هَا أنَا أتَي إلَيْكِ فِي هَذِهِ اللَيْلَةِ الشِتَائِيّةِ بِكَامِلِ أنَاقَتِي !!..
أحْمِلُ رَائِحَةَ المَطَرِ وَ الذِكْرَيَاتْ ، وَ ذَاكَ العُطْرَ الصَاخِبَ !
فَقَطْ ، لِ أشَاهِدَكِ بِ فُسْتَانِ الحَفْلِ الأبْيَضِ !!
وَ أنْتِ لاَ تَمْلُكِينَ إلاّ الصَمْتَ أمَامَ هَذَا الحُضُورِ المُرْبِكْ !
بِصِدْقْ ، أتَخَيَلْتِ وَدَاعاً أرْوَعَ أنَاقَتاً مِنْ هَذَا !!..
السَاعَةُ الآنْ البَرَاءَةُ بِ تَوْقِيتِ الطُفُولَةِ ، وَ حَنِينٌ مُتَسَاقِطٌ كَ حَبَاتِ المَطَرِ
وَ قَارُورَةُ عِطْرٍ زَرْقَاءَ ، وَ دُموعٌ بِ لَوْنِ رَجُلِ الثَلْجِ الذَائِبِ !!
يَا سَيِدَةَ الصَمْتِ المُعَبَقِ بِ أنْفَاسِ الكَلاَمْ .. أشْتَاقُكِ كَثِيراً ! بَلْ وَ جِداً !!
كَ الجُنُونِ ، كَ البَحْرِ ، كَ جَمَالِ الرَبِيعِ الخَلاّبِ !!
إنَنِي أهْذِي يَا طِفْلَتِي ، يَا أنْثَى المَطَرْ ، يَا سِيْمفُونِيَةَ البْيَانُو الحَزِينْ !!
وَ لَكِنْ ، إعْذرِينِي ، فَ ذَاكِرَتِي وَ الحَنِينْ القَاتِلْ وَ الطُفُولَةْ
وَ نَوارِسُ المُحِيطِ الأزْرَقِ ، وَ صَوْتُكِ العَابِرُ لِ حُزْنِي !
كَانَتْ أقْوَى مِنْ طُقُوسِ النِسْيَانِ ، وَ مِنْ أسْرَابِ الحَمَامِ الزَاجِلِ !!
كَانَتْ أقْوَى مِنْ رَجُلِ الثَلْجِ وَ الحَراَئِقِ !!
فَلاَ تَزِيدِي بُرُودَةَ القَلْبِ ، لأنَنِي أذُوبُ كَ القَهْوَةِ فِي الفِنْجَانِ !!
" لِإمْرأةْ رَحَلَتْ ذَاتَ شِتَاءٍ ، وَ أخَذَتْ مَعْهَا كُلّ أجْزَائِي
رَائِحَةَ عِطْرِي ، طُفُولَتِي الضَائِعَةْ ، خَاتَمَ زِفافِي ، أغْنِيَتِي ، وَكُلّ شَيْءْ !! "