من إعداد :
أخيكم ومحبكم في الله هشام قلوبي الرباطي المغربي Hicham Kalloubi
يسألكم الدّعاء.
رابط جميع المواضيع:
نصائح موجّهة لمن ينتظر ظهورCut-off Number عبر Visa Bulletin الخاصة به على مدى الشهور.
هذه المقالة كانت عبارة عن تعليق نشرته في بعض المجموعات الفيسبوكية لما أُعلن عن الرقم 32.700 لشهر ماي سنة 2015، فانزعج لذلك عدّة إخوة وأخوات فائزين، وبعضهم تلفّظ بكلمات غير لائقة تعبّر عن تسخطهم وتضجرهم، فارتأيت أن أكتب موضوعا حول هذا الرقم غير المنتظر من طرف الجميع والذي ينقص رقم السنة الماضية ب 5.200، حيث بلغ العدد: 37.900 لشهر ماي سنة 2014 ، و 43.400 لشهر ماي سنة 2013.
فكان ردّي بطريقة مخالفة للطريقة التي اعتادها القراء الأعزة لمقالاتي.
أقول:
أظن أنه ليس من الحكمة والرشد الإفراط في الجزع حول هذا الرقم من حيث الزيادة والنقصان، لأنه خارج عن إرادتنا، فالأمر متعلّق بأشياء تقنية وإدارية خاصة بمصلحة الهجرة، فينبغي بالاشتغال بما هو مطالب به منك، ويسمى ب: واجب الوقت.
****
إن أولّ سؤال يجب طرحه:ماذا يجب أن أقوم به على المدى القصير، والمدى المتوسط، والمدى البعيد؟
لا ننشغل بما هو مضمون لك وآتٍ لا محالة بما هو متعلّق بك من بذل الجهد واستفراغ الوسع في طلب واكتساب ما هو مطلوب منك فعله وإنجازه واستكماله وتهييئه وإتقانه.
قال العارف بالله ابن عطاء السكندري رحمه الله في الحكم العطائية:
"اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك."
وما دمنا في هذه الحياة فإننا دائما نتوقع حدوث ما لم يكن في الحسبان من سيئ إلى أسوء، لذا ينبغي التمسك بحبل الله المتين والتيقن أنّ ما أصابنا لم يكن ليُخطئنا، فهو قدر الله وقضاؤه الذي ينبغي التفويض والتسليم المطلق له، وحذارٍ من التلفظ بكلمات ضرُّها أكثر من نفعها.
قال العارف بالله ابن عطاء السكندري رحمه الله:"لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و واجب نعتها. "
فانتظار الفرج عبادة، والدّعاء والإلحاح فيه مخُّ العبادة، فلنتوكل على الله ونستعن به سبحانه على قضاء حوائجنا، ولا ننس الدعاء لجميع إخواننا وأخواتنا بتيسير الأمور وفرجها، ورفع الشّدة والضيق وحرجها.
قال العارف بالله ابن عطاء السكندري رحمه الله في الحكم العطائية:"ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، و لا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك. "
قال تعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الدعي إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلّهم يرشدون"
قال تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" سورة النساء، وقال تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون" سورة البقرة
*****
أتفهم أن سبب العجلة والتسرع لبعض الإخوة والأخوات هو ما يعانونه من ضيق المعيشة والغلاء وعدم وجود عمل شريف يناسب مستواهم العلمي، وكذا الضغط النفسي والمعنوي السلبي، وعدم وجود رؤية واضحة للحياة في هذا البلد بما تقتضيه من كرامة في العيش، والظلم والتعسف والقهر الذي نعاني منه جميعا.
فنسأل الله تعالى أن يفرج همّ المهمومين وأن يجعل لنا من كل ضيق مخرجا ومن كل همّ فرجا ويرزقنا من حيث لا نحتسب، فإلى الله المشتكى والمفزع
يَـــا مَـــنْ إلَـــى رَحْـمَـتِـهِ الْـمَـفَرُّ وَمَــــنْ إلَــيْــهِ يَـلْـجَـأُ الْـمُـضَّـطَرُ
وَيَـــا قَــرِيـبَ الْـعَـفْوِ يَــا مَــوْلاَهُ وَيَـــا مُـجِـيـبَ كُـــلِّ مَـــن دَعَــاهُ
بِــكَ اسْـتَـغَثْنَا يَــا مُـغِيثَ الـضُّعَفَا فَـحَـسْـبُنَا يَـــا رَبِّ أَنـــتَ وَكَـفَـى
وَالأَمْــــــرُ كُـــلُّـــهُ إلَـــيْـــكَ رَدُّهُ وَبِـــيَــدَيْــكَ حَـــلُّـــهُ وَعَـــقْـــدُهُ
وَقَــــدْ بَـسَـطْـنَـا أَمْــرَنَــا لَــدَيْـكَ وَقَــــدْ شَــكَـوْنَـا ضَـعْـفَـنَا إلَــيْـكَ
فَـارْحَـمْنَا يَــا مَـن لاَ يَـزَالُ عَـالِمًا بِـضَـعْـفِـنَـا وَلاَ يَـــــزَالُ رَاحِــمــاً
وَانْـظُرْ إلَـى مَـا مَسْنَا بَيْنَ الْوَرَى فَـحَـالُـنَا مِــن بَـيْـنِهِمْ كَـمَـا تَــرَى
وَقَـــــدْ مَــدَدْنَــا رَبَّــنَــا الأَكُــفَّــا وَمِــنــكَ رَبَّــنَـا رَجَــوْنَـا الـلُّـطْـفَا
فَــأَبْــدِلِ الــلَّـهُـمَّ حَـــالَ الْـعُـسْـرِ بِـالْـيُسْرِ وَامْـدُدْنَـا بِـرِيـحِ الـنَّصْرِ
وَاَجْـعَـلْ لَـنَـا عَـلَى الْـبُغَاةِ الْـغَلَبَهْ وَاقْصُرْ أَذَى الشَّرِّ عَلَى مَنْ طَلَبَهْ
بِــــــجَـــــاهِ لاَ إلَـــــــــــهَ إلاّ اللهُ وَجَـــاهِ خَــيْـرِ الْـخَـلْقِ يَــا رَبّــاهُ
وَجَـــاهِ مَـــا بِـــهِ دَعَــاكَ الأَنـبِـيَا وَجَـــاهِ مَـــا بِــهِ دَعَــاكَ الأَوْلِـيَـا
وَجَـــاهِ كُــلِّ مَــن رَفَـعْـتَ قَــدْرَهُ مِـمَّـن سَـتَـرْتَ أَوْ أَشَـعْـتَ ذِكْـرَهُ
وَجَـــاهِ آيَـــاتِ الْـكِـتَـابِ الْـمُـحْكَمِ وَجَــاهِ الاسْــمِ الأَعْـظَـمِ الْـمُـعَظَّمِ
رَبِّ دَعَــوْنَـاكَ دُعَــاءَ مَــن دَعَــا رَبًّــا كَـرِيـماً لاَ يَــرُدُّ مَــن سَـعَـى
فَـاقْـبَلْ دُعَـاءَنَـا بِـمَحْضِ الْـفَضْلِ قُـبُـولَ مَــنْ أَلْـقَى حِـسَابَ الْـعَدْلِ
وَامْــنُــنْ عَـلَـيْـنَـا مِــنَّـةَ الْـكَـرِيـمِ وَاعْـطِـفْ عَـلَـيْنَا عِـطْـفَةَ الْـحَـلِيمِ
وَانـشُـرْ عَـلَيْنَا يَـا رَحِـيمُ رَحْـمَتَكْ وَابْـسُـطْ عَـلَـيْنَا يَــا كَـرِيمُ نِـعْمَتَكْ
وَخِـــرْ لَـنَـا فِــى سَـائِـرِ الأَقْــوَالِ وَاخْـتَـرْ لَـنَـا فِـي سَـائِرِ الأَحْـوَالِ
وَاجْـمَعْ لَـنَا مَـا بَـيْنَ عِـلْمٍ وَعَـمَلْ وَاصْـرِفْ إلـى دَارِ الْبَقَا مِنَّا الأَمَلْ
وَانْـهَجْ بِـنَا يَـا رَبِّ نَـهْجَ الـسُّعَدَا وَاخْـتِـمْ لَـنَا يَـا رَبِّ خَـتْمَ الـشُّهَدَا
وَأَصْــلِـح الـلَّـهُـمَّ حَـــالَ الأَهْـــلِ وَيَــسِّـرْ الـلَّـهُـمَّ جَــمْـعَ الـشَّـمْـلِ
وَاقْــضِ لَـنَـا أَغْـرَاضَنَا الْـمُخْتَلِفَهْ فِــيـكَ وَعَـرِّفْـنَـا تَــمَـامَ الْـمَـعْرِ
****
الكل يودّ دائما أن يكونCut-offذي رقم كبير، ومع ذلك فأرى في ذلك مصلحة أعم للجميع وهي الاستفادة من وقت الفراغ الذهبي بتعلّم اللغة الإنجليزية، واستكمال الدراسة، وجمع المال، والتمتع بالنظر إلى الوالدين والإخوة والأحباب والأصدقاء والخلاّن لمدّة أطول، والتجوّل في أماكن مفضلة تجلب لك راحة البال.
ثلاث يعز الصبر عند حلولها ... ويذهب عنها عقل كل لبيب
خروجُ اضطرارٍ من بلاد تحبها ... وفُرقةُ خلانٍ وفقدُ حبيب
****
إنّ الأماكن التي نشأت بها غاصة بمن ترتاح إليها القلوب من الخاصة والعامة آهلة معمورة وبالمشاهد مغمورة، فكم تنتاب وتتردد وتتنوع وتتجدد الصلات بها، فترتاح إليها ارتياح الغصن عند هزته وتحن إليها حنين المحبّ إلى معاهد عزته:
يا من يذكرني حديث أحبتي ... طاب الحديث بذكرهم ويطيب
أعد الحديث علي من جنباته ... إنَّ الحديث عن الحبيب حبيب
وقال متيّم آخر:
بلد المغرب ما أمر نواها ... كلف الفؤاد بحبها وهواها
يا عاذلي في حبها كن عاذري ... يكفيك منها ماؤها وهواها
ومن الأبيات السائرة:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما ... عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما ... فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
ربّنا لا تجعل في مقامنا هذا ذنبا إلاّ غفرته ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا حاجة من حوائج الدّنيا والآخرة إلا قضيتها وأعنتنا عليها يا ربّ العالمين، آمين.
اللهم صلّ على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.