يا رب كثر حسادي وامنع شرهم عني ... قصة قصيرة ... يقلمي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
موعد مع الفجر
  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 463
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 511
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
ناقدة أدبية
موعد مع الفجر
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
صاحبة ردود قصصية متألقة
ناقدة أدبية
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 463
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 511
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 0.1
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 3913
  • 14:39 - 2015/01/29

 

يا رب كثر حسادي وامنع شرهم عني


     ماذا تصنع لها وهي تدرك حق الإدراك أنها تحسدها من عمق أعماقها وتود لنعمتها الزوال من جذورها؟

وهي،

في سبيل تحقيق مبتغاها،

تلجأ إلى أشد الأمور دناءة:

السحر الأسود، والعياذ بالله! 

والسحر الأسود، هو أشر ما يلجأ إليه السحرة من ألوان هذا الوباء الوبيل الذي استقر في الأرض مع الملكين الغريبين هاروت وماروت.

وقد بذلت صديقتها كل ما في وسعها للتأثير على نفسيتها،

وتعكير سماء معنوياتها،

وقطع حبال الوصل مع أعز صديقاتها ومقرباتها،

وزادت فارتمت على علاقتها بخطيبها،

فبذرت في أرضيتها بذور الشقاق والخصام والصدود والتلاسن،

بعد بداية ود وصفاء ومحبة وتخاطب راق،

وهو ما أمدها إصرارها الإيماني بالقوة الكافية والقدرة على تجاوزه.

 

     ولكن الكأس طفحت بما فيها عندما أقدمت على دس مواد في القدر،

ورؤية الخادم لفعلتها،

وإخبار زنوبة بها.

فما كان من هذه إلا أن استدعتها،

ووضعت أمامها إناء احتوى مجموع ما كان في القدر،

وقربت منها الخبز،

وأمرتها بالأكل وحدها.

فتعللت بالشبع،

وعدم الرغبة في إضافة أي شيء لما استقر من قبل في معدتها.

فقامت على رأسها تتهددها،

وتعاضدها في ذلك خادمتها الهرقلية التكوين ميمونة،

وقالت لها بعين حمراء:

     ــ اسمعي يا قدرية ! لتأكلن هذه الأكلة أو سأحشيها رغما عنك في فمك، تباعا، إلى أن تتمي أكلها بالقوة !

 

     حينها أدركت قدرية ألا مفر لها من الاعتراف،

لتخرج بذلك مما هي فيه،

بعد أن لاحت لها علامات وقوف صديقتها على حقيقة عملها.

فقالت لها بلسان ذليل:

     ــ اسمحي لي يا أختي، فقد نصرك الله دائما عليّ، رغم كل ما فعلته لك..

وعندما أوشكت أن أيأس، وصف لي بعضهم هذا "الصنيع"،

والهدف منه امتصاصك إلى أن تصيري مثل العود،

فلا يلتفت نحوك أي إنسان،

وأديتُ عن هذا ثمنا غاليا،

وأحضرته،

بعد أن دققته،

وغافلت ميمونة،

وقذفته بالقدر،

ثم حرّكتها حتى ينطمر وسط باقي المكوّنات ولا يظهر له أثر..

والآن، وقد عرفتِ ما حدث،

فأرجوك أن تصفحي عني،

وأنا مستعدة لتعويض هذا الأكل،

وأقسم لك في المسجد، وعلى المصحف، بألا أعود إلى إيذائك أبدا..

ومن قدر، فليرحم، والعفو عند المقدرة من شيم الكرام..

 

     ــ وما بعثك على فعل هذا؟ هل سبق لي أن آذيتك بشيء؟

 

     ــ لا والله ! بل كنتِ دوما نعم الصديقة..

ولم أطلب منك شيئا إلا وقمت بإتحافي به فورا..

وكم من أشيائك الخاصة حملتها إلى بعض الساحرات ووضعوا لك فيها عملا من أعمالهم..

ومنه ما دفنته في المقبرة،

وما رميت به في البحر،

وما علقته بأغصان الأشجار..

ولكن الله كان دوما ينصرك ويخلصك من كل ذلك..

والسبب، كما قالت "مستطلعات ما يأتي" وقارئات أوراق اللعب، هو إيمانك الكبير بالله، وقراءتك يوميا للقرآن الكريم..

فكان كل عمل من بعيد، يُنتسخ بفعل هذه القراءة اليومية..

ولم يبق إلا أن أدس لك "عملا" في الطعام..

ولكن الله أراد إلا أن يفتضح أمري..

وأنا أقسم لك، مرة أخرى، على أن أصير لك أطوع من الخاتم في أصبعك..

 

     ــ الآن وأنت قد وقعت بين أيدينا، وليس في البيت غيرنا، كما تعلمين،

فالوالدان والإخوة يوجدون جميعا خارج البيت، كل منصرف إلى عمله،

فما ترين أننا فاعلتان بك؟

 

     فكرت ملياً، ثم لجأت إلى الحيلة من جديد، فقالت:

     ــ لن يصدر عن كريمة الطبع وعريقة الحسب والنسب إلا كل خير،

ولك في رسولنا الكريم ــ عليه السلام ــ خير إسوة..

فقد عفا عن الطلقاء.. وإني لأرجو منك نفس المصير..

 

     ولسلامة طوية زنوبة، فسرعان ما امتلأت نفسها بشيم الكرام، وأشارت إلى الباب، وهي تقول لها:

     ــ تفضلي،

فأنت أيضا من أولئك الطلقاء..

ولكن،

انتبهي،

فهذه آخر لحظة في علاقة صداقتنا..

وليسر كل منا في الطريق الذي يريحه السير فيه..

ولكل طريق رفقته وأصدقاؤه..

 

     فخرجت قدرية مهرولة وهي لا تصدق أنها قد نجت من بطش الفتاتين!

 يا رب كثر حسادي وامنع شرهم عني ... قصة قصيرة ... يقلمي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©