ذَاتَ حُلْـم ، أَيْقَنْتُ أنِّي أَقْطًُـنُ فِيكِ !
إنَّ كل الأماكنِ التِي رَمْمتْ حُضُوركَ الباهت فِي القلبِ، هِي ذاتها التِي جَعلتْكَ قدّيس لَا يَضحَكُ إلاَّ سُويعاتَ في جنح اللّيلْ ..
' هَلْ غيّرتَ اتجَاهَ البَوصله لـ أشْتاقَ بَسماتكَ المُزَيَّفة ' !
كنتِ امرأَةٍ لا يَسْكُنُ سُوَيدائهاَ إلاَّكْ ..
كُنتَ يوماً فـكِرَة و الآن أنتَ النَّص و الكَلماتْ
هل عَلى القَصيدِ الرّحيل أيضاً .. !
لتسقُطَ الأسئِلَةُ أيها المَلِكْ، لـ تَسْقُطَ فِي فَـراغِْ الرّماد .
*
و أَجِيئُكِ اليَومَ شَاعراً مِنْ زَمَنِ القَمْحِ و القَصائدْ ..
أجْلْسُ قَرابَةَ عَينَيكِ لـ أكْتُبَكِ ، لـ أقْرأَ صَمْتَكِ فِي عُيونِ السَّاهرِينَ التَّائهِين فِي عَوالِمِ ذاكَ اللّونِ البُنّي الذِي يَسْكُنُ عينيكِ الوَاسعتينْ ..
يَا امرأَةً تُدْرِكُ تَفاصِيل القَصيدَة ،
و تَضَارِيسَ هَذِهِ المَسافاتِ البَعيدَة !
تَجْلُسينَ أمَامِي، فـ يُصَابُ قَلبِي و صَبْرِي و ثَقافَتِي و لُغَتِي و سَذاجَتِي و عَبَثِي بـ سَمرَتِكِ الجُنونِية التِي سَلبت لـ الحَياة بَشَرتَها ،
هـلْ لَكِ أنْ تَنْسَكِبِي فِي يَدِي كـ فِنجانِ قَهْوَة سَاخِنَة في الصّباحاتِ البَارِدَة !
هل لَكِ أن تَدلّينِي علَى طَريقٍ مُخْتَصَرٍ لـ مُخَيَّماتِ يدَاكِ الدَّافِئَتانِ بالحُبِّ و الصّدقْ !
هَلْ لَكِ أنْ تَكُونِينِي مرَّة ،
و أخِطفَكِ مِنْ نفْسِكِ ألفَ مَرَّة و مـرّة !
فإنِّي ذَاتَ اشتِيَاقْ أجِدُنِي مُخْتَنِقاً فِيكِ ، يَتَرَنَّحُ الحبُّ مَبْحُوحاً كُلّما زَفَرْتُكِ !
*
هَذا الجَناحُ يُزهـرُ كـ الأشجارِ ويَفيضُ كـ النّهرِ و لا يَصْلُح لـ الطّيرَان، فكَيْفَ أعُودُ للدرب !
و كَيْفَ أًصْلِحُ خَطايَانا و تلْكَ القَسْوة التِي أنْسَتنا البَهْجَة !
هَرِمَ الصّوت، فأخبِرنِي عَنْ ضَالَة المَشَاعرِ و عنْ جفافَ عِظام الضّلوع !
أينَ كُنتَ حِين اغْتالَ غِيابُكَ هَذا النّبضْ ؟
نتّلكأُ أنا و الرّحيلْ عَاجِزَيْنِ عن مُغـادَرَة المِيناءْ ..
و أجْسُـو كَسَحابَةٍ تَخْشَى البَرقْ ..
و كُلُّ نجومِكَ بِزوايا السّماءِ تُشفِقُ عليَّ
فِي الصّيف تَكونُ لِي صَحْراءاً، و فِي الشّتاءِ مَطـرْ !
أقِم الصّلاةَ على رُوحِي
فلـمْ يَبقَى منّي إلاّ خُمولك، و بَقاياَ خوفْ !
*
كُنْتُ حِينهـا أنْتعلُ وُجوهَ الغُرَبـاءْ على وَاجِهَةِ المَقاهِي ..
بَحْثاً عَنْ مَرَايا يَنْعَكِسُ فيهَا بَهـاءُ وَجْهُكِ العربِي
كُنْتُ حِينها أبْحَثُ بَيْنَ الُوجُوهِ و الجُسُور و الأمْنِياتْ ،
بَيْنَ الصّمتِ و الصَّخَبِ و الذّكْرَيات ،
كُنْتُ حِينهَا مَحَضّ اغْتِرابْ
مَحَضَّ عَطَشْ ، أبْحَثُ فِي الأوْطانِ عَنْ حُضْنٍ منكِ يُعْطِينِي تَأْشِيـرَةَ الإنْتِمـاءْ !
يَا سيِّدَةَ المَسَافاتِ القَاتِلَـة ..
إنّي فـارِغٌ مِنْ نَفسِي بِدُونك ، لَا عُنوانَ لِي
و لا هَويـّة ..
فَلا تَغِيبِي عَنِ القَصيدَة كَما غِبْتِ عَنِ الحُضُـورْ ..
و تَسَرّبِي منَ السَّطـرْ الأّولْ
و اعتَلِي قَوافيهَا ،
فإنْ لَنْ تَكونِينِي يَومـاً ..
فَكُونِي اليَومَ قَصيدَتِي .
*
حَدّ الغُـرور أعِشَق الفـرارْ ،
أطهنِي فِي قَدرِ مُمتلئٍ بـ زُهور الخزامى
أغسلني باللّقـاءْ و أثقلِ العينَ بـ رُؤياكْ
و انثُرِ الصّمتَ فِي الأرجاءْ !
أيتها الأكاذِيبُ السّاكنَـة فِي الأجْواءْ ..
إنه الحُبُّ قـدْ عادْ ،
ثُمَّ سَيخبرُكم الفجرُ و الشّرفات و الخمر و حَاملُوا الأحْجارْ
عَنْ رَائحَة الحَماقاتِ و وداعِ الليلِ لـ الملاجِئِ المُتورّمَةِ بِخَطاياَ الرّحيلْ الأولْ
أترانَا سياط مِن نَوعٍ مُختلف !
نَهْـرُب من أمرينِ تَالثهم فَقـر القلُوب !
الأركان مُزدحمة بالنّدَمْ ..
يا الله هِبنا طّفـولة لا تَندَثـر
و عمرٍ مُتوّجٍ بنصفِ مَوتٍ و حياةِ كاملَة ،
و عنِاقْ و نذر بأن الضلوعَ الضّعيفة سَـ تقْوَى على سُكونِ الأعينِ أمامَ الموتِ الأخير
سيلْتئِمُ القلبْ وتحيَا الرّغبات الخَضْراءْ
بـ أرْضِ القلبْ .
ذَاتَ حُلمْ و عَلى مُوسيقَى لـ لِقاءٍ لَمْ يُكْتَبْ بَعْدُ فِي مُذكّراتِ العشّاق .
. أجِدُنِي تَائهاً بَيْنَ اللّغة ، مَصْلُوباً على تَضارِيسِ وَحْدَتِي ، أَبْحَثُ فِي الحَياةِ ،
عَنْ ضَياعِي فِيكِ ، تَوهانِي فِي هَذه القَصيدَة التِي سَتَموتْ .. حتّى حلمٍ آخـرْ .
*
صَمتـــًا ..
بَيَاضُ الّسجَائر لاَ يَنفي عنْها جَرَائم القتْل
تَرَحلُ و تعود حتّى حلمِ آخر كيف أخبرك َ أَنّ احْتِيَاج الأُنْثَى
يَسْأَلُك..
كَيْف تَمْلأُ الشّارِعَ الضيّق بِـ رُؤُوس أَحْلامِي المَذْبُوحَه ؟
وَتَطلبُ الغفْرَان وَأغْفُر لكَ ..
وَتُطْعِمُني طَعَاماً مُرّ وَكَأَنّه السُّكرْ ..
لَدَيّ مِن الأَسْبَاب سبعمائة أَلْف للهِجْرَان وَلا أَهْجر فَأخْبِرني كَيْف ..!؟
بقلم : فخرالدين &هَنادِي