أُنْثَى أَنْهَكها حُضْنُ الغَريبْ !
*
جَاءَتْنِي لَيْلاً تَلْبِسَ عِرّيها، تَغْسِلُ يَدَاها مِنَ نَتنِ القُبلِ و العِناق، جَاءَتْنِي مُحَمَّلَةً بـ الشَّهْوَة ، تُمارِسُ عليَّ طُقُوسَ التَّوَغل، تُحاوِلُ أن تُشَاركَني كأَسَ القَهْوَة ، أن تَنْسَجِمَ فِي رَائِحَة جَسَدِي، تُرْخِي آثَامها كُلها عَلَى صَدْرِي و تُهيِّءُ وَجْهَها لـ البُكَاءْ، تُحاوِلُ أنْ تَسْقُطَ منِّي ، تُوَزِّعُ إبْتِسَامتهَا فِي وَجْه الجَريحْ ..
وأَنَا فِيهَا شَاحِبَ النّبضِ و الكِبْرِياءْ !
نَعم ، فأَنا رَجُلٌ لَمْ أَخُنْ إنْتِسابِي يَوماً ، لَمْ أُضيِّعَ بَوْصَلَة الطَّريقِ بـ سَبَبِ امرأَةٍ تَفْتَحُ 'كَفَّها ' لـ الغُرَبَاءْ ، تَبْحَثُ عَن السَّعادَِ فِي الفَجْرْ ،تَطْعَنُ أُنوثَثها بـ خِنْجَرِ الفِتنْ ..
و أَنا الرَّجل الشَّرْقِي مِنْ عَشِيرَة النَّخلِ و الطّين، كَيْفَ لـ عَقْلِكِ أن يَقْتَرِحَ عليكِ عَوْدَةً تَعْبَثُ بِها رِياحُ الذّلِ و الكَذب؟ أَيّ شَيْءٍ سَيَجْمَعُنا الآن أَيّ أُُغْنِيَةٍ سنَسْهُو فِيهَا معاً ؟ بـ أَيِّ قَلبٍ سَأحبِّك مَرَّةً أخرى ؟
عُذْراً يَا آنِسَة ، فَقَدْ ضَاعَتْ حَواسُكِ مَنْكِ، وًصَارَ مِنَّ الصَّعْبِ أنْ ثَثْمرِي يَوماً !
مُجرّد خَربَشَة