخير أتمنى ان تكون زارتك في منامك أحلاما جميلة .
أجاب بسرعة لكي ، تعرف انه متواصل:
صباح الخير؛ نعم كانت جميلة.. طلب بسرعة رقم هاتفها وأعطته له بعد تردد متعمد.
وهنا توقف حبل تفكيرها لتعود وسط اجواء الحفل.
كان يقترب منها ليقدم لها صديقه الوفي وكاتم اسراره ،
ابتسم امانيا وهو يقول :
اقدم لك صديقي واخي احمد.. كان مسافرا خارج الديار ؛ لهذا لم تريه في الفترة الماضية..
ابتسم احمد وهو ينظر اليها مادا يده نحوها : هنيئا لكم ..وزواج مبارك واخيرا وجد امانيا هذا العازب الشهير من يدخله في القفص .
ضحكت وهي ترد:
مرحبا بك معنا وسعيدة بالتعرف عليك اخيرا .
وفي هذه الاثناء تقدمت سيدة جميلة في منتصف الستينات
وهي تخاطب احمد ..
معك حق وجدت من تدخله للقفص
متى نراك انت ايضا مقبوض عليك بفتاة جميلة كجميلة
ثم نظرت اليها وهي تبتسم وتقول له الست معي في انها تشبه ٱسمها كثيرا احمد؟؟
تطلع اليها واجاب نعم خالتي كنتك جميلة هي جميلة جدا ..
ٱستأذنت منهم لتذهب للحمام لتعدل زينتها
وهنا رأت نفسها في المرآة
بعد ان اقفلت عليها الباب ،ماهذا ياجميلة لماذا انت بذا القبح كله
هربت من حياتك الماضية ، لتبني سورا من إسمنت يفصلك عن ذلك العالم
وحين وجدت شخصا يحبك آمن بك بقدراتك وبحبك الوهمي تبيعينه
لتشتري مجدا من دم
أزيلي قناعك عنك! كانت تخاطب نفسها ودموعها تسيل
لم تدر هل هي دموع الندم ام انها احست بان هناك مايربطها بزوجها اكثر من العقد الذي
وافقت على ابرامه على نسف، امانيا مهنيا ..
مسحت دموعها واعادت زينتها وخرجت من الحمام قاصدة غرفة نومها ،لوحت بيدها لزوجها وهي تعبر المكان رد عليها بلطف..
صعدت الدرج ووصلت الى باب المكتب ،نظرت اليه والى باب غرفتها
وقالت من هنا بداية النهاية لامانيا ومن هنا بداية زواجي وموتي
اغمضت عينيها ودخلت غرفة نومها .....