المحب الصغير MFM | | مشرف القصص القصيرة | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¹أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ´ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ±ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط£آ¢أ¢â‚¬â€چط¢آ¢ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¾: 32462 |  | ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¹أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¹أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ´ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ±ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط£آ¢أ¢â‚¬â€چط¢آ¢ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¾ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ«ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¢ط¢آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§: 5.4 | ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¹أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ£ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ° ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â‚¬ع‘ط¢آ¬ط·آ¹أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¥ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¶ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ§ط·آ·ط¢آ·ط·آ¢ط¢آ·ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¸ط·آ·ط¢آ£ط·آ¢ط¢آ¢ط·آ£ط¢آ¢ط£آ¢أ¢â€ڑآ¬ط¹â€کط·آ¢ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¢ط·آ¢ط¢آ¦: 6045 | |
(ابتسم)
زاهر ، شابٌ في الثلاثين من عمره ، منذ بلوغه سنّ الرشد ، كان حلم حياته هو رؤية الابتسامة على وجه كل انسان في هذه الحياة ، بدأ زاهر عمله بعدما أنهى دراسته والّتي اختصّت بالإرشاد النفسي ، واتّجه نحو العالم الصغير ليرى المكان الّذي يمكن أن يرسم فيه البهجة على وجه البشر ، قدّم أوراقه للعمل عند طبيب أمراضٍ نفسيّة كمساعدٍ لهُ ، وتمّّت الموافقة على طلبه ، فانطلق لعمله من صباح اليوم التالي بابتسامةٍ خفيفةٍ ، ووجهٍ سعيدٍ ، التقى الطبيب بلال ، وبعد أن اتّفقا على كلّ شيء ، أخذه لمكتبه الخاص بعد المصافحة القويّة، جلس زاهر في مكتبه ، وبدأ ينظر للجدران ولونها ، وللأرض ، ولكل زاوية في ذاك المكتب ، فمن خلال أبحاثه كان يعرف أنّ تلك الألوان تؤثّر على شخصيّة المريض ، أخبر الطبيب ببعد التعديلات الّذي سيجريها بمكتبه ووافق على الفور لأنّه يعلم حماسة الشباب جيّداً ، دخل أوّل مريضٍ للعيادة ، كان شابّاً في العشرينيات من عمره ، تظهر عليه علامات اليأس ، استقبله زاهر بنظرةٍ هادئة ، وقال له بصوتٍ خفيف عند المصافحة : يالك من شابٍّ رائع ، وماهذه الثقة الموجودة فيك ، فأشار المريض لنفسه بقوله : هل تقصدني أخي؟ أجابه : نعم أقصدك أنت ، مجرّد رغبتك في مراجعة الطبيب النفسي هي خطوة جريئة ، باركك الله ، تغيّرت ملامح المريض من الحزن والكئابة ، إلى فرحٍ وابتسامةٍ ظهرت على وجهه البائس ، ودخل لغرفة الطبيب بثقةٍ كبيرة ، شعر زاهرٌ بفرحٍ كبير ، فقد نجحت محاولته الأولى ، ياللروعةِ ، وبعد دقائق دخلت امرأة ستينيّة في العمر ، هي مريضةُ قديمة ، أجلسها ، واضطلع على أوراقها ، فعلم برغبتها بالانتحار بسبب عجزها وضعفها عند كِبرِها بالسنّ ، فخاطبها بشكلٍ قويٍ : يالك من أم رائعة ، منذ دخولك المكتب رأيت الحنان الّذي فيكي ، كم أتمنّى أن أكسب يوماً ما خبرتك في الحياة ، وقبّل يدها منحنياً ومحترماً ، ردّت عليه العجوز : رضي الله عنك يابنيْ.. ، وبدت السعادة واضحة على وجهها ، واتّجهت للطبيب والسعادة تغمرها ، توالت الأحداث ، وكلّ شخص يلتقي بزاهر عند الدخول ، يستقبله الطبيب وهو بأفضل حالاته ، حتى الطبيب نفسه عندما يأتي عابساً بسبب مشكلة مع زوجته ، يتحدّث لزاهر عن ماحصل وكالعادة زاهر ينجح في اخراجه من حالته ، وأصبحت العيادة مليئة بالمرضى كل يوم ، وزاهرٌ لايكلُّ ولا يملُّ من إدخال الأمل لقلوب البشر . تقدّم بطلب اجازة لأسبوع ، أراد به الخروج للحياة قليلاً ، سافر لأحد المدن الجميلة في دولته ، وعند سيره بأحد شوارعها ، التقى بفتاةٍ جميلةٍ تعمل بائعة حلوى في الطرقات ( سارة ) ، الحزن كان واضحاً على وجهها ، ذهب إليها ، وبدأ يسمعها أجمل الكلام العذب ، ماأجمل حماستك في العمل ، عيانك أجمل عينان ، أناملك وهي تحضّر الحلوى تجعلها كالعسل ، ولكنّها ترد عليه ببرود كبير وبنفس الكلمة ، شكراً لك ، ماذا تريد، بقي معها ساعتين وثلاث عبثاً دون النجاح في إسعادها ، لم يستسلم ، وأصبح يرافقها كل يوم عند عربة الحلوى ، يقدم لها الورود ، يهديها قصائد ، حتى شعر بالاستسلام الكبير ، وضاعت تلك الابتسامة من وجهه البريئ ، عاد للعمل في العيادة ، وكالعادة المرضى يركضون نحوه ، ولكن أين زاهر!!؟ نعم لم يعد كما كان ، أصبح الحزن لا يفارق وجهه ، والكئابة ملتصقةٌ به ، أسبوع واحد فقط كان كفيلاً بمقاطعة المرضى للطبيب ، ممّا اضطّر الطبيب لطرده من عمله.. أصبح زاهر يقضي وقته في الحديقة ، بين الأشجار ، شعر بأنّه فقد امكانيته على مساعدة الناس ، حتّى التقى بشابٍّ معاقٍ ، كان يقف أمام النهر يستعدُّ للانتحار ، ناداه يا صاح ، ماذا تفعل ؟ ، ردّ بصوت عالٍِ : لقد سئمت من هذه الحياة اللّعينة ، سحقاً للقدر ، أصبت بحادث سير ، وأصبحت معاقاً لا أستطيع المشي على أقدامي ، وقد كنت لاعب كرة محترف ، كلّمه زاهر بتمتمات جميلة ، صديقي ، الانتحار ليس الحل ، صحيح أنّك فقدت أقدامك ، ولكنّ ذاك الكرسي يليق بك كثيراً ، رأيتك كيف تتحكّم فيه كلاعب كرة بارز ، لماذا لاتمارس كرّة السلّة الخاصة بالعجزة؟ إنّها لعبة جميلة ، ومتأكّد أنّك ستكون الأفضل ، ابتسم الشاب المعاق ، وابتعد عن فكرة الانتحار، وعندما رأى ابتسامته ، شعر بأنّ قدراته على إسعاد الناس عادت من جديد ، فأصبح يعملُ كـ رسّامٍ في الحديقة ، يرسم الورود ويقدّمها للعشّاق ، مع بعض الكلمات الرائعة ، يرى عاشقين متخاصمين ، يرسم لهما وردة الصلح ، متحابين يرسم قلب وبه العروسين ، وبفترة وجيزة ، عاد لزاهر لجماهيريّته السابقة ، حتى بدأ يظهر للاعلام ، والصحافة ، نعم ، إنّه أكثر شخص في العالم ينجح في رسم علامات السرور على وجوه البشر .. قرّر زاهر السفر لتلك المدينة بعد غياب 3 سنوات عنها ، المدينة الّتي قلبت حياته كاملةً ، الّتي أدخلته في جوٍ كئيب ، وبالفعل سافر ، وعند وصوله ، اتّجه لأحد الفنادق ، فوجد ازدحاماًشديداً على بابه ، نظر خلسةً ، آه ، نعم إنّها هي ، هي تبتسم ، تضحك ، الناس يحبّوهاّ! ، آه! أيعقل هذا؟ ، ركض نحوها فرأته ، نظرت له وابتسمت ابتسامةٍ عريضةٍ اتّجهت إليه ، أصبح يسألها كيف ؟ لماذا؟ مالّذي حصل؟ حاولت معك بكلّ الطرق لم أنجح ، بدأت تبكي وتضحك بنفس اللّحظة وتقول له ، عندما بلغت الثامنة عشرة من عمري ، أصيب أخي الصغير (17عام ) بحادث سيرِ أليم، بترت ساقه اليمنى بسببه ، والساق الأخرى أصيبت بشلل ، أمّي متوفية وليس لي سوى أخي في حياتي ، ضاعت ابتسامته 5 أعوام متتالية ، لم أستطع الابتسامة ولا حتى الضحك لحالته .. ، كنت فقط أعمل لتأمين قوتنا اليومي ، حتّى جاء أخي لي ، مبتسماً ويقول : عندما كنت سأرمي نفسي إلى النهر عند سفري لتلك المدينة ، اقترب شابٌّ منّي ، وبدأ بتقديم النصح لي ، أقنعني بالانضمام لفريق السلّة للعجزة ،أعاد لي ابتسامتي ، ومن حديثه عرفت أنّ ذاك الشاب هو أنت ، سافرت وبحثت عنك ولكن علمت أنّك طردت من العمل ، أنت يازاهر ، أنت من أعاد لي ولأخي الابتسامة ، أشكرك جداً ، وبدأت بالقول له : أن رائع ، أنت عظيم ، أنت هائل ، ابتسم وهو يردد :أول شخص يقوم بمدحي بهذه الكلمات ، نظرا لبعضهما نظرة حبٍ وشوق كبير ، عانقها بشدّة أمام الجميع مع سماع صوت الصفارات والتصفيق الحار ، تقدّم للزواج منها ووافقت على الفور ، وبعد شهرٍ ، تزوّجا وأقاما أكبر عرس بالتاريخ بنسبة أكبر حضور بسبب رسمهما الابتسامة على وجوه أكثر البشر.. انتهت..
| |
|