كنت واجهت لقاءا مؤلما .. فقد قمت بشيء كنت متخوفة منه
توجهت إلى محلّ التنظيف الجاف بعد العمل
منذ أن عرفت حاجتي للتوجه هناك و أنا أعدّ العدّة لإخبار العاملين به
أن رفيق قد توفي
كان رفيق قد قام بالذهاب إلى نفس المكان لعدة عقود
المالك للمحلّ يعرفه ويتحدث له كل يوم سبت عندما يتوجه رفيق إلى هناك
عندما ترى شخصا كل أسبوع لسنوات وسنوات
تطّـلع على مقتطفات من حياته و تتبادل معه الفرح و الحزن ، الهموم و المشاغل
حينها فقط يمكنك أن تصبح جزءا من حياته
قبل 7 سنوات، ذكر رفيق للعاملين هناك و لمالك المحلّ أنه خطب و أخبرهم بعدها بسنة أنه تزوج
كان المالك سعيدا و متحمسا لرفيق كان يعلم أنه بقي عازبا لسنوات عديدة
أخبره رفيق عني، أنّ مكان عملنا واحد، أنني أصغر سنا، و أنني لطيفة
كان المالك يسمع عني أسبوعيا و يرى سعادة رفيق و آبتسامته التي تكبر كل أسبوع
ثم في إحدى أيام السبت ، بعد فترة وجيزة من زواجنا ، ذهبت للإستلآم عوضا عن رفيق
دخلت و إقتربت من المالك سلمته البطاقة لأتسلم الملآبس .. قرأها و إبتسم ..
دعا جميع الموظفين و عرفهم بي بحماس "إنها السيدة بدر! إنها السيدة بدر!"
وكان سعيدا للغاية لمقابلته أخيرا زوجة رفيق .. و أخبرني أن رفيق تحدث عني دوما
بعد ذلك، في كل مرة كنت أتوجه هناك مع رفيق، يظهر المالك و العاملين من خلال زجاج المحل
ويلوحون لي حيث أنتظر في السيارة .. كان المالك دائما يحمل إبتسامة و قلبا كبيرين
لذا كلّه .. كنت أعرف أن هذا اللقاء سيأتي صعبا
كنت أعرف أني في نهاية المطاف سأتجه لذاك المحل و أخبر كل من به أنّ رفيق توفيّ
من بعيد و أنا أدخل للمحلّ .. إبتسم المالك إبتسامته العريضة المعتادة و ناداني بالسيدة بدر وهو يلقي التحية
لم تمضي دقيقة واحدة حتى علم كل من كان هناك أنّ رفيق توفيّ
و أنا أغادر المحلّ تركت دموعا بعيني المالك و أطفأت إبتسامته
لا يهم بأيّ يوم نحن، بأيّ شهر نحن ، بأيّ عام نحن، من ظلّ هنا و من غادرنا
سنكون دائما السيّد و السيّدة بدر