أهلا بكم في موضوع بسيط عن لاعب المحور الدفاعي ...
اصبحت كرة القدم لعبة أكثر عصرية وشمولية بعد دخول مفاهيم جديدة لم تكن معروفة سابقا، وأصبح الطابع التكتيكي يغلب عليها
مؤخرا ،بعد أن كانت لعبة يغلبها الانفتاح الهجومي ، وأصبح الالتزام والانضباط التكتيكي من اهم العوامل لتحقيق النجاح المنشود.
مركز الارتكاز الدفاعي أو كما يسمى بال DM من أهم مراكز الفريق لكرة القدم الحديثة ،ان لم يكن اهم لاعب في المنظومة
وهو الذي يبني عليه بعض المدربين الخطط ويتركز عليه اللعب بشكل عام.
يوجد نوعين من لاعبي الارتكاز الدفاعي :
-لاعبين يعتمدون على القوة البدنية والاندفاع والشراسة والقتالية في اللعب، ويتمتعون بقوة بدنية رهيبة.
-ولاعبين يعتمدون على فكرهم التكتيكي العالي وذكائهم في تأدية هذا الدور رغم قصر قامتهم أو نحافة جسمهم وضعف قوتهم البدنية.
كما يقولون فان القوة تغير الناس،وبامكانها صنع العجائب ونظرا لأهمية هذا المركز فأن القوة شيئ مطلوب في هذا المركز ،
ويوجد لاعبين نجحو في ذلك المركز كثيرا اعتمدو على قوتهم البدنية وربما اشهرهم جزار ميلان وايطاليا السابق جينارو جاتوزو
الذي كان كالوحش الكاسر يعتمد على شراسته واندفاعه البدني الرهيب في قطع الكرات و الضغط الخانق على الخصم واحتواءه والفوز بالالتحامات
والحوارات الثنائية واستخلاص الكرات وتسليمها لصناع الالعاب الخلفي المهندس بيرلو.

في كرة القدم الحديثة ابرز لاعب نجح في ذلك المركز كان نجم ريال مدريد وتشلسي السابق كلود ميكاليلي ،
حيث كان النجم الفرنسي ذو الاصول الكونغولية ورغم قصر قامته وضعف بنيته الجسمانية نموذج مثالي للاعب الملتزم والمنضبط تكتيكيا والذي بامكانه القيام بأدوار
تكتيكية جبارة ، متمثلة في عملية استخلاص الكرات بدون أخطاء ، واخراج الكرات من مناطق فريقه بصورة سلسة وتسليمها لصناع اللعب
لبدء الهجمة بشكل منظم، وتغطية أكبر مساحة ممكنة من الملعب وقراءة العاب الخصم بصورة ذكية ويكفي ما قال عنه زيندين زيدان حينما أشاد كثيرا
بالنجم الاسمر حيث وصفه انه كان اهم لاعب من فريق ريال مدريد الذي حقق دوري ابطال اوروبا في غلاسكو 2002.

وبما ان الافارقة معروفون بقوتهم البدنية ، فقد انجبت القارة السمراء لاعبين مبدعين في ذلك المركز أمثال مايكل ايسيان،مامدو ديارا، شيخ تيوتي،ستيفن مبيا
سيدو كيتا ، يايا توريه (حينما كان في برشلونة) ،الكساندر سونغ بيلونغ الذي كان مبدعا حينما كان يلعب في ارسنال الانجليزي قبل انتقاله الى دكة برشلونة.
النجاح الارجنتيني في كأس العالم الاخير كان ورائه خافيير ماسكيرانو ، حيث كان اهم لاعب في منظومة الارجنتين الدفاعية، والذي كان ساتر عتيد للدفاع الارجنتيني
الحديدي الذي لم يقبل سوى هدفي احمد موسى وهدف ماريو جوتزة في كل مباريات كأس العالم مما ساهم بشكل جوهري في وصول التانغو للمباراة النهائية.
خافيير ماسكيرانو الذي كان يوما من افضل لاعبي الارتكاز الدفاعي في الدوري الانجليزي قبل انتقاله الى البارسا ، يعتمد على قوته البدنية ولياقته البدنية العالية
وشراسته في التدخلات لتأدية هذا الدور، ونجاحه في هذا المركز في حدث كروي عالمي ك كأس العالم يدل على اهمية القوة في ذلك المركز.
محور روما البلجيكي نايجولان ولاعب سبورتينغ لشبونة الشاب البرتقالي وليام كارفالهو أيضا مثال لذلك.

اذا القينا نظرة على الاندية الاوروبية بشكل عام سنرى أن مواصفات معظم لاعبي مركز الارتكاز الدفاعي في تلك الاندية أنهم لا يعتمدون على القوة البدنية
بقدر ما يعتمدون على فكرهم التكتيكي ، ولنا في بوسكيتس خير مثال ، حيث اللاعب الاسباني ضعيف البنية الجسمانية نوعا ما ، لكنه قادر على تأدية
هذا الدور بأفضل صورة ممكنة .
لاعبين أمثال تشابي ألونزو ،مايكل كاريك ، وباستيان شفانشتايغر ودانيل دي روسي أيضا لا يعتمدون على قوتهم البدنية بشكل اساسي لتأدية هذا الدور ، لكنهم محاور دفاعية أكثر شمولة من غيرهم
حيث يتمتعون بميزة بناء الهجمة من الخلف بصورة سلسة حيث يبدأون الهجمة بنفسهم أحيانا ولا يكتفون بقطع الكرة وتسليمها لصناع اللعب.
أفضل محاور دفاعية صريحة حاليا في اوروبا من وجهة نظري هم لاعب تشلسي نيمانيا ماتيتش وبدرجة أقل خافي مارتينيز لاعب بايرن ميونيخ، حيث أجمعو ما بين القوة والفكر التكتيكي المميز ،
ويتقنون الادوار التكتيكية التي شرحتها بنفس الكفاءة مستخدمين قوتهم البدنية وحسهم التكتيكي العالي.


هذا أول موضوع تكتيكي لي في المنتدى ، واتمنى ان ينال رضى القارئ، بانتظار ردودكم الجميلة باذن الله
.