(♥) الصديق (♥) مهداة إلى روحه الطاهرة..... بقلمــــــــــــــــــــــــي
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
المحب الصغير MFM

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾:
    32462
مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المحب الصغير MFM

مشرف القصص القصيرة
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 32462
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 5.4
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6047
  • 23:33 - 2014/01/29

الصديق

قصتنا تبدأ من طلاب المرحلة الثانوية ، بدأ تعارفنا بهمسات بسيطة كالعادة وبموقف بسيط ، ولكن كعادة الأيّام من موقف صغير تخلق لك شيء كبير ،

الموقف كان في مكان الدراسة حين بدأ نقاش حاد بيني وبينه عن الأوضاع في بلدي ، وبالفعل كان هناك خلافٌ كبير بالرّأي ،

وبعد فترة من التوتّر بيننا ، اجتمعنا لكي ننهي الخلافات ، بعد أن تكلّمنا بكل شيء اعتذرنا من بعضنا ، وتبادلنا عناق الصداقة ،

بتلك اللحظة بدأت قصّة صداقة كبيرة بيننا ، نذهب معاً ، ندرس ، نلعب ، نتشاجر ، فقد كنّا قلبٌ واحدٌ ويدٌ واحدة ، لم أكن أعلم أنّه سيأتي يوم في حياتي

أتخلّى به عن الحب مقابل الصداقة ، ولكنّ هذا حصل بالفعل ، بعد أن أنهينا المرحلة الثانويّة ، اتجّه كلّ منا في طريق ، هو درس الرسم الهندسي ،

وأنا درست التسويق وإدارة المبيعات ، وفي هذا الوقت اشتدّت الأحداث في بلدي ، وأصبحت النيران تأكل مدينتي ، وبسبب هذا أصبحت لقائاتنا قليلة نسبيّأً ،

بسبب الخوف من الخروج من المنزل ، وبعد فترةٍ قريبةٍ من الشهر ، اجتمعناً معاً قاهرين كل الأوضاع ، وللحظ السيئّ كنّا نمشي في شارع يطلّ عليه قنّاص ،

كان ذاك القنّاص يضرب كلّ من يمرّ أمامه ، وعندما أطلق القنّاص أوّل طلقة وقف صديقي أمامي وأصبح وجهه مقابل للقنّاص وبقي ممسكاً يدي ،

وأصيب بقدمه بطلقة من ذاك القناّص الّلعين ، لم أصدّق ما أرى ، فأسعفناه لمشفى قريب والحمد للّه كانت اصابته طفيف نسبيّاً ،

شعرت حينها بشعور غريب ، لقد حماني ، لو لم يقف أمامي لكانت الطلقة متّجهة نحوي!! ، سألته لماذا فعلت هذا؟ ،

أجابني : صديقي لو أصابك ذاك القنّاص وحصل لك مكروه سأبقى ألوم نفسي ، أمّا إن أصابني فهو قدر الله ، إجابته جعلتني أبكي ،

نعم ، إنّه الصّديق الحقيقي ، الصّديق الذي لا يمكنني أن أخسره في حياتي ، وهذا الموقف زاد من صداقتنا وأصبحنا نلتقي كلّ يوم ،

لا نسأل عن الخطر ولا عن أي شيء آخر ، المهم أن نكون معاً حتى نكون بخير ، وبعدها توالت المواقف ،

انفجارات ، صواريخ ، حرب كبيرة في منطقة سكنه ، ممَا جعله وأهله يهربون من منزلهم للسفر ، اتصلت به وقلت له تعال لمنزلي ،

رفض لوجود أهله ، وهنا أرادوا السفر ، فاتّصلت وصرخت : علي إن سافرت احذف رقمي من عنك ، فأغلق الهاتف في وجهي!!

وبعد ربع ساعة أخبرني برسالة أنّه في الجامعة ينتظرني ، وحين وصلت عانقني قائلاً : كيف أسافر وأنت تحتاج وجودي؟

وكل هذه المواقف زادت من صداقتنا بشكل أكبر وأكبر ، تعددت المواقف بيننا ، وكلّه كان يزيد في صداقتنا ، وهنا أصبحت أعلم معاني هذه المقولات:

الصديق عند الضّيق ، الصداقة كنز الحياة

أنهينا دراسة السنة الأولى ، كانت علاماتنا مميزة ، فأقمنا حفلاً مع بعضنا ، كان الناس يحسدونا على قوة الصداقة بيننا ، وقوّة الأخوّة التي تجمعنا،

حتى أهلي يقولون لي زوجتك على الهاتف ، وأمه تقول له : علي كلّم خطيبتك ، رغم السخريات لم نكترث ، حتّى أن خطيبتي أصبحت تغار منه ،

وحين اشترطت علي أن أكمل معها أو مع علي ، أجبتها علي قبل الجميع وانتهى! ، صمتت ولكنّها تقبّلت الأمر لمعرفتها السبب ،

وبعد فترةٍ قصيرة كنّا معاً عند الحديقة العامّة ، أخبرني أنّه مضطر للسفر لمدة شهرين إلى تركيا ، حاولت منعه ولكنّه أخبرني أنّه يجب أن يسافر ،

فأخاه يحتاجه بشدّة وقال لي إن لم ترغب لن أسافر ، ولكن ذاك أخاه فلم أمنعه ، وبالفعل جاءت اللحظة الّتي يجب أن أودّعه فيها ،

عانقته بشدة وأخبرته أنّي لأوّل مرّة أقوم بتوديعك ، سافر مرّتين لمدة قصيرة ولم أقم بهذا ، ولكن هنا لا أدري مالّي جعلني أفعل هذا ، وسافر،

أصبحنا نتكلّم على الفيس بوك ، واتس أب ، أي وسيلة المهم لا نقطع بعض نهائياً ، وبعد 6 أيام من السفر أخبرني أنه يريد العودة ،

أنّه اشتاق لي ولم يحب الغربة وهنا سعاتي لم أعطيها لأحد ، بكيت من شدة الفرح بعودته ، قال أنّه عائد بعد يومين ، وبعد يومين ،

جائتني رسالة مكتوب فيها :
مرحباً فيصل ،صديقك علي في العناية المشددة ، وقع على ظهره وكسرت عنده فقرتان

لم أصدّق ما قرأت ، بكيت ، ضحكت ، جننت ، لا أعرف ماذا أفعل ، كيف حصل هذا ؟

وبعد يومين عرفت أنّه دخل بغيبوبة ، أصبحت أصلّي ، أقرأ القرآن لشفائه ، حتى جاء ذاك الموعد المحتوم ،

رسالة أخرى فحواها:
فيصل ، علي توفي ، ادعو له بالمغفرة

 انعقد لساني ، لم استطع الكلام ، كنت صائماً في رمضان حينها ، بكيت وبشدّة كبيرة ، لم أصدّق ماحصل ، كيف مات ؟ولماذا؟

وأنا بهذه الدوّامة عرفت أنّ وصيته أن أقوم بدفنه بنفسي ، وأنه قبل الموت فتح فمه وهو ينادي أريد فيصل جانبي ، بكيت بشكل كبير ، لم أستطع أن أكون معه ،

مات وهو بعيد عني ، لم استطع دفنه بسبب منعه من الوصول لحلب ،

انتابتني الحيرة كيف أخبر خطيبته ، ماذا سأقول لها ، كيف سأخبر الجميع ، كرهت يوم الثلاثاء لأجل وفاته ،

انهالت عليّ الاتصّالات في المساء من أصدقائه في الرسم الهندسي ، هل الخبر صحيح ؟ ماذا هناك ؟

وأكبر ألم في حياتي أنّي كنت أواسيهم ، كنت صاحب الجرح الأكبر و أواسي من يبكون عليه ، لا أريدهم أن يبكوا ، فهو يتعذّب بالبكاء ،

اقرأوا الفاتحة كي يرتاح ، لا تجعلوا صديقي يبكي وهو ميت ، دخلت في صدمة واكتئاب شديد ، ولكنّي تذكرت كلامه قبل السفر بيومين :

فيصل ، إن مت وأنا شاب لا تحزن علي ، فإحساسي يقول لي أني سأموت شابّاً ، ظننته يمزح ولكن بالفعل هو توفي ،   التقيت بأهله بعد عودتهم ، أخبروني بأنّه كان يبكي في غيبوبته

عندما قالت له أمّه أن فيصل وشيرين ( خطيبته ) يحتاجونك ، أنّ شيرين نجحت في الثانوية بفضله ، كان أصعب مواقف حياتي ،

توفي وترك خلفه صديقاً لن ينساه ، مات في يوم ميلاد خطيبته ، مات في الشهر الكريم ، مات وهو لا يدري كيف سأكون من بعده ،

رحمك الله يا صديقي وأدخلك فسيح جنّاته ، لا تقلق ، فـ فيصل سيبقى قويّاً كما تعرفه وأكثر ، سأقرأ لك الفاتحة كلّ يوم ،

سأزور قبرك حين تأتي الفرصة ،

 صديقي الغالي ( لن أنساك ما حييت )

أرجو من الأخوة الكرام قراءة الفاتحة على روحه..

 (♥) الصديق (♥) مهداة إلى روحه الطاهرة..... بقلمــــــــــــــــــــــــي
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©