

جلست على الأريكة وأنا أحتسي كأس الدهشة ، إلا أنه كأس علقم الحيرة ولم أدرك ذلك إلا في وقت متأخر ...
فأخذت جهاز التحكم بيدي وغيرت القنوات ...
وأخيـــرا ....
اخترت أن أتوقف في قناة كانت تعرض نشرة الأحوال ...
ليست أحوال الطقس فحسب بل أحوال اجتماعية قاهرة ...!!!
بدايــة من الطقس ونسبة المشاعر المتفاوتة فالكل يركض خلف رياح القضاء على العنوسة
والمهم هو الحصول على لقب متزوجة بدلا من عانس
ودرجات التفكير والنسب تتفاوت من فئة لأخرى
فهناك من تسعى للحصول على لقب متزوجة ولا يهم إن أصبحت بعد أقل من شهر مطلــقة
لعدم تكافؤ الطرفين وعدم وجود حوافز وأسباب تجعل العلاقة تستمر
وهناك من تسعى للتلاعب بمشاعر هذا وذاك فقط حتى تحصل على فريستها
والفارس المنقذ الذي يحقق طموحها في القضاء على لقب عانس
وهناك من توافق على من لا تربطها به أدنى علاقة لا تكافؤ فكري ولا اجتماعي ولا حتى بالجنون
لترتفع درجات القهر بعد أن يدركوا أن التفكير منذ البداية كان خاطئا مبنيا على المصالح
وتتراوح سرعة رياح الندم ما بين القوة والنسب الي تحقق إعصارا جارفا
لنختصر حالة الطقس لنهار اليوم إذا ...
مشمــس : مادامت هناك علاقة ، ملامح النهاية لا تبدو عليها بعد – لازال هناك أمل –
جو ربيعي : مادامت هناك خطوبة رسمية تربط الضحية بالجلاد لأنها في حقيقة الأمر مبنية على المصالح ، والتفكير الأناني
غيوم وسحب عابرة : عندما ترتبك العلاقات وتتخللها بعض المشاكل التي يسعى أحد الأطراف لإخماد نارها بعد التدفئة في شتاء قارس
جــو مثلج : فالمشاعر تبدو كالصقيع لأنها تترجم الأنانية وتسعى لنيل مصلحة مـا .
جــو ممطر : في لحظات الفراق وضياع الفرص
لا عجب فنحن بمجتمع يسعى لتحقيق أهدافه ومصالحه بعيدا عن المنطق
هي تسعى بكل الطرق لنيل فرص زواج وكأنه بات صفقة العمر
وآباء يسعون لبيع بناتهم مقابل مبلغ من المال بلا رحمة أو شفقة خوفا من شبح العنوسة أيضا
لتكون النتيجة طـفلة تنجب طــفلة !!
من سيربي من يا ترى ؟؟
ثـــم الأدهى والأمـــر من تزوجت وكأنها امتلكت الكون
أو سافرت للقمر أو المريخ أو لكوكب لم نكتشفه بعد
تتعالى على من حولها ...على من كانوا في يوم من الأيام صديقاتها ورفيقات عمــر
ترى هل السبب حقا يستحق أن تخسر من أحبوها بصدق
ولسبب لـو أراد القدر أن يسلبه منها عنوة لسلبه وبالقوة ودون أن تتمكن من استرداده
- يمهل ولا يهمل –
أحوال عجيبة تتغير بين اللحظة والأخرى والأسباب مبهمة
تكمن في مشاكل تعاني منها نفوس مريضة ومحبطة
وكأنها لم تتوقع في يوم من الأيام أن تنال شيئا بسيطا من الحياة
- ربما لأنهم على يقين بحقيقتهم وحقيقة نفوسهم العفنة التي لا تستحق الحياة من الأساس –
ولما تمكنو من امتلاكه كشرو عن أنيابهم وسقطت عنهم الأقنعة لتظهر حقيقتهم البشعة
التي تكمن في غباء حاد وانعدام القيم وإعدام الضمير مع سبق الإصرار والترصد.
نشرة الأحوال الاجتماعية
