تطورت كرة القدم فاصبحت  لعبة أكثر عصرية وشمولية بعد دخول مفاهيم جديدة لم تكن معروفة سابقا، وأصبح الطابع التكتيكي يغلب عليها

مؤخرا ،بعد أن كانت لعبة يغلبها الانفتاح الهجومي ، وأصبح الالتزام والانضباط التكتيكي من اهم العوامل لتحقيق النجاح المنشود.

تطور كرة القدم بشكل هائل أدى الى انتهاء عصر الكرة البريئة ، الكرة التي نشأت في شوارع امريكا اللاتينية الفقيرة ،

برعاية سحرة السامبا وراقصي التانغوفالعالم لا يهتم كثيرا بالاداء المُذهل والسحر ، بل يهتم حاليا فقط بالاسكور  والارقام القياسية ، 

وكأن كرة القدم أصبحت عبارة عن ارقام قياسية فقط.

 ايفونة الوسط عبر التاريخ  زيدان فاز بجائزة افضل لاعب في العالم 3 مرات ، رغم ان ارقامه التهديفية ومن ناحية الاسيست عادية جدا!

لكن كان الاهتمام الاكبر كان في ال perfomance وال magic ، وهو سر فوز زيدان بالكرة الذهبية لعدة مرات !

>هذا يُعجبني وآخر يطربني< 

تعجبني ارقام كريستينانو رونالدو التهديفية  الغير طبيعية ، ويعجبني اصراره الكبير وعزيمته الاستثنائية  وهو شخص بامكانه ان يكون قدوة لكل رياضي في العالم

وهو أكثر لاعب طموح ومجتهد في العالم ، لكنه لا يطربني شخصيا كما كان يطربني دانيس بيركامب ب مهاراته الاستثنائية وكنتروله على الكرة المثالي ،

ولا يقنعني كما اقنعني الظاهرة رونالدو بأدائه الخرافي والاسطوري وروعة اهدافه ، ولم يُشبعني كرة القدم كما اشبعني رونالدينيو سابقا بفنه الاصيل،

ولا  احن لأهدافه كما احن لأهداف وسرعة الغزال الاسمر تيري أونري.

كونه المؤسسة الرياضة الاضخم تصور للعالم انه يقوم بشيئ مذهل ، رغم انه يسجل الاهداف والهاتريك في فرق عادية ،وقلّما يكون حاسما في المواجهات الكبيرة !

>هوس في الارقام قياسية<  

من الظلم مقارنة أي لاعب آخر في العالم  ب ميسي او رونالدو بسبب عدم تشابه ظروفهم، لأن فرقهم تعمل أن يسجلو الاهداف بسبب هوس في الارقام القياسية،
وخصوصا رونالدو الذي احيانا  يحتاج ليكون آخر لاعب يلمس الكرة قبل تسجيل الهدف.. وطبعا امكانياتهم الخرافية تساعدهم على ذلك .

لا اعتقد ان ما وصلا ميسي ورونالدو فقط بسبب امكانياتهم وطموحهم ،لكن الظروف المؤاتية لهم وتكريس جهود المجموعة
ليسجلو هم الاهداف ساهمت في زيادة ارقامهم الخرافية .. ف مثلا اذا نظرت  الى اهداف رونالدو  ستجد ان معظم اهدافه هي اهداف مقشرة
وامام مرمى فاضي تقريبا وامام دفاعات شوارع ..بمعنى آخر اهدافه ليست مبهرة للمشاهد ،، يعني معظم اهدافه ليست شيئ خاص ،
مقارنة ب الطريقة التي كان يسجلها اساطير الهجوم رونالدو البرازيلي او روماريو او حتى تيري هينري ،، وطبعا لا اقلل منهم اطلاقا فهو ماكينة وآلة تهديفية جبارة
  لكن اوضح ان ظروفهم لا تتشابه مع اللاعبين الطبيعيين ..لأن السيستم اللي يلعب به الريال وبرشلونة مختلف اضافة الى طريقة الدوري الاسباني ،
ف لا اعتقد في كل الاحوال ان رونالدو او ميسي سيسجلون 50 هدف مثلا في الدوري الانجليزي في موسم واحد مهما كانت امكانياتهم  ،ولا اقول ان البريميرليغ
اقوى فنيا من الاسباني ، بل لأن طريقة الدوري الانجليزي لا تساعد على تسجيل هذا الكم من الاهداف

فالريتم المجنون للدوري والاندفاع البدني الرهيب والمستوى الفني المميز للكثير من الفرق الانجليزية خصوصا على ملاعبها
يصعب المأمورية على أي لاعب مهما كانت نجوميته.

صحيح ان ميسي هو افضل موهبة كروية في العصر الحديث ، وهو يمتلك امكانيات افضل بكثير من امكانيات رونالدو (في رأيي) ،

الا أنه اصبح مهوس في الارقام القياسية ، حيث يلعب برشلونة ب تكتيك (مرّر الكرة ل ميسي) مهما كان وضع اللاعب ، مما ساعده في ارقام قياسية 

خيالية جعلته الهداف التاريخي لليغا ودوري الابطال.

قد يقول قائل المسألة تتعلق بطموح اللاعبين وثباتهم في المستوى ،بل المسألة ليست مسالة طموح ورغبة  فقط ،،

بل المسالة ايضا تتعلق ب  ستايل وطريقة لعب وظروف متاحة وعقلية وامكانيات .

هذا الهوس بالارقام القياسية وهذه المنافسة المزعومة بين ميسي ورونالدو قتلت الكثير من برائة هذه اللعبة الشعبية ، ف كرة القدم كانت امتع في زمن السابقين الاولين ،

لأنهم كانو يلعبون من أجل المتعة ومن أجل امتاع الجماهير فقط ، وهذا التمجيد الاعلامي ل ميسي ورونالدو لا يروق الا ل عشاق اللاعبين.

  >مظاليم في عالم الارقام القياسية< 

انيستا المُذهل هو أكثر من تضرر في عالم الارقام ، ف ارقام انيستا ليست مُدهشة  من ناحية الاهداف والصناعة
لكن أداؤه مُذهل للمشاهد ويطربه ، وهو أكثر من تظلم من لاعبي هذا العصر  ، وكان افضل من ميسي ورونالدو في بعض المواسم في رأيي .

  شأنه شأن الساحر الكرواتي لوكا مودريتش افضل متوسط ميدان في أوروبا والذي كان افضل لاعب في الريال الموسم الماضي

والاكثر ثباتا في المستوى والاكثر تأثيرا(في رأيي).

نوعية مودريتش وانيستا ، ارقامهم التهديفية ليست مرعبة ، لكن مع ذلك يطربون المشاهد بادائهم المبدع وسحرهم !
لو كان انيستا او مودريتش في عصر زيدان ، لفازا بالكرة الذهبية  !