|| Wild 2014 || رحـلـة البحـث عــن الــذات !!

 

 الرحلة التي تدور حولها قصة الفيلم هي احدى اكثر التجارب التي اود ان اخوضها في حياتي 

 

يقدم لنا المخرج المميز جين-مارك فاليه فيلم سيرة ذاتية مقتبسة في الواقع من السيرة الذاتية لشيريل سترييد بعنوان “البرية: من خسر في العثور على تريل كريست المحيط الهادي” والتي حققت مبيعات كبيرة.

هذه الرحلة التي قامت بها شيرلي سترايد لمسافة تقارب 1170 كم على طول المحيط الهادي بحثا عن ذاتها ونقطة مفصلية للتحول في حياتها ...

قامت الممثلة الجميلة والمحببة بالنسبة لي ريز وثرسبون بأداء هذا الدور وقدمت دورا هائلا اعتبره أحد افضل الاداءات النسائية لعام 2014

هذا الدور ليس بالسهل اطلاقا حيث قامت بقبوله بعد ان قرأت الرواية بشكل فوري ودون تردد

.....

تخيل ان تسير ما بين الصحارى والانهار والجبال متحملا لاشعة الشمس وزخات المطر وبرد الثلوج والشعور بقسوة ومرارة البرية لمدة 100 يوم ولمسافة طويلة جدا فعلا انه ليس بالامر الهيِّن اطلاقا ...

يقدم لنا هذا الفيلم وجبة سينمائية درامية دسمة  

شيرلي التي عاشت حياة بائسة كان اصعبها هو وفاة امها التي كانت كل شيء بالنسبة لها 

بالاضافة لفقدانها جميع من احبتهم من حبيبها وصديقاتها ...

شيرلي التي أدمنت المخدرات بجميع انواعها فقط لمحاولة الابتعاد عن الواقع الاليم الذي تعيشه ...

كان السبيل للتخلص من كل ذلك هو خوض غمار التحدي بالسير في هذه الرحلة وحيدة ..

....

ساعتان من الزمن وانت تعيش مع شيرلي كل مراحل حياتها طفولتها وشبابها ورحلتها .. هذه النوعية من الافلام التي رأينها منها سابقا فيلم Into the Wild وفيلم 127 Hours وغيرها .. (مع اختلاف تفاصيلها ) الا ان جميع هذه الافلام تقدم دفعة معونية كبيرة جدا للتحدي وحب المغامرة والعيش في البرية ومقاومة الصعاب ..

في فيلمنا هذا وخلال تلك الرحلة الأوديسية، التقت شيرلي بشخصيات ونماذج بشرية، تعلمت منها الكثير، عن الحياة، وعن الحكمة، والسعادة،

اعادت من خلالها ترتيب أفكارها ولملة أوراقها للدخول الى معترك الحياة من جديد بقوة وعزيمة أكبر  

أعجبني الفلم جدا رغم أنه طويل وأحداثه تسير بوتيرة هادئة. خلال مشاهدته تملكتني رغبة قوية بتجربة ما قامت به شيرلي، من هجر الحياة الصاخبة إلى الطبيعة ليوم أو اسبوع او شهر، وتجربة الحياة البدائية التي عاشها اجدادنا في سالف الأوان، تسلق الجبال وعبور السهول والوديان والخوض في الأنهار وشواطئ البحار، بل وصرت أخطط ماذا سآخذ معي من أغراض إن أنا قررت أن اقوم بجولة ترحالية في الطبيعة.. 

.....

ريز وذرسبون قدمت دورا اوسكاريا بكل تقدير واستحقت الترشح عليه بكل جدارة 

فعندما نرى ذلك التقمص الرهيب للدور فإننا نرى انها عادت للساحة الفنية بكل قوة وخصوصا بعد تخبطها في الفترة الاخيرة في اختيار الادوار 

ريس تعيد لنا صورتها المشرقة في دورها الذي حصلت من خلاله على الاوسكار في عام 2005 عن فيلم Walk the Line  

يقول المخرج جون مارك فاليه: “لم أجبرها على عدم استخدام الماكياج أو الظهورعارية أوالقيام بمشاهد استهلاك المخدرات وهي عارية تماما،

كل هذا يعتبر جزءا من القصة، الفيلم عنوانه “وايلد” وهو ليس من نوع الأفلام السهلة والممتعة والآمنة، نحن نتحدث هنا عن البرية.”

 

ان هذا النوع من الافلام هي افلام البطل الواحد للفيلم وجميع الادوار تكون ثانوية ..

 

لورا درين لم تظهر بالفيلم بشكل كبير حيث قدمت دورا بسيطا (أم شيرلي) ولا ارى ذلك الدور الذي من خلالها تستحق الترشح للاوسكار لكنها كانت جيدة عموما 

هناك لقطات خلابة لكل تفاصيل الطبيعة: عند الشروق والغروب وفي الليل وفي أعالي الجبال وبين السهول المحملة بالثلوج وعند الانهار وتحت الامطار 

ويساعد تدرج التصوير في مواقع مختلفة في اكتشاف سحر الطبيعة خارج المدن الأمريكية.

وما يحسب له انه استطاع اخراج افضل ما عند طاقمه التمثيلي للنجاح في هذا الفيلم وعلى رأسهم ريس وذرسبون 

 

 

ختاما ..

الفيلم جميل ويستحق المشاهدة وبالاخص عشاق هذه النوعية من الافلام 

8/10