دراسة في الاعلام و الفن السمعي البصري المغربي
قد يبدو للمارين على إعلامنا المغربي كافة ,و القنوات التلفزية و برامجها خاصة , أن الإنحطاط و التطبيع سيطرا عليها و ما عاد لعين المثقف شيء فيها لتراه .
و ذلك فيه جانب من الصحة ,إلا أن الإشكال الخفي أعظم من ما بدا للناظر العابر ,و الذي يحدث ليس إلا استجابة لطلب ضمني سنحاول تسليط الضو ء عليه في قراءتنا البسيطة لحال الابداع
المغر بي الموسمي من جهة ,و للاستهلاك الذي بلغ حد الادمان على الانتاجات الغربية ,ومنه نمر على محوري الدبلجة و كذا اختلاق الحوارات و القضايا .
1. أنت مثقف ولكن جدتك ليست كذلك .
في حوار, تسافر بي ذكراه الى سنتي الجامعية الثالثة , مع استاذ محاضر في معهد علوم الاعلام و التواصل ..أذكر أنني طرحت سؤالا كان مضمونه لم لا يسمح للافكار المبدعة و البناءة أخذ البادرة ,ولم دائما ما يصر التصوير على التقاط الكومبارسات الايديولوجية بدل مراكز و بؤر النقاش الذي يجب طرحه .
سألني الدكتور, مجيبا أو محضرا للجواب , ..مثل ماذا ,فأجبت , من غير حاجة للكثير من التفكر ,مثل البرامج الاجنبية . ليقول لي بلكنة مازحة متوهجة الذكاء و كأنه استدرجني لما كان مني من رد
1. أنت مثقف ولكن جدتك ليست كذلك .
في حوار, تسافر بي ذكراه الى سنتي الجامعية الثالثة , مع استاذ محاضر في معهد علوم الاعلام و التواصل ..أذكر أنني طرحت سؤالا كان مضمونه لم لا يسمح للافكار المبدعة و البناءة أخذ البادرة ,ولم دائما ما يصر التصوير على التقاط الكومبارسات الايديولوجية بدل مراكز و بؤر النقاش الذي يجب طرحه .
سألني الدكتور, مجيبا أو محضرا للجواب , ..مثل ماذا ,فأجبت , من غير حاجة للكثير من التفكر ,مثل البرامج الاجنبية . ليقول لي بلكنة مازحة متوهجة الذكاء و كأنه استدرجني لما كان مني من رد
,.., آه إذن أنت تشاهد برامج فرنسية و انجليزية .و تختار من الكتلوغ الموسوعي العالمي فلم ليلتك ,إذن فأنت لست بحاجة لقناة وطنية تجتبي لك برنامج سمرك و لا مصدر خبرك .وأردف وكأنه يقول افهم (فالحر بالغمزة ) أنت مثقف و لكن جدتك ليست كذلك .
(طبعا سخيفة بالنسبة للمثقف)
واكتشفت فيما بعد مع دراسة فكر ميكيافيلي أن بعض الشرائح من المجتمع لا ينفعها الخبر الحقيقي و لا الفن الراقي بقدرما يضرها .و بان تقديم الاوبرا في
(طبعا سخيفة بالنسبة للمثقف)
واكتشفت فيما بعد مع دراسة فكر ميكيافيلي أن بعض الشرائح من المجتمع لا ينفعها الخبر الحقيقي و لا الفن الراقي بقدرما يضرها .و بان تقديم الاوبرا في
امسية السبت للبدو لن يكون مناسبا ,كما لا يكون مناسبا نقاش الديموقراطية في برنامج ما بدل موضوع الحلقة او الشو افات مثلا او أو تقديم معتوه مسلوب الارادة على انه اخطر المجرمين ,طبعا من درس القانون يدري ان الركن المعنوي في الجريمة هو الارادة و المعتوه مسلوب الارادة فلا يصح حتى القول فيه بانه مجرم ..ولكن المقصود بتلك البرامج جداتنا المسكينات اللواتي لا يهمهن الاجرام كظاهرة اجتماعية ولكن كحديث عابر يكسر روتين الجلوس الطويل من غير دف و لا وتر . وسيكون دخولا في متاهة نقد طويل الذنب لو سرت في نسق التفاصيل الفهرسية للبرامج السخيفة (طبعا سخيفة بالنسبة للمثقف) ..ولذا ساكتفي بهذا للمرور الى ما يلي .
بعد هذا و ذا ك لا سبيل للالتفاف حول موضوع ارتفاع صبيب البرامج المغربية الانتاج في رمضان ,
وذلك ما فسرته انطلاقا من تدبر شخصي بعدما لم استطع له جوابا لا في المراجع السوسيو ثقافية و لا في الاعلام
ذاته .ناهيك عن التواتر المشترك الذي يكتفي بالتذمر والنقد الساخر ولكن بدون رفض فعلي واضح .
وكان جوابي على تساؤلي بعد التأمل الشمولي في علاقة رمضان بالقنوات المغربية .هو أن رمضان كشهر تعبد يكون فيه الصوم ركنا مختوم الكتاب على كل مسلم ,وبالتالي حلقة وصل موسمية تلم كل المسلمين بغض النظر عن الفروقات الاجتماعية و الثقافية ,و كذلك يشفع رمضان لقنواتنا الفقيرة و يمن عليها بنسبة مشاهدة مرتفعة لا لشيء الا لانها مغربية يذكر المشاهد الذي هجر منذ أحد عشر شهرا القنوات المحلية ,مستبدلا إياها بشبكة الانترنيت او بقنوات اجنبية حيث يجد ضالته من أخبار و وجبات ثقافية تغنيه عن الفقر الاعلامي المغربي .والدليل على ذلك أن القناة الثانية مثلا لم تكن تبث الأذان قبل أن ياخذ الاعلامي و المنشط توفيق بن شيكر البادرة وإيا زملائه ,نظرا لانه نظر بعين العتاب إلى قناة تبث برامجها في دولة دينها الدستوري هو الاسلام ,ولا تنقل الأذان إلى بيوت المواطنين حتى إيذانا بانتهاء نهار الصيام . أما مجاهدة القنوات في انتاج برامج هزلية و درامية لو صح القول في هذا الشهر المبارك ,فليست الا دليلا آخر على أن المغاربة الذين انفتحوا على العالم لم يعودوا يلتفتون البتة لما تبش قنواتنا.و ذلك ليس سرا لا من ناحية الاعلامي ولا المتلقي .
بعد هذا و ذا ك لا سبيل للالتفاف حول موضوع ارتفاع صبيب البرامج المغربية الانتاج في رمضان ,
وذلك ما فسرته انطلاقا من تدبر شخصي بعدما لم استطع له جوابا لا في المراجع السوسيو ثقافية و لا في الاعلام
ذاته .ناهيك عن التواتر المشترك الذي يكتفي بالتذمر والنقد الساخر ولكن بدون رفض فعلي واضح .
وكان جوابي على تساؤلي بعد التأمل الشمولي في علاقة رمضان بالقنوات المغربية .هو أن رمضان كشهر تعبد يكون فيه الصوم ركنا مختوم الكتاب على كل مسلم ,وبالتالي حلقة وصل موسمية تلم كل المسلمين بغض النظر عن الفروقات الاجتماعية و الثقافية ,و كذلك يشفع رمضان لقنواتنا الفقيرة و يمن عليها بنسبة مشاهدة مرتفعة لا لشيء الا لانها مغربية يذكر المشاهد الذي هجر منذ أحد عشر شهرا القنوات المحلية ,مستبدلا إياها بشبكة الانترنيت او بقنوات اجنبية حيث يجد ضالته من أخبار و وجبات ثقافية تغنيه عن الفقر الاعلامي المغربي .والدليل على ذلك أن القناة الثانية مثلا لم تكن تبث الأذان قبل أن ياخذ الاعلامي و المنشط توفيق بن شيكر البادرة وإيا زملائه ,نظرا لانه نظر بعين العتاب إلى قناة تبث برامجها في دولة دينها الدستوري هو الاسلام ,ولا تنقل الأذان إلى بيوت المواطنين حتى إيذانا بانتهاء نهار الصيام . أما مجاهدة القنوات في انتاج برامج هزلية و درامية لو صح القول في هذا الشهر المبارك ,فليست الا دليلا آخر على أن المغاربة الذين انفتحوا على العالم لم يعودوا يلتفتون البتة لما تبش قنواتنا.و ذلك ليس سرا لا من ناحية الاعلامي ولا المتلقي .